سيذكر التاريخ الرياضي بأسره أساطير عن تألق عصام الحضرى، ومشواره الحافل بالعطاء والذى منحه لقب السد العالى، عن جدارة، ووضعه ضمن رموز الكرة المصرية، والأفريقية، بعد تألقه الأخير في بطولة الأمم الأفريقية في الجابون، ونجاحه في الصعود بالمنتخب إلى المباراة النهائية للبطولة بعد تفوقه على نفسه وتصديه لركلتى جزاء أمام بوركينا فاسو، في مباراة الدور قبل النهائى، ولن ينسى التاريخ للحضرى صموده وتحديه وقهره الصعاب وقبوله التحدى، بعدما طالب العديد باعتزاله واكتفائه بما قدمه قبل البطولة، لكنه رفض التخلى عن طموحاته وتمسك بالاستمرار في الملاعب، سعياً لتحقيق حلمه بالمشاركة في كأس العالم، حال وصول مصر إليها. لم يكن جديداً على الحارس المخضرم صاحب الـ44 عاماً، عصام الحضرى، التألق، على مدار مسيرته الكروية الحافلة بالإنجازات والأرقام القياسية.
وجماهير الكرة المصرية لم تكن قلقة بأى شكل من الأشكال على مستقبل منتخبها الوطنى خلال لحظات الاحتكام لركلات الترجيح أمام منتخب بوركينا فاسو، بل كانت على يقين وثقة كبيرة في إمكانيات حارسها العملاق.. «المصرى اليوم» التقت الحضرى فكشف عن العديد من الحقائق والمفاجآت في الحوار التالى:
«جامايكا» معايا في كل خطوة ولو عاوزين تشوفوه تعالوا وأنا بتدرب
■ بداية.. كيف ترى الفوز على بوركينا فاسو والتأهل للمباراة النهائية؟
- الحمد لله كانت مباراة صعبة للغاية، كنت شايل همها لكنها عدت بسلام، وكفاية الفرحة اللى فرحناها بعد المباراة، وطول ما بنرسم كلاعبين الفرحة على وجوه الجماهير نكون أسعد ناس في الدنيا، أنا شخصياً أسعد واحد في الدنيا بعد مباراة بوركينا، فأنا أرى أن بلدى لها عندى واجب لازم أعطيه لها وأتمنى الحفاظ على تراب هذا البلد.
■ ماذا عن شعورك؟
- أكيد فرحان جداً، المنتخب يسير بشكل جيد، احترمنا المنافس جيداً، ومنذ مباراة تونس، وأنا عامل حساب منتخب بوركينا، وشاهدت مباراتهما مرتين وكنت أعرف طريقة لعب مهاجميه وطريقة تسديدهم الكرات على المرمى، وتحركاتهم مع الكرات العرضية داخل الصندوق، وكما قلت لك سابقاً، عندى هدف واحد هو بلدى، والمنتخب، إذا انتصرت بلدى أكون فرحان بغض النظر عن طريقة أداء الفريق.
■ كيف؟
- للأسف الشديد، سمعنا كلام كتير عن اعتراض البعض على الطريقة الدفاعية التي يلعب بها هيكتور كوبر، المدير الفنى، في المباريات، وهو كلام يزعجنا لأن الناس لا تقدر مدى الجهد الذي يبذله كوبر واللاعبون من أجل إسعاد الجماهير والشعب المصرى.
■ كيف؟
- من وجهة نظرى مش مهم الأداء، فالتاريخ لن يذكر أداءنا أمام بوركينا فاسو، في الدور قبل النهائى لبطولة الأمم عام 2017، لكن التاريخ سيذكر النتيجة فقط، وأن مصر تأهلت للمباراة النهائية على حساب المنتخب البوركينى، وأظن أن هذا ما يسعد الجماهير أكثر، وللأمانة، كوبر ظلم كثيراً ويستحق أن يأخذ حقه بشكل أفضل.
