قالت شبكة «بلومبرج» الإخبارية الأمريكية إن مقالة افتتاحية لصحيفة «الميساجيرو» الإيطالية كتبها الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية «رومانو برودي»- حذرت من أن مصر عرضة لثورة مشابهة لتلك التي حدثت في تونس وأطاحت بنظام الرئيس «زين العابدين بن علي».
وقال «برودي» في مقالته إن مصر تملك فرصا جيدة للنمو، ولكن هشاشة الوضع السياسي تجعلها عرضة للبطالة بين الشباب وارتفاع أسعار الخبز.
وأضاف «برودي» أن السودان يجب أن يبقى هو الآخر تحت الملاحظة مع انتظاره نتائج استفتاء انفصال الجنوب.
في ذات السياق، قالت شبكة «بي بي سي» الإخبارية البريطانية إن مصر لا تبدي أي مؤشرات على احتمال تأثرها بالثورة التونسية.
وقالت الشبكة إن مصر على المستوى الظاهري تعاني من نفس مشكلات تونس من ارتفاع لأسعار الغذاء وقسوة الظروف الاقتصادية التي تمس الملايين، فضلا على تفشي الفساد ومحدودية فرص التعبير عن الرأي على الصعيد السياسي.
وأضافت «بي بي سي» أنه مع سيطرة الحزب الوطني على مجلس الشعب بعد الانتخابات الأخيرة، وامتداد فترة حكم الرئيس مبارك لثلاثين عاما قابلة للزيادة فإنه لم يكن من الغريب أن تلقى الإطاحة بالرئيس التونسي ترحابا من جانب المصريين. ولكنها تابعت أن ذلك الترحاب لم يترجم إلى تحركات ملموسة.
ونوهت إلى أن الاستجابة لم تتعد قيام بعض الأشخاص بالتظاهر فرحا أمام السفارة التونسية بالقاهرة قبل أن تعود الحياة إلى طبيعتها، مضيفة أن عراقيل قوية تواجه من يسعى للتغيير في مصر.
وأشارت «بي بي سي» إلى أن الكثيرين يرون أن مصر فقدت هيبتها خلال حكم الرئيس مبارك، وأنها تفتقر إلى الرؤية السياسية التي كانت متواجدة إبان فترة حكم عبدالناصر والسادات، وتمثلت في القومية العربية ثم السلام مع إسرائيل.
ونقلت عن علي الدين هلال، أحد أبرز رموز الحزب الوطني، اعترافه بفقدان مصر تلك الرؤية، حيث قال: «فيما يعشق المسؤولون المصريون التحدث عن الأرقام، وعدد الشوارع التي رصفت والمستشفيات التي أنشئت، تلاشت على الجانب الآخر الرسالة الأيديولوجية للدولة....لا يمكنك أن تعيش بالأرقام وحدها، يجب أن يكون لتلك الأرقام معنى لدى الناس».
وتابعت «بي بي سي» أن التظاهرات السياسية لا يقوم بها سوى المئات، وأن تغطية تلك المظاهرات تجعل المراسل يحفظ وجوه منظميها الذين تفوقهم قوات الأمن عددا.
وقالت إن مصر لديها معدلات أمية أعلى، وانتشارا أقل للإنترنت مقارنة بتونس، مؤكدة أن معظم الشعب المصري يكافح من أجل لقمة العيش. كما أشارت إلى أن الأهمية التاريخية لمصر جعلتها هدفا للتدخلات الأجنبية.
وأضافت الشبكة أن الرئيس باراك أوباما يستطيع أن يتابع التوترات التونسية بقدر من التجاهل، في حين أن وقوع اضطرابات مماثلة في مصر قد يهدد مستقبله السياسي مثلما فعلت إيران بالرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر منذ ثلاثة عقود حين أخفق في انتخابات الرئاسة بعد أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران التي استمرت 444 يوما.
ورأت «بي بي سي» أن غالبية المصريين لا يرون سبيلا سياسيا لتغيير بلادهم أو حياتهم سواء عن طريق الانتخاب أو النشاط السياسي أو التظاهر، مضيفة أن أحداث تونس قد تغير ذلك، ولكن مصر في حاجة للتخلص من بقايا عقود من الخمول.