أعلن رئيس المجلس الرئاسى لحكومة «الوفاق الوطنى» الليبية، فائز السراج، عن فشل لقائه بقائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر، والذى كان مقررًا بوساطة مصرية، وأكد السراج، فى بيان، أن زيارته للقاهرة جاءت بدعوة من القيادة المصرية للالتقاء بأطراف الأزمة الليبية «وتحديدًا إجراء حوار مباشر وصريح مع السيد خليفة حفتر نبحث خلاله نقاط الاختلاف وسبل إيجاد حلول لها فى إطار الاتفاق السياسى».
وأضاف: «أبلغنا الجانب المصرى بقدوم السيد خليفة حفتر إلى القاهرة بدعوة مماثلة لنفس الهدف، وأعلمنا عن عقد اللقاء فى اليوم الثانى للزيارة، ثم أبلغنا فى اليوم الثانى برفضه الاجتماع معنا دون إبداء أى مبررات أو أعذار»، وتابع: «أجرينا فور وصولنا لقاءات تشاورية مع الأشقاء المصريين، حاملين فى جعبتنا أفكارًا لحل الأزمة ترتكز على الثوابت الوطنية وترسم إطارًا عامًا يمكن من خلاله الخوض فى تفاصيل النقاط الخلافية ووجهات النظر المتباينة، بما يفضى فى النهاية إلى حلول توافقية قابلة للتطبيق»، وختم السراج، بيانه بـ«الشكر والامتنان للشقيقة مصر قيادة وشعبًا على دعمها لمسار الوفاق والتوافق».
وذكر مصدر مُقرب من المجلس الأعلى للدولة الليبى أن ما تم تداوله والإعلان عنه فى اجتماعات القاهرة، يظل مجرد مقترحات وأفكار للخروج من حالة الانسداد السياسى فى البلاد، وأنه كان يجب مناقشة جدول أعمال هذه الاجتماعات من قبل الأطراف الليبية المعنية دون غيرها، وقبل الخوض فيها.
فى سياق متصل، أكد نائب رئيس المجلس الرئاسى لحكومة «الوفاق الوطني» أحمد عمر معيتيق على وجود جيش ليبى واحد تابع لحكومة «الوفاق»، مشيراً إلى أن أى جسم عسكرى آخر يعتبر خارج سلطة الدولة، وأعلن معيتيق، فى مؤتمر صحفى، عن وضع خطة عمل لتأمين الطريق الساحلى من غرب ضاحية جنزور حتى الحدود التونسية بمشاركة كل دوريات الأمن فى المناطق لتأمين سلامة المواطنين.
وأصدرت الأمم المتحدة، بيانا، أكدت فيه دعمها الكامل للاتفاق السياسى الليبى ومؤسساته، وحذرت الأطراف الفاعلة الليبية، من السعى لتحقيق مكاسب سياسية باستخدام القوة، حيث تتابع البعثة بقلق التقارير المتعلقة بتشكيل قوات عسكرية موازية تحت اسم «الحرس الوطنى» وانتشارها فى طرابلس وما حولها. وقال مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم فى ليبيا، مارتن كوبلر، إن محاولات إنشاء أجسام موازية وعرقلة تنفيذ الاتفاق السياسى الليبى ستؤدى إلى مزيد من الفوضى وانعدام الأمن، ودعا كوبلر إلى التفعيل السريع لقوات الشرطة والأمن لحماية الليبيين من الجريمة والانفلات الأمنى.
وأعلن أمين عام حلف «الناتو»، ينس ستولتنبرج، عن تسلمه طلبا من السراج، يطلب فيه من الحلف تزويد ليبيا «بالمشورة والخبرة فى مجال بناء مؤسسات الدفاع والأمن»، وأضاف ستولتنبرج أن قادة الحلف وافقوا فى اجتماع القمة فى يوليو 2016 فى وارسو على دعم ليبيا، إذا قدمت طلباً رسمياً بهذا الشأن، وسينظر مجلس الحلف قريبا إمكانات الاستجابة لطلب الدعم الذى قدمه رئيس الحكومة الليبية.
بدوره، أعلن وزير الداخلية الإيطالى، ماركو مينيتى، الانتهاء من تدريب الدفعة الأولى من عناصر البحرية وخفر السواحل الليبى، مطلع الأسبوع الجارى، بهدف مكافحة الهجرة غير الشرعية، وقال مينيتى، أمام مجلس النواب الإيطالى: «نحن مستعدون ويمكننا أن نبدأ فى تسليم زوارق دورية إيطالية إلى السلطات الليبية ليستطيع خفر السواحل التابع لها الشروع فى العمل»، وأوضح أن التدريب جرى على متن سفينة «سان جورجيو»، التابعة لسلاح البحرية الإيطالى، فى إطار العملية التى يطلق عليها «صوفيا». ولم يذكر الوزير الإيطالى عدد القوات التى خضعت للتدريب، غير أن تقارير سابقة حددتهم بـ78 عنصراً، ولم يتضح موعد استكمال تدريب بقية الدفعات.