■ وضح؟
- هناك كواليس كثيرة تحدث في البعثة ليس هذا مجال ذكرها، لكن الرجل يستحق الإشادة، والشكر، فعندنا نظام معين داخل الفريق، وأنا إللى يهمنى كيف تدار المنظومة، فهى قائمة على الاحترام المتبادل بين الجميع، وللعلم كوبر لا ينام منذ حضرنا إلى الجابون إلا أربع ساعات فقط في اليوم، وفى أحد الأيام سألته ماذا تفعل، فقال لى، مشكلتكم أنكم لا تفكرون إلا في الساعتين بتوع المباراة والتدريب فقط، أنا أفكر طوال الوقت، وللعلم هو لا ينام ودائما ما يجلس مع جهازه المعاون يدرس ويخطط، ويمسك بالجهاز في يده، لا يكل ولا يمل، وأنا كلاعب عندما أرى مدرباً مثله، طبيعى أن أشعر بالحماس، فأنا لست أقل منه حباً لعملى ومتخب بلدى.
■ أشدت من قبل بأحمد ناجى.. فماذا عن فكرى صالح؟
- كابتن فكرى لا أتعامل معه مثل أي مدرب، فهو مدربى منذ 23 عاما ويكمل كابتن ناجى في عمله، مثلما كان كابتن ناجى يكمل عمل كابتن أحمد سليمان، وكل واحد سواء فكرى صالح، أو ناجى لديهما مفتاحى وعندما أقول إن ناجى رقم واحد في التدريب في أفريقيا يكون فكرى صالح مبسوط لهذا الكلام.
■ ما هي أمنياتك للبطولة؟
- هدفنا الكأس، فاضل مباراة واحدة، سنقاتل من أجلها فلن نصل لهذا الدور ونتعب كل هذا التعب ثم يضيع هباء، انتظروا مقاتلين يوم الأحد وليس لاعبى كرة قدم على الرغم من حالات الإصابات والإجهاد الشديدة، ويكفى أن تعرف أننا في مباراة بوركينا فاسو كان على دكة البدلاء ستة لاعبين فقط، والباقى كلهم مكسورون.
■ إذا كان المنتخب يواجه صعوبات فكيف تبرر الثقة في كلامك عن الفوز باللقب؟
- هناك أمور معينة أشعر بها وحاجات كتير تحدث في الكواليس أشعر بها مثلما حدث في البطولات التي شاركت فيها، وهذه الأمور تجعلنى واثقا إن شاء الله بأننا سنفوز باللقب.
■ حدثنا عن تفكيرك أثناء التصدى لركلات الجزاء؟
- كنت واثقا للغاية أننى سأتصدى لضربتين في المباراة، وبعد انتهاء الشوط الثالث في المباراة، والدنيا كلها كانت متوترة والناس مشدودين، وقف معى كابتن ناجى تحدثنا في أمور شخصية وداعبنى قائلا مستنى منك ضربتين فقلت له حاضر يا كابتن، وأثناء التسديد اخترت ككابتن للفريق أن يسدد المنتخب المصرى أولا حتى نكتسب الثقة، ورغم إضاعة عبدالله السعيد الركلة الأولى لم أهتز، وفى آخر ضربتين سجدت على الأرض قبلها ودعيت الله ألا يخيب أملى ورجاء الجماهير، وكنت في قمة الهدوء حتى نجحت في التصدى للكرتين، وبعد المباراة جاء لى كوبر وقال لى إنت جبت البرود ده وقت ضربات الجزاء منين.
■ وماذا كان شعورك بعد إضاعة عبدالله السعيد أول ركلة؟
- عادى كنت واثقا أيضا من الفوز بالمباراة ولم تهتز ثقتى في نفسى.
■ هل توقعت التصدى لركلة حارس بوركينا وكانت سهلة عليك؟
- أنا أحترم كل المنافسين لى وحارس بوركينا عنده 21 عاما فعندما ولد كنت أنا أشارك في بطولة أمم افريقيا، لكنى كنت مركز للغاية، واحترمته كمنافس، وكنت أدعو ربنا سبحانه وتعالى أن يجعلنى سبب فرحة 92 مليون مصرى.
■ بصراحة، أنت أمام العديد من الألقاب الشخصية في حالة الفوز باللقب فكيف شعورك؟
- والله العظيم الألقاب لا تفرق معايا كل ما يهمنى هو المنتخب فقط، تراب مصر فوق رأسى، هل تعلم أننى لم أكلم زوجتى منذ مباراة بوركينا ومشغول للغاية في التركيز للمباراة النهائية وهى بالمناسبة متفهمة هذا الأمر لأننى كابتن الفريق وورائى مسؤوليات على اللاعبين.
