x

«زي النهارده».. وفاة القارئ الشيخ راغب مصطفى غلوش 4 فبراير 2016

السبت 04-02-2017 05:34 | كتب: ماهر حسن |
راغب مصطفى غلوش  - صورة أرشيفية راغب مصطفى غلوش - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

كان القارىء الشيخ راغب مصطفى غلوش قارئاً للقرآن الكريم بمسجد سيدي إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق بكفرالشيخ وهو مولود في 5 يوليو 1938 م بقرية برما، في طنطا بالغربية ودفع به أبوه لأحد المشايخ المحفظين فلما ظهرت موهبته وهو ابن الثامنة أصبح حديث أهل القرية، ولما بلغ الرابعة عشرة ذاع صيته بالقرى المجاورة وطنطا معقل العلماء وتوالت عليه الدعوات من القرى والمدن القريبة من قريته.

وفي شهر رمضان عام 1953 قرأ بقرية محلة القصب بمحافظة كفرالشيخ، وتوّلاه الشيخ إبراهيم الطبليهي وكان عمره 15 سنة وتلقى عليه علمي التجويد والقراءات بالمسجد الأحمدي وأهله ليكون قارئا للقرآن كل يوم بالمسجدالأحمدي بين أذان العصر والإقامة فالتف الكثيرون حول غلوش واستطاع أن يحقق شهرة قبل بلوغه الثامنة عشرة ثم التحق بالخدمة العسكرية 1958 بمركزتدريب الأمن المركزي ولأنها تقع بالدراسة فكان كثيرا مايتردد على مسجد الإمام الحسين وتطلع لأن أقرأ ولو آية واحدة بأكبر مساجد مصر والقاهرة وأشهرها وقدم نفسه للمسؤولين عن المسجد وتمني عليهم أن يقرأ عشراً أو يرفع الأذان.

تعرف «غلوش» إلى شيخ المسجد الشيخ حلمي عرفه وقرأ أمامه ما تيسر من القرآن فأعجب به جداً وقال له عرفة أنه إذا تأخر الشيخ طه الفشني فسيمنحه فرصة رفع آذان العصر ويقرأ العشر وتأخر الشيخ الفشني وبعد أن انتهي الشيخ محمد الغزالي من إلقاء الدرس مع حلول موعد أذان العصر رفع غلوش الآذان وهو يرتدي الزي العسكري مما لفت أنظار الناس إليه ثم قرأ العشر فاستحسن المصلون تلاوته والتي امتدت لأكثر من نصف ساعة ولما علم قائد المعسكر بالأمر سلمه مسجد المعسكر كمسؤول عنه طوال مدة خدمته بل وكان يسمح له بالخروج ليتردد على مسجد الحسين مما جلب له الشهرة في مسجد يقرأ السورة به المرحوم الشيخ محمود خليل الحصري ويؤذن به المرحوم الشيخ طه الفشني ويلقي الدرس به والخطبة المرحوم العالم الجليل الشيخ محمد الغزالي؟

وفي مسجد الحسين أيضا حقق انطلاقة أخرى فقد تعرف فيه إلى كبار المسؤولين بالدولة وتقرب منهم وشجعوه على القراءة أمام الجماهير ليزيل الرهبة من نفسه، وكانوا وراء الدعوات التي وجهت إليه لإحياء مآتم ومناسبات بالقاهرة زامل فيها مشاهير القراء بالإذاعة أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمود خليل الحصري وغيرهم يضا أكان من بين رواد المسجد الحسيني محمد أمين حماد مديرالإذاعة الذي منحه الفرصة للخضوع لاختبار لجنة القراءة في الإذاعة وذلك قبل إنهائه الخدمة العسكرية بشهر وتم إختباره مع حوالي 160 قارئاً وكانت اللجنة مكونة من كبار العلماء كالدكتورمحمد أبوزهرة،والشيخ السنوسي، والدكتورعبدالله ماضي لجنة الصوت مكونة من الأستاذ محمودحسن إسماعيل الشاعرالمعروف والأستاذ حسني الحديدي الإذاعي القدير والأستاذ محمد حسن الشجاعي، والدكتور أبوزهرة وأثنى عليه أعضاء اللجنة.

راغب مصطفى غلوش - صورة أرشيفية

وكان ضمن السبعة الناجحين من مائة وستين قارئاً وبعد التصفية وبعد إنهائه إجراءات الخروج من الخدمة العسكرية تم قبوله قارئا باإذاعة في 1962 وقد سافرالشيخ راغب إلى معظم دول العالم ومنها إيران،كل شهر رمضان على مدار 30 عاما متتالية وقام بتأدية الآذان الشيعي بإيران وقد وجهت إليه الدعوات من دول عربية لإحياء المناسبات الرسمية وخاصة في الكويت والإمارات والسعودية في السنوات الأخيرة فضل البقاء في مصرفي شهررمضان المبارك وللشيخ راغب تسجيلا مرتلا يذاع بإذاعات دول الخليج العربي وظل يتلوقرآن الفجرمرة كل شهربأشهرمساجد مصر فضلا عن تلاوته يوم الجمعة والمناسبات الدينية عبر موجات الإذاعة وشاشات التليفزيون إلى أن توفي «زي النهارده» في 4 فبراير 2016 عن عمر يناهز 77 سنة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية