اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أنه لا يوجد مكان فى العالم العربى يمكن أن يماثل تونس أو يكون مهدداً بأحداث مماثلة لما حدث فيها مثل مصر، مضيفة أن هناك تطابقاً فى العديد من الظروف بين مصر وتونس.
وأضافت الصحيفة أن مصر تشهد وجود حاكم يسيطر عليها منذ فترة طويلة «30 عاما»، كما تعانى أيضا لتلبية الاحتياجات المتصاعدة للتعداد السكانى المتفجر فضلاً عن ارتفاع نسب البطالة والسخط الواضح من سيطرة النخبة الحاكمة على مقدرات البلاد.
وشددت الصحيفة على أنه لم يفت الأوان بعد لمصر لفتح نظامها السياسى وتقديم المزيد من الحرية لشبابها الذى وصفته بـ«المُحبَط»، مؤكدة أنه إذا لم تفعل ذلك، فستتعرض منطقة الشرق الأوسط لثورة أكثر من تلك التى حطمت تونس.
وأكدت الصحيفة أن الرئيس مبارك يستعد لتمديد فترة ولايته هذا العام، مشيرة إلى أن جمال مبارك ينتظر فى الأجنحة كخليفة محتمل ح على حد قولها.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام التونسى لم يكن مهما جدا بالنسبة للغرب مثله مثل نظم أخرى فى الأردن والسعودية ومصر، وأثارت تساؤلاً: هل سيغامر الغرب بترك العرب يغيرون نظاماً آخر، قد يكون مهماً بالنسبة للغرب ومصالحه؟.
وأضافت الصحيفة أن هناك احتمالاً كبيراً لامتداد تأثيرات الأحداث لبقية أنحاء العالم العربى، مشيرة إلى أن مجتمع الإنترنت العربى والمصرى رحب بـ«الثورة» التونسية بشدة وأنهم تمنوا امتدادها لبقية أنحاء الوطن العربى، مضيفة أن الثورة التونسية أطلقت شرارة التغيير وأنها ستتسبب فى تغيير من نوع ما فى المنطقة، وإن لم يعرف بعد طبيعة أو شكل هذا التغيير. من جانبها، قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن شوارع القاهرة احتفلت بالإطاحة بزين العابدين بن على، وإن المتظاهرين المصريين رددوا شعارات فيها غبطة للتونسيين.
وتشير الصحيفة إلى أن «الفضاء الإلكترونى» أو الإنترنت تأثر كثيراً بأحداث تونس، حيث إن أغلب التعليقات أصبحت عن تونس، كما استبدل الكثير من المستخدمين لموقع «فيس بوك» صورهم بالعلم التونسى، ووضعوا فيديوهات تصور الانتهاكات التى حدثت هناك.
وتضيف الصحيفة أن هناك اختلافاً بين مصر وتونس فى هذا الإطار حيث إن النظام المصرى «أكثر تسامحا» و«ذكاء»، فهو يسمح بوجود الصحف الخاصة والمستقلة وبوجود «هواء للديمقراطية».
