طالب البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في كلمته خلال مبادرة تعزيز القيم والأخلاق، بمنظومة خماسية لاستعادة القيم الأخلاقية ترتكز على الأسرة والمدرسة أو الجامعة والمسجد أو الكنيسة والأصدقاء والإعلام من أجل إنشاء إنسان صالح وبناء تربية صحيحة.
وأشار البابا، إلى مخاطر انعكاس ذلك الترتيب حاليا، فأصبح الإعلام الأول والأصدقاء والمؤسسة الدينية والمدرسة وتراجع ترتيب الأسرة لظروف اقتصادية مما جعلنا في مشكلة اجتماعية، مطالبا الجميع بالعمل لتصحيح تلك المنظومة الخماسية المهمة وأهم فروعها الأسرة التي تبدأ في غرس وتأصيل القيم في الأشخاص.
وشدد البابا تواضروس على الحاجة لاحترام الطفل وشخصيته وتوفير الحب الكافى له لمواجهة أي متغير وتقبل كل خير حيث أن الطفل أغلى مادة خام على أرض مصر، ولذلك لابد من الاهتمام بالطفولة، لافتا إلى ضرورة احترام المرأة منذ الصغر والتكوين والتعليم لأنها نصف المجتمع والمسئولة عن التربية والتأصيل، كما أن لها مكانة كصانعة للرجال، فضلا عن ضرورة احترامها في كل مراحل الحياة لدورها المهم في إعداد الأجيال.
كما طالب باحترام الرموز في المجتمع، وأولها الأب والأم في البيت، ورجل الدين في المؤسسة الدينية، والمدرس في المؤسسة التعليمية، رافضا أي عمل فنى يسئ إلى تلك الرموز أو السخرية منها، بالإضافة إلى احترام رموز البطولة في القديم والحديث وبعيدا عن صراعات السياسة.
وانتقد البابا تواضروس توجه بعض الأعمال الفنية للتركيز على البحث عن المال فقط مما يضر بالقيم التي هي أهم من المال، داعيا إلى وضعية خاصة لكليات التربية في مصر بأن تخرج من فكرة المجموع للالتحاق بها، مطالبا أيضا بضرورة خضوع الطالب بها لمعايير خاصة في الاختيار من النواحي الإجتماعية والنفسية والعلمية، حيث أن ذلك هو مفتاح حل مشكلة تراجع القيم، فضلا عن الاهتمام بالمدربيبن في المرحلة الإبتدائية.
وأعرب عن أمله في التوصل لطروحات عملية لاستعادة القيم والقامة الروحية الإنسانية لمجتمعنا وإظهار الفضائل والقيم التي تعلمناها عبر الأجيال، فضلا عن وضع رؤى لكيفية إصلاح القيم التي تميز مصر.
يشار إلى أن الاجتماع يهدف لمناقشة سبل استعادة القيم المجتمعية والأخلاق والتماسك الإجتماعي في المجتمع المصري، خاصة بين فئة الشباب، وذلك بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية بوضع خطة عمل تتولى من خلالها كل جهة تنفيذ ما يخصها من هذه الخطط.