x

«فيسك»: ثورة تونس هزت الحكام العرب.. والغرب يريد ديكتاتوراً آخر بعد بن علي

الإثنين 17-01-2011 14:04 | كتب: فاطمة زيدان |
تصوير : other

 

قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك، إن الانتفاضة التونسية، ربما تجلب سفكاً للدماء والدموع، لكنها لن تجلب الديمقراطية، مضيفاً أنها لا تنذر بما سماه «فجر الديمقراطية»، وليست مؤشراً على بداية النهاية للحكام المستبدين في المنطقة.

وأكد فيسك فى مقال مطول نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، الاثنين، بعنوان «الحقيقة القاسية حول تونس»، أن الثورة التونسية، التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، هزت الحكام العرب بما في ذلك مصر، والأردن، والسعودية، مؤكداً أن أي مستبد يعرف أنه سيكون بخطر إذا فكّ القيد عن مواطنيه.

وأضاف فيسك أن الغرب دائماً ما يمدح الحكام المستبدين لكونهم أصدقاء لأوروبا المتحضرة، ولإحكام قبضتهم على الإسلاميين.

وتابع فيسك أن حكومة الوحدة الوطنية التي سيتم تشكيلها من قبل محمد الغنوشي، الذي كان خادماً لبن علي لمدة تقترب من 20 عاماً، ستضمن مصالح الغرب بدلاً من مصالح شعبه.

وذكر فيسك أن الغرب يريد ديمقراطية في تونس ولكن ليس الكثير من الديمقراطية، في إشارة إلى ما حدث في الجزائر التي أراد لها الغرب الديمقراطية في أوائل تسعينيات القرن الماضي، لكن عندما اتضح أن الإسلاميين قد يفوزون في الجولة الثانية من الانتخابات، سارع الغرب إلى دعم الحكومة التي يساندها الجيش، والتي أشعلت حرباً أهلية حصدت أرواح حوالي 150 ألف شخص.

وأكد فيسك أن الغرب يريد تطبيق القانون والنظام والاستقرار في العالم العربي، حتى في مصر التي يحكمها نظام فاسد وتالف، سيحصل الغرب على ما يريده فيها.

ولفت الكاتب البريطاني إلى أن المنطقة العربية «مختلة وظيفياً»، ومتصلبة، وفاسدة، مضيفاً أنها عاجزة تماماً عن تحقيق أي تقدم اجتماعي أو سياسي، مؤكداً أن فرص تحقيق الديمقراطيات الناشئة من الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، معدومة.

وأوضح فيسك أن دورالحكام العرب، من وجهة نظر الغرب، هو «إدارة شعبهم، والسيطرة عليه، وزرع الحب تجاه الغرب، وكراهية ايران».

وأشار فيسك إلى أن العالم الإسلامي، في فوضى مؤسفة، في إشارة إلى أن مصر خرجت للتو من انتخابات برلمانية وصفها بـ«الوهمية»، وبالنسبة للبنان العجوز المسكين لم يعد لديه حكومة، مضيفاً أن جنوب السودان قد يكون شمعة صغيرة مضيئة، في حال إذا تم الاستفتاء بنزاهة، مؤكداً أنه لا يجب المراهنة على ذلك.

واستطرد الكاتب البريطاني قائلاً، إن الغرب يريد انتخابات نزيهة، ولكنه يجعل العرب يصوتون لمن يريده، أي الغرب.

ولفت فيسك إلى تخفيض مصر، والأردن، والجزائر، لأسعار بعض السلع الأساسية بعد الأزمة التونسية الأخيرة، متسائلاً عن سبب ارتفاع هذه السلع في المقام الأول.

وأكد فيسك أن وحشية الشرطة وغرف التعذيب ستستمر في دول المنطقة العربية، مضيفاُ أن الغرب سيستمر أيضاً في المحافظة على علاقاته الجيدة مع الحكام المستبدين في المنطقة، وسيستمر في طلبه منهم السلام مع إسرائيل.

وختم فيسك مقاله قائلاً إنه إذا كان زين العابدين بن علي فرّ خارج تونس، فإن الغرب سيبحث الآن عن ديكتاتور أكثر مرونة ليحل محله، وسيستمر الجيش التونسي في إطلاق النار حتى يستعيد الاستقرار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية