x

الدجاج المعدل وراثياً.. تجربة فريدة لمقاومة تحور فيروس الإنفلونزا

الأحد 16-01-2011 11:30 | كتب: نهال لاشين |
تصوير : أ.ف.ب

 

تشكل إنفلونزا الطيور تحديا حقيقيا أمام إنتاج الدواجن في مصر والعالم، ووجود تقنية جديدة للحد من انتشار هذا الفيروس بين الطيور أمر يبعث الأمل في تحسين الأمن الاقتصادي والغذائي، تحديدا في مناطق العالم التي تشكل إنفلونزا الطيور فيها خطرا كبيرا.

تلك التقنية الجديدة هي ما عكف عليه علماء بريطانيون، أجروا تعديلا وراثيا للدجاج يمنع انتشار فيروس إنفلونزا الطيور «إتش 5 إن 1» بين الطيور، في أول تجربة ناجحة في هذا المجال.

حيث ذكرت الدراسة المنشورة في مجلة «ساينس»، أن علماء بريطانيين طوروا دجاجا معدلا وراثيا لا ينقل عدوى إنفلونزا الطيور، وذلك عن طريق حقن الدجاج بجين يحتوي على معلومات ضرورية لبناء أحد البروتينات الصغيرة التي ترتبط بإنزيم يقيد فيروسات «إتش 5 إن 1» ويعرقل تكاثرها، وبهذا لا يستطيع الفيروس التكاثر ولا يقوم بعدوى دجاج آخر.

ويقول الدكتور ضياء الليثي، أستاذ الأمراض المعدية بكلية الطب البيطري، جامعة القاهرة، لـ«المصري اليوم» معلقا على الدراسة، «إن هذا الجين المطور، يوقف تكاثر الفيروس داخل الخلية، من خلال تثبيط إنزيم النيورامينيديز الذي يساعد الفيروس في الانتشار داخل الخلية».

وتشير الدراسة أيضاً إلى أن الجين الذي حقن به الدجاج، يشبه جزءًا أساسياً من الخريطة الجينية لفيروسات إنفلونزاAالتي تتقاطع عندها جميع أصول الفيروس، وتم تصميمه بعد قراءة الخريطة الوراثية لمعظم طفرات هذا النوع من الفيروسات، لذا فإنه من المتوقع أن يكون لهذا الجين المقلد تأثير فعال ضد أصول فيروس إنفلونزا الطيور، وألا يستطيع الفيروس أن يفلت من هذا الجين المقلد من خلال تطوره.

وهذا ما أكده الدكتور طارق قابيل، خبير علوم الوراثة الجزيئية والخلوية والتكنولوجيا الحيوية بكلية العلوم، جامعة القاهرة، حيث أضاف لـ«المصري اليوم»: «إن هذه الطريقة تتميز بفاعليتها عن التطعيم ضد الفيروس، الذي يحتاج للتجديد دائماً، فالتطعيم قد لايفيد عند تحور الفيروس وراثيا، أما هذا الجين المطور لكونه بعيدا إلى حد ما عن الجينات المطفرة ولكونه مغروسا داخل خلايا الدجاج - فإنه يظل موجودا ليمنع تكاثر وانتشار الفيروس، ويقف أمام فكرة تحوره ومقاومته لمضادات الفيروسات».

ولا تقتصر أنواع إنفلونزا  Aعلى أنواع إنفلونزا الطيور المختلفة فقط، بل تشمل أيضاً إنفلونزا الخنازير «إتش 1 إن 1» والعديد من أنواع الإنفلونزا الموسمية كما ذكر العلماء فى بحثهم.

وحول التخوف الدائم من الأخطار الصحية غير المعلومة من جراء التحوير الوراثي للكائنات، فقد عبَّر العلماء عن اعتقادهم بأن التعديل الجيني الذي أجروه غير مضر لا بالدجاج ولا بالأشخاص الذين قد يتناولون مثل تلك الأنواع من الدجاج المعدَّل وراثياً، وفق التقنية المذكورة.

ويضم الدكتور قابيل والدكتور الليثي صوتيهما لصوت العلماء البريطانيين، بأنه لا يوجد – نظريا- ضرر من تناول هذا الدجاج المعدل وراثيا، إلا أنهما يؤكدان على ضرورة عدم طرح هذا الدجاج للتداول قبل إجراء الدراسات اللازمة لتبيان الأخطار الصحية من عدمها، حيث يشير الليثي إلى أنه « أمر وارد أن يؤثر هذا الجين المطور على جين آخر ليحدث آثارا جانبية، لذا فإنه من الضروري استكمال الأبحاث لرصد الآثار الجانبية إن وجدت ومقارنتها بالمنافع العائدة علينا من هذا البحث».

«مع التأكيد على أن هذه التقنية تعد خطوة فعالة لحماية الأمن الاقتصادي والغذائي»، حيث أكد فريق العلماء البريطانيين أن التجارب والدراسات التي أجروها أظهرت أنه من الممكن إنشاء مزرعة من الطيور المعدلة وراثيا والمقاومة للأمراض التي تسببها الفيروسات. وفي حال تطبيق التقنية الجديدة في مجال الإنتاج، فإنها سوف تحمي إنتاجنا من الدواجن على نطاق واسع ضد الإنفلونزا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية