تباينت ردود أفعال الشارع التونسي والتيارات السياسية المعارضة على خطاب الرئيس زين العابدين بن علي، الذي قدم فيه تنازلات كثيرة لتهدئة الشارع التونسي وحركة الاحتجاجات العنيفة على البطالة والغلاء والفساد، وحدد في خطابه موعدا لتنحيه عن السلطة في 2014، مؤكدا أنه لن يترشح لولاية جديدة، مطالبا قوات الأمن بعدم إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، وخرج آلاف المواطنين في عدة مدن ترحيبا بالخطاب، بينما تظاهر الآلاف في قلب العاصمة مطالبين باستقالة بن علي.
وتظاهر آلاف التونسيين، الجمعة، في قلب العاصمة أمام وزارة الداخلية، مطالبين باستقالة بن علي، ورددوا هتافات تقول «انتفاضة مستمرة»، و«بن على برة برة»، و«الشعب يريد استقالة بن علي»، كما رددوا هتافات ضد عائلة زوجة بن علي قائلين «لا لا للطرابلسية الذين نهبوا الميزانية»، واصفين وزارة الداخلية بأنها «وزارة إرهابية» بعد حملة القمع التي قامت بها قوات الأمن ضد المتظاهرين.
وترددت أنباء عن أكثر من 5 آلاف شخص شاركوا في المظاهرة، بينما تحدثت تقارير أخرى عن عشرات الآلاف، كما جرت مسيرات معارضة أخرى في عدة مدن تونسية.
وكان مدنيان قتلا برصاص الشرطة في القيروان أثناء خطاب بن علي، الخميس، مما يرفع عدد ضحايا البطالة والغلاء في البلاد إلى نحو 70 شخصا.
ومع وعد بن على بعدم استخدام الشرطة الرصاص الحي ضد المتظاهرين، ذكرت مصادر طبية أن 13 شخصا لقوا حتفهم خلال المواجهات مع الشرطة ليل الجمعة مع سريان حظر التجول في العاصمة التونسية.
وشهدت البلاد تغيرات كبيرة إثر خطاب الرئيس التونسي، فمن حركة مواجهات واشتباكات عنيفة بين المتظاهرين ضد البطالة والغلاء، خرج التونسيون في مظاهرات ترحيب بـ«عصر الحرية»، وانسحبت قوات الأمن من قلب العاصمة ولم يعد لها توجد مكثف وبدأت المدينة تستعيد حركتها المعتادة، وأعيد فتح المتاجر والمقاهي واستئناف حركة السيارات.