x

خبراء: «انتفاضة البطالة» التونسية وجهت ضربة قاضية لأشرس نظام عربى

الجمعة 14-01-2011 18:53 | كتب: أيمن حسونة |
تصوير : أ.ف.ب


اتفق خبراء سياسيون وفى علم الاجتماع على أن الرئيس التونسى زين العابدين بن على انكسر بعد 23 عاما فى الحكم تحت تأثير الضربة القاضية للانتفاضة الشعبية ضد البطالة، وذلك تعليقاً على اللهجة المنكسرة التى اتسم بها خطاب الرئيس التونسى الذى أعلن فيه أنه «لا رئاسة لتونس مدى الحياة»، وأنه لن يعدل الدستور ليرشح نفسه لولاية سادسة بعد انتهاء ولايته فى 2014.


وأكدت الدكتورة سالى المهدى، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة البريطانية بالقاهرة، أن ما حدث فى تونس سيتكرر فى دول عربية أخرى وبينها مصر لأن محدودى الدخل تمثل طبقة عريضة من الشعب بالإضافة إلى أنها تعانى من سياسات لا تستجيب لاحتياجاتها لابد أن تجد متنفسا وتكسر الدائرة المفرغة التى تدور فيها.


وأضافت: «الشعوب العربية بحاجة إلى النظر إليها بعين الاعتبار ولابد من تلبية احتياجاتها واستشارة رأيها لأنها لن تظل مصابة طول الأبد بحالة الخرس السياسى». وتابعت: «قوة احتمال البشر فى مصر والدول العربية لن تستمر وستنتهى ولكن متى تنتهى هذا ما لا يستطيع السياسيون والمحليون التنبؤ به مثلما حدث مع تونس حيث انفجر الوضع فجأة».


وفيما يتعلق بحالة الانكسار التى بدا عليها بن على فى خطابه قالت دكتورة سالى إنها تنظر إلى الجانب الإيجابى فى التصريحات وأوضحت ذلك بقولها: «إنها للمرة الأولى فى الوطن العربى منذ عقود نرى حاكما يعلن تركه للكرسى بغض النظر عما إذا جاء ذلك بضغط من قوى خارجية وشعبية أم مبادرة منه المهم أن نرى رئيسا أو زعيما يعلن شعوره بالمسؤولية وهذا هو الشىء الإيجابى فى الموقف».


وفى نفس السياق، قال الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير السياسى بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، إن ما حدث يمكن وصفه بأنه انكسار رئيس وانتصار للشعب، حيث إننا لم نسمع على مدار 23 عاما قضاها الرئيس التونسى زين العابدين بن على يتحدث بهذه اللهجة خاصة أن النظام التونسى واحد من أكثر النظم العربية قهرا وقمعا للمعارضة. وتابع «الانفجار واسع وشمل مدناً كثيرة وقدم رسالة لكل الشعوب العربية بأن الضغط الشعبى كسر أشرس نظام عربى وهزم رأسه الأعلى متمثلا فى شخصية الرئيس التونسى».


واختلف الشوبكى مع الدكتورة سالى فى أن حديث بن على عن ترك الكرسى شىء إيجابى، برر ذلك بقوله إن الرئيس التونسى لم يأخذ أى مبادرة طوال سنوات حكمه بشأن الانفتاح السياسى وبالتالى جاء خطابه تعبيرا عن ميزان القوى الجديد فى تونس الذى رجح كفة الشارع باعتباره الأقوى حيث فشلت كل محاولات وقف الانتفاضة الشعبية بما فى ذلك استخدام الرصاص، وبذلك يمكن القول إننا نشهد بداية النهاية لحكم الرئيس بن على.


واستبعد الشوبكى أن يتكرر السيناريو التونسى فى مصر، وبرر ذلك مشيرا إلى أنه رغم أن الاقتصاد المصرى أضعف من التونسى، إلا أن النظام المصرى اتبع ما يمكن تسميته «سياسة التنفيس» التى تسمح بالمظاهرات والاحتجاجات الشعبية، وهذا بدوره قلل من إمكانية اندلاع احتجاج عام وذلك بعكس تونس التى كان التظاهر فيها مجرما.


وأوضح الشوبكى، أن الاحتجاجات فى مصر تسير وفق ثقافة «المنحة يا ريس» تندلع للمطالبة بمنحة قد لا تتجاوز 20 جنيهاً وبالتالى هى تعمل كتفريغ للشحنات وتنفيس ليحبط أى احتجاج عام - على حد قوله.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية