x

«التصوير الفوتوغرافى».. نوادٍ تبحث عن تمويل.. ومواهب «تحت الاختبار»

الثلاثاء 18-01-2011 08:00 | كتب: عليا تمراز |
تصوير : other

الصورة دائماً أبلغ من أى تعبير، عبارة تقال دائماً عندما نتحدث عن فن التصوير الفوتوغرافى، والذى زاد انتشار استخدامه مع بداية القرن الواحد والعشرين بسبب الطفرة التكنولوجية فى الهواتف المحمولة، واستخدام الكاميرات الديجيتال، والتى سهلت المهمة لتشجع الناس العادية على التقاط الصور والبحث فى أسس وأصول ذلك الفن.

مع قلة مصادر تعلم هذا الفن، يلجأ أغلبية الناس إلى التجربة والخطأ كسبيل للوصول لمستوى احترافى، إلا أن ثمة تجربة جديدة انتشرت فى مصر فى السنوات الأخيرة، وبدأت تقوم بدورها فى الثغر، وهى نوادى التصوير الفوتوغرافى، والتى سعت لتجاوز دور تجميع المصورين المحترفين، لتقوم بدور مهم فى تعليم أصول التصوير، وتطوير المواهب الجديدة ، بالإضافة إلى تشجيع الشباب على اكتشاف معالم بلادهم، والاستفادة من موهبتهم فى أنشطة لخدمة المجتمع.

أشهر النوادى السكندرية التى ظهرت على الساحة، هو «عدسة»، وتأسس سبتمبر 2009 على يد الفنانين علاء الباشا وياسر جمعة، وذاع صيت النادى بسبب حضوره البارز فى أغلب فعاليات وأنشطة فى الثغر، ويشير علاء الباشا، إلى أن النادى ليس أول ناد متخصص فى التصوير الفوتوغرافى فى المدينة، حيث سبقته عدة تجارب محدودة، أولاها كان باسم «نيو فايندر»، وأيضاً نادى الكاميرا بأتيليه الإسكندرية، وهو جزء من أنشطة الأتيلية الفنيه.

وكما يروى تعرف «الباشا» من خلاله، على عدة أصدقاء من المصورين، والذين فكروا فى تأسيس كيان يخدم متطلبات المصورين فى الثغر، بتشجيع هواة التصوير على تعلم ذلك الفن، وتوفير المناخ للمحترفين لتبادل الخبرات، وأيضاً الاحتكاك بأقرانهم من الدول الأخرى.

استضافت أنشطة النادى، مراكز ثقافية عديدة، بدأت المجموعة بمتطوعين من المصورين والهواة، فى كلية الفنون الجميلة، ثم انتقلت إلى قصر التذوق بسيدى جابر، ثم توسعت لتعمل مع عدد من المراكز الأجنبية مثل المركز الثقافى الألمانى (جوتة)، والمركز الثقافى الفرنسى، والمعهد اليونانى وغيرها.

ويقوم النادى بأنشطة مختلفة، مثل الورش الفنية التى يقوم عليها أشهر فنانى التصوير المصريين والعرب، وتخصص كل ورشة فى تعميق أحد مفاهيم ذلك الفن، كما ينظم مسابقات بين أعضاء النادى، ويساعدهم فى المشاركة فى المعارض والمسابقات العربية والدولية، بالإضافة إلى رحلات ينظمها لتصوير المعالم، فى محافظات مصر المختلفة.

ترجع الشهرة، التى اكتسبها النادى بشكل رئيسى، إلى مشاركة أعضائه فى التغطية الإعلامية للأحداث الكبرى من مهرجانات أو مؤتمرات وخلافه، وهى وسيلة ابتدعها مؤسسو النادى، لإكساب المصورين المهارة والاحترافية، وهو ما لاقى قبولاً كبيراً لدى منظمى تلك الفعاليات، لغزارة الصور التى يحصل عليها الفريق والذى يصل عدده فى بعض الأحيان إلى 30 مصوراً، مما يساعد فى التوثيق للأحداث لحظة بلحظة.

تحاول «عدسة» أيضاً التأكيد على قيم الانتماء، كما يقول «الباشا»، والذى يؤكد على أن تمويل جميع الفعاليات هو تمويل ذاتى، من أعضاء النادى، وهو يعود لرغبة المجموعة فى الاستقلالية عن المؤسسات، خاصة الأجنبية، حتى لا تملى عليهم أجندات خاصة بكل دولة، تأتى أنشطة مثل «كلنا مصر»، كمحاولة للتجميع بين مصورى مصر، من خلال جولات مشتركة فى المحافظات، للتعرف على معالمها، وكذلك المشاركة فى مشروع مع هيئة تنشيط السياحة ووزارة الثقافة، بعنوان «اعرف بلدك»، يهدف إلى دعم الانتماء عن طريق إكتشاف الشباب لأهم معالم بلادهم الحضارية.

اهتم أعضاء النادى أيضاً بمجال العمل التطوعى، فى أنشطة خيرية مع مؤسسة رشيد، منها مشروع «الأمل فى بكره» والذى ركز على ذوى الاحتياجات الخاصة، بتشجيعهم على تعلم التصوير، وإقامة مهرجان لصورهم الخاصة، لدعمهم، بالإضافة إلى تصوير الحفلات الخيرية للأيتام والفئات المحرومة، وإهدائها لهم مجاناً.

بلغ عدد الأعضاء الناشطين فى «عدسة» حتى الآن، 280 عضواً، ويؤكد الباشا مجانية عضوية النادى، وشمولها لأى شخص لديه الشغف بفن التصوير، مع عدم التقيد بالدراسة أو السن، و يقول: فى «عدسة» يوجد أعضاء من الأطفال، ومن كبار السن، عبدالرحمن عنده 12 سنة، وتقوى 8 سنوات، مثلا النادى فى معارض ومسابقات قبل ذلك، وأيضاً لدينا أعضاء فى أعمال كبيرة مثل السيدة ليلى التى تبلغ من العمر 52 سنة، والدكتور جمال 47 سنة، وهو ما نحاول التأكيد عليه فى النادى، بأن حب التصوير والفن عموماً لا يرتبط بالسن و لكن بالحدس والمهارة».

نادى «إمسا» للتصوير من النوادى، التى أثبتت حضورها أيضاً فى الفترة الأخيرة، وهو نادى التصوير التابع للجمعية المصرية لدارسى العلوم الطبية وهى جمعية أهلية مشهرة ومسجلة بوزارة التضامن الاجتماعى، ويقول أحمد فارس، أحد مؤسسيه فى الثغر، إنه أنشىء العام الماضى، بهدف إعطاء الفرصة للمصورين لتطوير مهاراتهم وموهبتهم بالطريقة التى تحقق للجمعية تأثيرها فى المجتمع المحيط بها.

يقدم النادى أيضاً الورش والرحلات والمعارض، وشارك أعضاؤه فى الفترة الماضية فى عدة فعاليات خيرية، حظت بقدر كبير من الحضور من مصورى الثغر، منها حملة «هيلب بورتريه» وهى فكرة عالمية، تم تمصيرها، يقوم فيها المصورون بتصوير الأشخاص الأقل حظا فى الدنيا، وطباعة الصور وإهدائها لهم، ونفذت نهاية العام الماضى، فى مناطق مثل كوم الدكة والمكس، كما يشارك النادى فى معرض سنوى بعنوان «معرض التصوير الخيرى»، حيث يقوم المصورون ببيع صورهم والتبرع بقيمتها لصالح علاج مرضى الأورام.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية