اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح الأحد، بالأحداث على الساحة التونسية، وبعملية تهريب 20 إسرائيلياً من تونس عقب الإطاحة بنظام بن علي، وقالت «معاريف» إن هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها احتجاج شعبي في الإطاحة بنظام عربي، أما «هاآرتس» فاهتمت إلى جانب ما يحدث في تونس، بالمظاهرة الحاشدة التي تم تنظيمها السبت في تل أبيب، احتجاجاً على قرار التحقيق مع عدد من المظمات الحقوقية، بينما قالت «يديعوت أحرونوت» إن هناك تحركاً قضائياً في جنوب إفريقيا لإصدار أمر اعتقال بحق وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، وزعيمة المعارضة الحالية «تسيبي ليفني» التي تستعد للتوجه إلى هناك في هذا الشهر.
«معاريف»
تحت عنوان «تونس تمر بمرحلة تاريخية»، قالت صحيفة «معاريف» إن الثورة التونسية هي «المرة الأولى في العالم العربي التي ينجح فيها احتجاج شعبي في الإطاحة بنظام عربي حاكم»، وأشارت الصحيفة إلى أن «دول عربية من بينها مصر والأردن تترقب الأحداث في تونس بقلق وترقب»، كما أشارت الصحيفة إلى عملية تهريب 20 إسرائيلياً من تونس عقب سقوط نظام بن علي، في عملية مركبة، ونقلهم إلى إسرائيل عبر دولة ثالثة.
من ناحية أخرى، قالت «معاريف» إن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» طلب إجراء تعديل في مهمة لجنة التحقيق البرلمانية لتحقق في مصادر تمويل كل المنظمات غير الحكومية، في محاولة منه لبلورة حل وسط يهدف إلى إرضاء وزير خارجيته «أفيجدور ليبرمان» من جهة، وعدد من أقطاب حزب الليكود، الذي يتزعمه، من جهة أخرى، وقالت الصحيفة إنه بموجب اقتراح «نتنياهو» الذي أتى بعد مظاهرة حاشدة لآلاف الإسرائيليين المحتجين على عمل لجنة التحقيق، فإن اللجنة البرلمانية ستحقق في موارد تمويل كل الجمعيات، «بحيث يقتصر التحقيق على موارد مالية تصل إلى الجمعيات من حكومات أجنبية»، وأشارت الصحيفة إلى أن «نتنياهو» لم يناقش الأمر بعد مع وزير خارجيته «أفيجدور ليبرمان».
«هاآرتس»
قالت صحيفة «هاآرتس» إن آلاف الإسرائيليين من بينهم نشطاء في منظمات حقوقية إسرائيلية تظاهروا أمس السبت في تل أبيب، للإعراب عن «غضبهم من استعدادات الكنيست إقامة لجنة تحقق في مصادر تمويل عدد من المنظمات الحقوقية الإسرائيلية»، وقالت الصحيفة إن المظاهرة تم تنظيمها تحت شعار «مظاهرة من أجل الديمقراطية»، وأن المتظاهرين هتفوا هتافات تطالب بالديمقراطية وحرية الرأي وتدين رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» ووزير خارجيته «أفيجدور ليبرمان»، الذي يتزعم حزب «إسرائيل بيتنا»، الذي قدمت كتلته البرلمانية الطلب إلى الكنيست لإقامة لجنة التحقيق.
من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إنه من المتوقع أن تنشر اليوم، المحكمة المركزية الإسرائيلية، النص الكامل لقرار الحكم الصادر، بحق الرئيس الإسرائيلي السابق، «موشي كتساف»، الذي أدين بجرائم جنسية من بينها التحرش والاغتصاب، وقالت «هاآرتس» إن نص الحكم الذي يقع في 319 صفحة، كان مقرراً نشره الخميس الماضي، إلا أن المحكمة أجلت الموعد بسبب خلاف بين الادعاء والدفاع حول بعض الفقرات، التي ظلت سرية في ملخص الحكم، الذي أصدرته المحكمة قبل أسبوعين، وأشارت الصحيفة إلى أن «كتساف» كان قد تقدم للمحكمة لنشر حيثيات الحكم بالكامل دون أي تعتيم، بينما طلبت إحدى المشتكيات حذف بعض الفقرات لأنها تمس بخصوصيتها.