■ مثل ماذا؟
- توجيهم، فأنا ككابتن لى طريقتى الخاصة وأسلوبى في التعامل معهم، وقبل البطولة قلت لهم اعذرونى إذا قلتلكم شيئا غضبتم منه، لكن البطولة مهمة وتحتاج للتركيز، وبصراحة كل اللاعبين متفهمين ما أقوله لهم ويتمنون أيضا أن يقدموا أي شىء للبلد، وأنا أتعامل معهم مثل أخيهم الأكبر، وهم يعلمون هذا الأمر جيداً.
■ هل تغضب بسبب اقتران اسم جامايكا بك؟
- إطلاقاً
■ كيف؟
- ما فيش حاجة يمكن أن تقلل منى، أنا آخد الأمر بمرح، وفكاهه، وقلت قبل كده أنا معايا جامايكا فعلا، وهو القران الكريم، والأذكار، والصلاة، وشغلى، وتدريبى، إللى عايز يشوف جامايكا بتاعى يجى التدريب يتفرج عليه.
■ لكن أكيد الأمر يسبب لك بعض الغضب باعتباره تقليلا من مجهودك؟
- إطلاقاً الأمر بالنسبة لى تهريج، والفريق كله يهرج معى به وأنا لا أغضب من أحد لأنى واثق من نفسى، ويا رب يكون جامايكا موجود معايا على طول إذا كنا هانجيب بطولة الأمم لمصر، ويا رب يكون معى جامايكا إذا كان سيساعدنا على التأهل لكأس العالم.
■ بهذه المناسبة.. هل ستعتزل بعد التأهل للمونديال؟
- أنا لا أفكر حالياً إلا في بطولة الأمم الأفريقية فقط، بعدها يكون لكل مقام حديث خاص به، ودعنا لا نستبق الأحداث.
■ كيف ترى إشادة عدد من مدربى المنتخبات بك بعد كل مباراة؟
- أمر يسعدنى لكن في النهاية هم يشيدون بالحضرى لاعب منتخب مصر، ويكفى أن هيرفى رينارد، أشاد بى ويقدرنى، وكذلك دوراتى مدرب بوركينا فاسو جاء إلى بعد المباراة واحتضننى على الرغم من الخسارة أمامنا، لكنى أيضا لا يهمنى كل هذا بل المهم منتخب مصر.
■ كيف ترى المباراة النهائية؟
- بعد الانتهاء من مباراة بوركينا سهرنا كلنا حتى الصباح لم ينم أحد ليلتها بسبب الفرحة الشديدة، لكن منذ الأمس أغلقنا الملف والكل بدأ التركيز في المباراة النهائية، هي صعبة لكننا لن نتنازل عن اللقب، بهذه المناسبة أعتقد أنه من ضمن أسباب نجاح المنتخب في الجابون استقرار البعثة الإعلامية ومساندتها لنا طوال مشوار البطولة.
■ البعض طالب مجلس الأهلى بعد تألقك بالموافقة على عودتك للقلعة الحمراء كنوع من التكريم لك.. فما ردك؟
- هذا قرار مجلس الأهلى، أنا أحب الكيان، والمنظومة التي تربيت فيها واتعرفت في أفريقيا من خلال الأهلى، لكنه قرار المجلس، وأنا أحترمه سواء كان إيجابيا أوسلبيا، كما سبق واحترمت رفضهم لى من قبل، وأنا لا أفكر في نفسى حالياً بل المنتخب والمباراة النهائية.
■ البعض أيضاً طالب بوضع اسمك في ميدان عام؟
- أشكر كل من فكر في تكريمى، وأنا لا أفكر في الألقاب الشخصية، بل المهم نجاح المنتخب في البطولة وأن نستكمل المشوار بنجاح.
■ كلمة أخيرة؟
- أتمنى أن نكون وسيلة لإسعاد الشعب المصرى يوم الأحد وأن نقابل السيد رئيس الجمهورية في حالة التتويج باللقب الأفريقى وأعتقد أن هذا سيحدث إن شاء الله.