تعود عجلة دورى أبطال أوروبا للدوران من جديد، الثلاثاء، بعد فترة توقف طوال الفترة الماضية، حيث ينطلق دور الستة عشر للبطولة بمواجهتين صعبتين من العيار الثقيل، تجمع الأولى بين برشلونة العملاق الإسبانى ونظيره باريس سان جيرمان الأبرز على الساحة الفرنسية في السنوات الأخيرة، فيما تجمع المباراة الثانية بين بوروسيا دورتموند الألمانى وبنفيكا البرتغالى.
عند العاشرة إلا الربع مساء، ستتجه أنظار عشاق الكرة الجميلة نحو استاد «بارك دى برانس» في العاصمة الفرنسية باريس من أجل متابعة المباراة الكلاسيكية المرتقبة بين الفريق الكتالونى برشلونة ونظيره باريس سان جيرمان، حيث باتت مباراة الفريقين في البطولة مواجهة متكررة ومعتادة في النسخ الأخيرة للبطولة. تأهل برشلونة إلى دور الستة عشر بعد تصدر المجموعة الثالثة في مرحلة المجموعات برصيد 15 نقطة من خمسة انتصارات وخسارة واحدة في مجموعة حل فيها مانشستر سيتى الإنجليزى ثانياً، وسجل الفريق خلال مباريات المجموعات 20 هدفاً، بينما اهتزت شباكه 4 مرات فقط. أما باريس سان جيرمان فحل ثانياً في المجموعة الأولى خلف أرسنال برصيد 12 نقطة من 3 انتصارات و3 تعادلات، وسجل مهاجموه 13 هدفاً، بينما سكنت شباكه 7 أهداف، وهو ما يدل على أن معدل اهتزاز شباكه بواقع أكثر من هدف في المباراة.
ويحتل نجم البارسا ليونيل ميسى صدارة هدافى البطولة برصيد 10 أهداف، فيما يحل مهاجم باريس سان جيرمان إديسون كافانى خلفه ثانياً على لائحة الهدافين برصيد 6 أهداف بالتساوى مع سيرجيو أجويرو صانع ألعاب مانشستر سيتى.
وكانت آخر مواجهة بين الفريقين في النسخة قبل الماضية للبطولة عام 2015 في دور الثمانية في مباراة الإياب في كتالونيا، وانتهت بفوز برشلونة بثنائية نظيفة سجلها المهاجم الخطير لويس سواريز، وكان برشلونة قد فاز ذهاباً أيضاً في حديقة الأمراء بنتيجة 3/ 1.
وكشفت صحيفة «ماركا» الإسبانية عن أن برشلونة ومديره الفنى لويس إنريكى سيعتمد خلال المباراة بشكل أساسى على مثلث الرعب في الهجوم المكون من ميسى ونيمار ولويس سواريز، خاصة أن الثلاثى يعيشون حالة من التألق في الفترة الماضية وسجلوا جميعاً في فوز الفريق الكبير الأخير في بطولة الدورى على الأفيس بسداسية نظيفة.
وسجل سواريز مع برشلونة هذا الموسم 25 هدفاً في مختلف المسابقات، منها 18 في بطولة الدورى يحتل بها المقدمة، كما رفع بهدفيه الأخيرين في الأفيس رصيده مع «البلوجرانا» إلى 109 أهداف في مختلف المسابقات.
وبات المهاجم الأورجوانى العاشر على لائحة هدافى النادى على مدار تاريخه، والطريف أن يتقاسم هذا المركز مع مديره الفنى لويس إنريكى نجم الفريق السابق.. لكن مشكلة الفريق في مباراة الليلة تكمن في خط الدفاع، حيث يفتقد الفريق جهود أليكس فيدال بعدما تعرض لإصابة قوية في الكاحل خلال مباراة الأفيس ستبعده لنهاية الموسم، كما يغيب خافيير ماسكيرانو للإصابة بدوره.
فيما يستعيد الفريق جهود جيرارد بيكيه، ويشارك صمويل أومتيتى وهو يعانى من إصابة خفيفة، كما سيضطر البرازيلى رافينيا لوضع قناع على وجه بعد تعافيه من كسر في الأنف.
على الجانب الآخر، يسعى باريس سان جيرمان للتخلص من العقدة التي طاردته في الفترة الماضية بالخسارة أمام برشلونة وتوديع البطولة على يديه في أغلب المواجهات الأخيرة بينهما منذ عام 2011.
وفى عام 2012، خرج سان جيرمان دون أن يخسر، حيث (تعادل 2-2 ذهابا في باريس، و1-1 إياباً في برشلونة، ثم خسر ذهابا وإيابا موسم 2014-2015 «1-3 في باريس» و2- صفر في برشلونة). والتقى الفريقان في دور المجموعات في الموسم ذاته، وفاز الفريق الباريسى 3-2 على أرضه وخسر 1-3 في كامب نو. وتعول إدارة نادى الأمراء على المدير الفنى الخبير أوروبياً أوناى إيمرى، الذي فاز بلقب الدورى الأوروبى مع إشبيلية 3 مواسم متتالية، ورغم ذلك فإن سجل إيمرى أمام برشلونة ضعيف، حيث لم يفز خلال 23 مباراة أمام برشلونة كان فيها مديراً فنياً لإشبيلية سوى مرة واحدة. ويسيطر التفاؤل على لاعبى سان جيرمان في ظل البداية القوية جداً لهم في 2017 حيث خاضوا 11 مباراة فازوا في 10 منها، وتعادلوا مرة في مختلف المسابقات، كما عاد للفريق نجم وسط منتخب إيطاليا ماركو فيراتى ليمنحه قوة كبيرة.
من جهته، أكد أوناى إيمرى، في تصريحات لصحيفة «ليكيب» الفرنسية، أن فريقه جاهز للمباراة، «ولديه ثقة كبيرة في قدرات اللاعبين بعدما حصلوا على دفعة معنوية كبيرة بالفوز الأخير على بوردو في الدورى بثلاثية بيضاء، المباراة صعبة جداً والجميع يردد أن البارسا بات عقدة للفريق، ولكننى لا أعترف بمثل هذه الأمور، الفريق الذي سيجتهد ويقاتل من أجل الفوز سيحالفه التوفيق وهذا ما سيتعين علينا القيام به».
وتحفل المباراة بمواجهة «الأصدقاء» الأمريكيين الجنوبيين ميسى، ومواطنه دى ماريا، ونيمار ومواطناه ماكسويل وماركينيوس ولوكاس، سواريز ومواطنه كافانى، وكلاهما يتصدر لائحة الهدافين (18 هدفا للأول في الليجا، و25 للثانى في الدورى الفرنسى).