«يديعوت أحرونوت»
صحيفة «يديعوت أحرونوت»، قالت إن 20 سفيراً إسرائيلياً كبيراً وجهوا أمس رسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، متخطين في ذلك وزير الخارجية «أفيجدور ليبرمان»، في خطوة تعد الأولى من نوعها، وأشارت الصحيفة إلى أن السفراء الإسرائيليين طالبوا فيها «نتنياهو» بالعمل من أجل إنهاء إضراب العاملين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقال السفراء في رسالتهم عن الأجور التي يتلقونها إن «هذه الأجور لا تمكننا من العيش بشكل لائق» وإن «عدد كبير من الدبلوماسيين الشباب يعيشون على نفقات أهلهم»، وإن منهم من يترك العمل في الخارجية بسبب تدني الأجور مما يسبب خسارة لإسرائيل ومن شأنه أن «يضر على المدى الطويل بالأمن القومي الذي يجب أن ندافع عنه»، وقالت الصحيفة إن من بين السفراء الموقعين على الرسالة سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، وسفيرها في الاتحاد الأوروبي، بريطانيا، تركيا، الصين، إسبانيا، مصر، الأردن، البرازيل، الأرجنتين، الهند، اليابان، وجنوب إفريقيا، وغيرهم.
في نفس السياق، نشرت «يديعوت أحرونوت» في خبر منفصل، أن العشرات من الإسرائيليين لا يزالون عالقين في تشيلي، التي ذهبوا إليها بغرض السياحة، بعد أن طلبوا المساعدة من السفارة الإسرائيلية هناك، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض بدعوى أن موظفي السفارة يضربون عن العمل في إطار الإضراب العام الذي يشمل كل العاملين في وزارة الخارجية، وكان العاملين في الخارجية الإسرائيلية قد بدؤوا إضراباً منذ مدة شل العديد من الأنشطة الدبلوماسية لإسرائيل، كما حذر العاملون في الخارجية الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، في إطار احتجاجاتهم الإسرائيليون خارج البلاد، ومن ينوون السفر إلى الخارج، أنهم لن يمكنهم مساعدتهم في حالات الطوارئ، وأنه يتوجب عليهم التوجه لوزارة المالية لمساعدتهم بدلاً من الخارجية.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن هناك محاولة لإصدار أمر اعتقال ضد عضو الكنيست، وزعيمة المعارضة، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة «تسيبي ليفني»، بسبب دورها في الحرب على غزة، وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن تزور «ليفني» جنوب إفريقيا هذا الشهر بعد دعوتها من قبل مسؤولين بارزين في الطائفة اليهودية هناك، ونقلت الصحيفة عن «إيكابيل جاستو»، من المنظمة التي طلبت إصدار أمر اعتقال لـ«تسيبي ليفني» قوله: «علمنا أن ليفني ستزور جنوب إفريقيا ولكننا نعمل من أجل صدور قرار اعتقال بشأنها».
وأضاف «جاستو» للصحيفة أن: «جنوب إفريقيا تستطيع أيضاً محاكمة مواطني دول أخرى على ارتكابهم جرائم حرب»، كما نقلت الصحيفة عن عدد من أعضاء المنظمة اليهودية التي وجهت الدعوة لـ«ليفني» لزيارة جنوب إفريقيا قولهم: «ليفني واحدة من الأصوات السياسية في إسرائيل، التي تطالب بمفاوضات مع الفلسطينيين من أجل إقامة سلام بين إسرائيل وجيرانها الفلسطينيين».
وأشارت الصحيفة إلى صدور أمر اعتقال ضد «ليفني» في ديسمبر 2009، في أعقاب دعوى قضائية تم تقديمها ضدها تتهمها بالتسبب في جرائم حرب أثناء عدوان إسرائيل على غزة.