يوما بعد يوم تتحول حفلات توزيع الجوائز السينمائية في هوليوود إلى حقل سياسى لتوجيه انتقادات لاذعة للرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، وقراره حظر دخول لاجئى ومواطنى 7 دول، أغلبيتها من المسلمين.
وهاجم عدد من نجوم هوليوود «ترامب» معلنين رفضهم قراره، ومؤكدين أن كثيرا منهم مهاجرون من أصول غير أمريكية، ويحترمون اللاجئين ودخولهم البلاد، وذلك في حفلات توزيع جوائز رابطة الممثلين SAG AWARDS ورابطة المخرجين DGA ورابطة المنتجين PGAعلى مدى الأسبوعين الماضيين، ووجه خلالها المشاركون انتقادات كبيرة لـ«ترامب».
وقدم الممثل الأمريكى أشتون كوتشر التحية للحاضرين في حفل توزيع جوائز رابطة الممثلين، وإلى المحتجزين في المطارات الأمريكية بسبب قرار «ترامب» قائلا: «وإلى كل شخص في المطارات ينتمى لبلدى أمريكا». وأضاف: «أنتم جزء من نسيج هذا البلد.. ونحن نحبكم ونرحب بكم».
وقالت الممثلة جوليا لويس دريفوس، الحاصلة على جائزة أفضل ممثلة تليفزيونية عن دورها في مسلسل VEEP: أنا ابنة لمهاجر، قدم من الأراضى التي احتلها النظام النازى، ولأننى أدرك ما تعنيه كلمة مهاجر، فأرفض منع دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة، وسنقف معهم ونواجه معهم مثل هذه القرارات.
كما رفع الممثل سايمون هيلبيرج وزوجته جيكون تونى لافتة كتب عليها بالإنجليزية «نرحب باللاجئين».
كان الحفل قد شهد حصول الممثلة إيما ستون على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم LA LA LAND، متفوقة على 4 مرشحات أخريات هن ميريل ستريب وناتالى بورتمان وإيمى آدامز وإيميلى بلانت، وفاز الممثل الأمريكى دينزيل واشنطن على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم Fences.
وانتقد الممثل وليام إتش مايسى، الحاصل على جائزة أفضل ممثل كوميدى عن فيلم Being Frank، ترامب وقال: صدمت من القرار، وأحاول استيعاب هذه الصدمة، ولا أعرف إذا كان بإمكانى استيعابها أم لا.
كانت هوليوود قد شهدت، ليل الأحد الماضى، حفل توزيع رابطة المنتجين الأمريكيين، الذي هاجم خلاله المغنى والممثل جون ليجيند وماك بلات منتج فيلم LALA LAND قرار «ترامب» مؤكدين أن الولايات المتحدة بلاد الحريات التي تتناولها السينما، وجميعهم قدموا من أصول مختلفة، وشهد الحفل فوز الفيلم بجائزة أفضل فيلم موسيقى، واختير ZOTOPIA كأفضل فيلم رسوم متحركة.
من ناحية أخرى، هاجم نجم أفلام الأكشن الشهير والنمساوى الأصل أرنولد شوارزينيجر قرار ترامب ووصفه بالجنون، خلال مقابلة تليفزيونية بثت مؤخرا، وقال: من الممكن منع دخول أشخاص يسببون الضرر والمخاطر للبلاد، لكن حظر دخول مواطنى 7 دول أغلبيتها من المسلمين، فهذا قرار من الغباء أن يخرج من البيت الأبيض، رغم أن «شوارزينيجر» كان يتمتع بعلاقة جيدة مع «ترامب» حتى عام 2005، إلا أن هجوم «ترامب» على المهاجرين وذوى الأصول غير الأمريكية غيّر كثيرا من علاقتهما.
كان عدد من فنانى هوليوود قد هاجموا ترامب منذ الإعلان عن ترشحه للرئاسة، ومع الإعلان عن فوزه بها خرج كثيرون منهم في مظاهرات غاضبة ضده منهم المغنيتين شير ومادونا التي هددت في تصريح لها بتفجير البيت الأبيض، ثم عادت لتتراجع عن تصريحاتها، مؤكدة أنها لا تشجع على العنف، لكنها لا تتقبل وجود هذا المعتوه بحسب وصفها ليتخذ قرارات خطيرة.
كما هاجمته الممثلة الشهيرة ميريل ستريب في حفل توزيع جوائز جولدن جلوب الشهر الماضى، وأكدت أنه لا يحترم فنانى هوليوود وأصولهم المختلفة، ولا يجلب سوى الاحتقار، وذلك بعدما سخر «ترامب» من مراسل معاق مؤخرا، وهو مادفع «ترامب» للتعليق عليها عبر حسابه الرسمى على تويتر إنها «عجوز» و«معشوقة هيلارى»، حيث من المعروف عن «ستريب» تأييدها للمرشحة الخاسرة في سباق الانتخابات هيلارى كلينتون.
وانتقدت الممثلة المكسيكية سلمى حايك في تصريحات لها مهاجمة الآخرين ومنعهم لجنسيات بلدهم واصفة ذلك بإرهاب لا معنى له، مؤكدة أن على «ترامب» مراجعة أول قراراته التي تصب في تقييد الحريات.
من ناحية أخرى انتقدت الممثلة والمخرجة أنجلينا جولى مؤخرا قرار ترامب فيما يخص سياسة الهجرة الجديدة، وكتبت مقال رأى لصحيفة نيويورك تايمز قالت فيه: «يجب على الولايات المتحدة أن تبنى استجابتها للاجئين والتهديدات الأمنية على الحقائق وليس الخوف».
وأضافت جولى: إن اللاجئين بدلا من كونهم إرهابيين فإنهم غالبا ما يكونون هم أنفسهم ضحايا للإرهاب، كما أشارت «أنجلينا» إلى أن أزمة اللاجئين العالمية والتهديد الناجم عن الإرهاب يجعلان الأمر برمته مبررا بأن تدرس أفضل السبل لتأمين الحدود، لكن الاستجابة يجب أن تكون محسوبة وقائمة على حقائق وليس الخوف.
وأكدت أن اللاجئين المسافرين إلى الولايات المتحدة يخضعون بالفعل لأعلى مستوى من التدقيق والفحص.