x

خبراء اجتماع: الأوضاع في مصر على وشك الانفجار.. والعنف يزيد نتيجة إهمال الفقراء

الجمعة 14-01-2011 13:25 | كتب: وليد مجدي الهواري |
تصوير : other

 

حذر خبراء في علم الاجتماع من خطورة الوضع الحالى فى مصر، نتيجة عدم إحساس الحكومة بالمواطن المصرى الذى وصل إلى مرحلة فقدان الأمل فى إحداث تغيير فى الأوضاع المتردية من بطالة وفقر وانتشار الأمراض وارتفاع فى الأسعار، ما يؤدي إلى عدم الاحساس بالأمان.

وأكدت الدكتور عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن انتشار ظاهرة ضرب النار بشكل عشوائى والعنف بصفة عامة يرجع إلى وصول الشعب المصرى الى حالة الانفجار، فهو يمر بمرحلة صعبة من الاحتقان والإحباط والضغط النفسى نتيجة عدم إحساس الحكومة بالمسؤولية وكثرة الضغوط الحياتية وتصريحات كبار المسؤولين التى لا تتفق مع الواقع، ثم ينتقل إلى مرحلة انفعالية تجعله يرتكب سلوكيات لا يستطيع تحديدها أو السيطرة عليها.

وأضافت أن ما حدث فى مصر من انتشار العنف الجماعى والقتل الجماعى لم يظهر إلا نتيجة لانتشار الإحباط والفساد والفقر وارتفاع الأسعار، وعدم العدالة والديمقراطية وعدم إحساس بالأمان والخدمات السيئة.

وقالت إن الشخص الذى يقوم باستخدام العنف ضد أشخاص عاديين وصل إلى حالة سيئة جدا، وهانت عليه حياته وحياة الآخرين، ووصل إحساسه بالحياة والمجتمع إلى أدنى حدود وهذا الشخص وصل إلى فقدان القدرة والسيطرة على التفكير.

وأضافت أنها لا ترى فى مصر ميزة واحده يعيشها ويحسها الشعب المصرى وأنها تخشى أن يتحول الإنسان إلى وحش كاسر، خاصة عند عدم القدرة على توفير أبسط الاحتياجات من الأكل والشرب والزواج.

من جانبه، أكد الدكتور إسماعيل يوسف، أستاذ ورئيس قسم الطب النفسى بجامعة قناة السويس، أن العنف والعدوان نتيجة للإحباط الذى يشعر به المواطن المصرى لأن الأهداف البسيطة لا تتحقق، ويتزايد الإحباط يوما بعد الآخر، مشيرا إلى أن إطلاق النار العشوائى هو أعلى درجات العنف مما يجعل المجتمع إلى حالة تدن فى كل شيء.

وأضاف أن الحكومة لا تعطي الأمل، والمسؤولون كذلك، «فكل التصريحات لا تعطى الأمل ومفيش مسؤول بيقول حتى ولو بعد عدد معين من السنين سوف يتم حل مشكلة مما يسبب عدم إحساس بالأمل».

وأشار يوسف إلى أن أسباب الإحباط وعدم وجود الأمل تتمثل في الاحتقان السياسى والاقتصادى والاجتماعى وانعدام الطبقة الوسطى، فعند عدم وجود الأمل سوف يزداد العنف ولن ينجو منه أحد.

في السياق نفسه، أكدت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن انتشار العنف وضرب النار بصفة عشوائية يرجع إلى تدنى المستوى الثقافى والفكرى للمجتمع نتيجة استبعاد الحكومة للمثقفين لتحقيق التنمية ودون إعطائهم أدنى فرصة لمساعدتها، الأمر الذي جعل منها حكومة ضعيفة ومترهلة.

وأضافت أنه من العيب أن تكون الحكومة غير قادرة على حل أبسط المشكلات كمشكلة المرور والزحام والزيادة السكانية، والفقر، والعشوائيات، والبطالة، بالإضافة إلى محاولات الوقيعة من الدول الخارجية.

وأوضحت أن المجتمع المصرى أصبح فى حالة حقد نتيجة عدم وجود للطبقة الوسطى، «فالناس الغلابة اللى ماعندهاش أبسط متطلبات الحياة من مأكل ومشرب عندما تشاهد إعلان عن شقق وفيلل وتشاهد عربات بالملايين وفى نفس الوقت هما مش لاقيين ياكلوا أكيد حيكون فيه حقد طبقى».

وأكدت أن كل رئيس أو مسؤول فى الدول الخارجية لديه العديد من الخبراء من المثقفين ليساعدوه فى التنمية، أما فى مصر فالمثقفون يتم استبعادهم لأنه لا يوجد تنمية.

وتوقعت خضر زيادة العنف فى الفترة القادمة «لأن تجاهل دور المثقفين والمفكرين وعدم وجود تنمية فى البلد نتيجة لتجاهل العلماء منذ العديد من السنين وإلهاء الشعب بالتفاهات والكلام الفاضى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية