بدأت الاثنين، محاكمة الرئيس الفرنسى السابق، جاك شيراك، غيابيًا، فى قضية فساد تعرف باسم «الوظائف الوهمية» فى بلدية باريس، قد يسجن بسببها الرئيس، الذي منعه مرضه من المثول أمام المحكمة، لمدة 10 سنوات.
وجاك شيراك الذى يعد أول رئيس دولة سابق يحاكم فى فرنسا، ملاحق بتهمة «اختلاس أموال عامة»، حين كان رئيساً لبلدية باريس، ويواجه عقوبة سجن تصل إلى 10 سنوات، ويشتبه فى أنه أسند وظائف ومرتبات من بلدية باريس لأشخاص يعملون فى خدمة حزبه، وهو ما ينكره شيراك.
وقدم محاموه، عشية المحاكمة، تقريراً طبياً يدعم ذلك، جاء فيه أن الرئيس السابق، الذى سيبلغ التاسعة والسبعين فى نوفمبر «لم تعد لديه القدرة الكاملة على المشاركة فى جلسات».
وأكد شيراك أنه يريد «متابعة القضية حتى النهاية»، لكنه طلب أن يمثله محاموه إلى حين انتهاء المحاكمة، وقال فريدريك سالا بارو، صهر شيراك، «إن حالته الصحية تدهورت منذ بضعة أشهر بالفعل، وفى هذه الظروف لا يمكنه حضور المحاكمة حفظاً لكرامته وإنسانيته»، وأوضح أن الرئيس السابق باتت «تخونه ذاكرته».
وسلم محاموه رئيس المحكمة رسالة بهذا المعنى والملف الطبى، الذى أكد أنه «ضعيف» بسبب مشكلات عصبية.
وذكرت صحف فرنسية أن «شيراك» ظهر مرهقاً عند عودته فى بداية أغسطس الماضى من عطلته فى سان تروبيه، جنوب شرق فرنسا، فيما يحاكم معه 9 أشخاص فى نفس القضية.
وقال شخص يزوره بانتظام إن وضعه الصحى «تدهور خلال الصيف، وتخونه ذاكرته، ولم يعد يسيطر على كلامه، هذا لا يعنى أنه يتفوه بكلام غير مفهوم، لكنه لا يملك السيطرة الكاملة على كلامه».
وطوال نهاية الأسبوع قام مناصروه ومؤيدوه بالدفاع عنه، وأعلن وزير العمل كسافييه برتران، أن جاك شيراك «لم يشأ أبداً التملص من القضاء»، فيما قال وزير التربية، لوك شاتيل، إنه متأكد من أن «المحاكمة ستجرى»، فيما قال قطبا المعارضة والمرشحان للانتخابات التمهيدية فى الحزب الاشتراكى للانتخابات الرئاسية المقبلة فرانسوا هولاند وسيجولين رويال إن المحاكمة لاتزال «مشروعة».
