واصلت توابع زلزال الاحتجاجات التونسية التى أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على انتقالها إلى الدول العربية، فيما سارعت بعض الحكومات العربية باتخاذ سلسلة من الإجراءات العاجلة وتقديم الوعود بخفض الأسعار وتحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين.
قرر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح،الأثنين ، صرف منحة مالية للمواطنين بقيمة إجمالية تبلغ 4 مليارات دولار، وتقديم الغذاء مجانا لمدة 14 شهرا لحاملى البطاقة التموينية.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان عبدالعزيز الروضان قوله، إن أمير البلاد «أمر بصرف مكرمة أميرية بمناسبة الذكرى الـ50 على استقلال دولة الكويت، والذكرى العشرين للتحرير، وذكرى مرور 5 سنوات على تولى سموه مسند الإمارة بواقع ألف دينار كويتى (3572 دولارا) لكل مواطن» من مواطنى الدولة البالغ عددهم مليوناً و120 ألفا. وأضاف الوزير إن المكرمة الأميرية تشمل أيضا «صرف المواد الغذائية بالمجان لكل حاملى البطاقة التموينية» اعتباراً من بداية فبراير المقبل وحتى نهاية مارس 2012.
وفى غضون ذلك، تعهد العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز بزيادة ميزانية المملكة «أكثر وأكثر» لتحقيق ازدهار كبير للسعوديين، مطالبا شعبه بـ«قليل من الصبر وكثير من الشكر فالكل سينال فرصته».
وأكد عبدالله فى حوار نشرته صحيفة «السياسة» الكويتية الأثنين - وهو أول لقاء يجريه منذ سفره إلى نيويورك فى 22 نوفمبر الماضى للعلاج - أن الغاية من فلسفة الميزانية الجديدة تحسين وتطوير البنية التحتية الاجتماعية، إلى جانب البنية التحتية للبلاد، والاهتمام بالمسار الاقتصادى وتطويره ككل. وقال عبدالله: «الميزانية مدروسة بشكل حصيف، وأبواب الإنفاق فيها معروفة والمردود أيضا، وأعيد القول: إن بلادنا بلاد خير، ولن تقل الميزانيات فى السنوات المقبلة عن ميزانية هذا العام، بل ستزيد وتزيد، ولذلك نقول: قليل من الصبر وكثير من الشكر لله، الذى أنعم على بلادنا بهذه النعمة، فالكل سينال فرصته بمشيئة الله».
وأوضح عبدالله أن الهدف «من خلال الميزانيات اللافتة للنظر هو معالجة أى قصور فى مرافقنا الاقتصادية أو الاجتماعية لم يصل إلى أسماعنا فى الماضى، أو لم يكن تحت نظرنا، وشعبنا سينال خير بلاده حتى يتمتع بثروتها، وتتمتع الأجيال القادمة بها أيضا». وقال عبدالله الذى يقضى فترة نقاهة فى نيويورك إنه سيعود «قريبا، بل قريبا جدا إلى المملكة حتى أكون بين أهلى وأبنائى وشعبى وإخوتى فى الخليج».
وفى سوريا، قررت السلطات زيادة دعم وقود التدفئة فى تحول واضح لسياستها بعد إسقاط بن على فى تونس، حيث كانت الحكومة السورية تعمل على خفض الدعم.
وفى موريتانيا، أطلقت الحكومة برنامجا عاجلا للتخفيف من معاناة السكان الأكثر فقرا جراء ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية. وذكر بيان رسمى أصدرته رئاسة الحكومة مساء الاحد ، إثر اجتماع للجنة الوزارية المكلفة بوضع برنامج تضامن مع السكان الفقراء، أن البرنامج سيبدأ بفتح متاجر فى جميع أنحاء موريتانيا لبيع السلع الأساسية بأسعار مدعومة.
وأضاف البيان إن هذا «البرنامج غير المسبوق يرمى إلى المساعدة الفورية للسكان الأقل حظا فى مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية من جهة، والمساعدة على استقرار أسعار هذه المواد فى السوق من جهة ثانية».
وفى الأردن، وقع 11 برلمانياً على التماس يدعو الحكومة إلى الاستقالة، واتهموا إياها بالإخفاق فى التعامل مع الظروف الاقتصادية الآخذة فى التدهور، بما فى ذلك ارتفاع أسعار السلع الرئيسية والوقود - حسبما أفادت مصادر برلمانية. وجاء ذلك فى الوقت الذى تظاهر فيه مئات الأردنيين أمام مبنى البرلمان مطالبين بتحسين ظروف معيشتهم. ورفع المتظاهرون - الذين ينتمون بشكل أساسى إلى المعارضة التى تقودها الأحزاب الإسلامية والنقابات المهنية - لافتات وهتفوا الأحد بشعارات تدعو حكومة رئيس الوزراء سمير الرفاعى إلى الاستقالة.