ذكرت وكالة «رويترز» أن العواصم العربية لزمت الهدوء إلى حد كبير بعد أن أذهلها على ما يبدو الانفجار المزلزل للاحتجاجات في تونس التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
وقالت إنه بالنسبة لمدير «معهد عصام فارس للسياسة العامة والشؤون الدولية» في الجامعة الأمريكية ببيروت رامي خوري فإن الرسالة للثورة التونسية كانت واضحة. وقال «إنها تمثل نهاية الإذعان وسهولة الانقياد بين جماهير المواطنين العرب العاديين الذين ظلوا راضين لعقود في مواجهة القوة المتزايدة للدول الأمنية العربية المدعومة من الغرب والأنظمة الحاكمة المعتمدة على الشرطة والجيش».
وأضاف أن شكاوى المحتجين التونسيين مشتركة في شتى أنحاء العالم العربي ربما باستثناء دول الخليج الصغيرة الغنية. وقال خوري «هذه الشكاوى تتعلق بارتفاع الأسعار وقلة الوظائف بل وأيضا بشأن أسلوب البطش والتعالي الذي تعامل به الصفوة العربية الحاكمة مواطنيها».
وقال هنري ويلكنسون من مؤسسة جانوسيان سيكيورتي الاستشارية «الأمر الذي سيقلق حكومات كثيرة في المنطقة هو أن الأزمة كانت عفوية ولم تكن منظمة. الأحداث في تونس أظهرت خطر تأثير الكبت: إذا انتهجت نظام القمع العنيف دون معالجة أسباب السخط يمكن أن يؤدي أي شرخ في النظام إلى انفجار».
وربما يعكس تحفظ الزعماء العرب بشأن تونس تخوفهم مثلما قال المحلل كميل الطويل من أن ما حدث في تونس أثبت أن بإمكان الشعوب إسقاط نظام حكم في العالم العربي بالخروج إلى الشوارع والتظاهر.
ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أنهم سيكونون غير متأهبين إذا ما رأت شعوبهم تكرار ثورة تونس.وقال ريتشارد دالتون وهو سفير بريطاني سابق في ليبيا وإيران إن «حكاما مستبدين آخرين لن يتورعوا عن قمع العنف الذي أظهره التونسيون». وأضاف أن البعض مثل الزعيم الليبي معمر القذافي «سيخلص إلى أنه ما زال على صواب في عدم تقديم شبر واحد سواء للإسلاميين او لمجرد الإصلاحيين وأن أفضل ما يخدم بقاء النظام هو مقاومة أي ضغوط غربية من أجل التغيير».
وأشارت «رويترز» إلى أنه غالبا ما يبرر الحكام العرب القمع بالإشارة إلى أن البديل لذلك هو رؤية إسلاميين راديكاليين يمسكون بالسلطة ولكن تونس لم تقدم دعما واضحا يذكر لهذه الحجة.
وقال المحامي والمحلل السياسي الجزائري سعد جبار إن نظام ابن علي بالغ في استخدام مسألة الإسلاميين محاولا تخويف الناس من القاعدة والناس رأوا الوضع من خلال ذلك.
وأضاف أنه ثبت في نهاية الأمر عدم وجود لحى تذكر في الشارع خلال الاحتجاجات حتى على الرغم من باب الإنصاف أن كثيرين من الإسلاميين التونسيين لا يطلقون لحاهم.
ويملك أيضا الزعماء العرب الذين لديهم ثروة أكبر خيارات للتعامل مع المعارضة كان الزعيم التونسي يفتقد اليها.
وقال المحلل جيوف بورتر مشيرا إلى تحركات ليبيا والجزائر لخفض أسعار المواد الغذائية بالتخلي عن عائدات الضرائب إن «تونس كانت ببساطة تملك أوراقا أقل تلعب بها. هذا البلد لم يكن يملك الاستعانة بموارد الهيدروكروبون للقضاء على المشكلات».