x

محمد العريان: العالم يمر بالمرحلة الثالثة في «رالي» ترامب

الأربعاء 01-02-2017 20:50 | كتب: لمياء نبيل |
محمد العريان - صورة أرشيفية محمد العريان - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

في أقل من أسبوعين أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الكثير من القلق في الأسواق العالمية، لتشهد الكثير من التقلبات بين الشد والجذب في توقع سياسات ترامب ومخاطر التعثر في الركود التضخمي، فيما يرى محمد العريان، الاقتصادي المصري العالمي، في مقاله، الأربعاء، أن العالم يمر بالمرحلة الثالثة في «رالي» ترامب.

وقال العريان، في مقاله المنشور على موقع «بلومبرج»، إن المرحلة الأولى كانت الأكثر بهجة للأسواق في صباح التاسع من نوفمبر الماضي، في أعقاب الفوز وخطابه الذي استمر تأثيره حتى منتصف ديسمبر 2016.

واتسمت كلمة ترامب بلهجة تصالحية موالية في محتواها للنمو، الأمر الذي انعكس بالهدوء على الأسواق التي اتسمت بالقلق من خطاباته في حملته الانتخابية، خاصة عندما تعلق الأمر بفرض ضرائب باهظة على الواردات من الصين والمكسيك، وتفكيك اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية، وإلغاء الاتفاقات التجارية الثنائية، لتتأثر السوق الأمريكية بموجات بيعية دفعت مؤشر داو جونز للهبوط بنحو 800 نقطة، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى أدنى مستوى، لتظهر السوق تراجعا قياسيا.

وزادت التوقعات خلال المرحلة الأولى بعد سنوات من الجمود في العاصمة واشنطن، فبدا الرئيس الجديد وأغلبيته من الجمهورين أنهم على استعداد لإطلاق العنان لإمكانيات كبيرة للاقتصاد الأمريكي، فضلا عن إدخال تحسينات في سياسات النمو والتضخم، وترجمتها إلى ارتفاع إيرادات الشركات.

وأشار العريان إلى أن هذه المرحلة دعمت الآمال للبورصات بأنها سوف تحصل على جانب من النشاط في ظل سياسات تشجيع الشركات على إعادة الأموال من الخارج، والدفع بالزيادة في الدولار والعوائد على سندات الخزانة الأمريكية.

أما المرحلة الثانية فأطلق عليها العريان في مقاله مرحلة «توحيد الأسواق»، فما بين منتصف ديسمبر وحتى تنصيب ترامب في 20 يناير الماضي، تداولت الأسواق بشكل حذر انتظارا للحصول على معلومات حول سياسة الرئيس الجديد واكتسب الدولار بعض القوة وارتدت عائدات السندات من حركتها الصعودية.

واختتم «العريان» مقاله بالمرحلة الثالثة والحالية وهي مرحلة اضطراب الأسواق، فأبدت الأسواق تحركات أكثر عصبية بسبب القرارات السياسية الأخيرة، فعلى سبيل المثال الأمر التنفيذي بإحياء خط أنابيب كيستون إكس إل وآخر في داكوتا، الأمر الذي دفع مؤشر داو جونز إلى فوق 20 ألف نقطة للمرة الأولى في تاريخه.

من ناحية أخرى، دفعت مخاوف الحمائية والحديث عن زيادة الجمارك للمكسيك بنحو 20% وحظر السفر من سبع دول مسلمة جميعها إلى الهبوط، وفي كلتا الحالتين كانت تقلبات الأسواق أكثر حدة من المرحلة الثانية.

وأكد «العريان» في مقاله أن المشكلة أكبر من تقلب سوق المال، فلا يزال معدل النمو منخفضا بسبب العوامل الاقتصادية والمالية والمؤسسية والسياسية، فيقترب الاقتصاد من نقطة «اللاعودة»، إما إلى انتعاش مفيد أو ركود تضخمي ضار.

وعلى وجه التحديد، فإن تنفيذ مجموعة سياسات مصممة من المبادرات التي أطلقها الرئيس الأمريكي كالإصلاح الضريبي والاهتمام بالبنية التحتية، من شأنه أن يحسن من صحة تقييم الأصول، الأمر الذي سينعكس على بقية العالم في تحسن لمزيج السياسات العامة، ولكن إذا تعثرت الولايات المتحدة في الحمائية والحروب التجارية فإن الأسواق ستتخلى عن المزيد من مكاسبها الأخيرة، وربما تنخفض بشكل أعمق لفترة أطول.

ولذلك فإن الأمر أصبح عائدًا للسياسات أكثر من أي شىء آخر، وفقا للعريان الذي يقول: «فبعد فترة انتظار طويلة، الأسواق الآن أكثر اضطرابا، وتشير إلى المزيد من التقلبات للتجار والمستثمرين».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية