صرح الرئيس التونسي «المؤقت» محمد الغنوشي الذي تسلم الجمعة مقاليد الحكم بأن إعادة الأمن إلى تونس هو «أولوية الأولويات» في الوقت الحالي بعد أن دخلت البلاد في حالة انفلات أمني غير مسبوقة.
وقال الغنوشي (69 عاما) في تصريحات أدلى بها ليل الجمعة للتلفزيون الرسمي التونسي «نمر بظروف صعبة ما زالت هناك عمليات نهب وسطو. أولوية الأولويات وضع حد للنهب والسطو والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة».
وأضاف «تم إصدار التعليمات بتحرك الجيش والحرس الوطني والأمن (الشرطة).. طائرات مروحية تجوب كل الأحياء حتى تتفادى الخسائر وسنواصل المتابعة».
وأشار إلى أن الأمن «يكثف من الدوريات للتصدي لهذه العمليات والمواطن يجب أن يعاضده»، داعيا المواطنين إلى تشكيل «مجموعات» من الأفراد لحراسة منازلهم وممتلكاتهم.
وأوضح الغنوشي، الذي تولى الرئاسة المؤقتة الجمعة وفقا للمادة 56 من الدستور التونسي، أنه دعا إلى عقد اجتماع تشاوري مع جميع الأحزاب السياسية في البلاد لبحث تشكيل حكومة مؤقتة.
وتعيش تونس منذ حوالي شهر احتجاجات اجتماعية غير مسبوقة على خلفية غلاء المعيشة وتفشي البطالة والفساد وخاصة في عائلة ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس الهارب زين العابدين بن علي. وطالب الشارع التونسي في مختلف مناطق البلاد برحيل زين العابدين بن علي وهو ما حدث فعلا يوم 14 يناير 2011 .
وترافقت هذه الاحتجاجات مع عمليات نهب وسطو وتخريب وحرق للممتلكات العامة والخاصة (وأحيانا اغتصاب) بلغت ذروتها ليل الجمعة.
وذكرت وسائل إعلام تونسية أن أغلب مناطق البلاد عاشت ليل الجمعة حالة انفلات أمني غير مسبوق أحدثت حالة من الهلع والذعر في صفوف السكان.
ويتهم سكان ومعارضون «ميليشيات مأجورة» من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم بتنفيذ هذه «الجرائم» فيما يقول آخرون إن جماعات من المنحرفين والبلطجية والعاطلين (مسلحين بالعصي والسيوف والسكاكين) استغلت الظرف لجني بعض «الغنائم».