لا حديث هنا فى مدينة بورت جنتيل إلا عن المواجهة المرتقبة بين منتخبى مصر، والمغرب فى دور الثمانية، لبطولة الأمم الأفريقية.
الحوارات الجانبية بين أفراد البعثة تباينت بين متفائل بأن العرض القوى الذى قدمه الفراعنة فى مباراتهم أمام غانا، والتى فاز بها المنتخب المصرى من السهل أن يتكرر أمام أسود الأطلسى، خصوصاً أنه بالمقارنة الفنية، فإن النجوم السوداء أفضل، وأحد أبرز الفرق المرشحة للفوز باللقب.
فى المقابل، يخشى المتشائمون مما وصفوه بـ«عقدة المغاربة» حيث لم يستطع المنتخب المصرى الفوز على نظيره المغربى، منذ عام 1986 بهدف طاهر أبوزيد، الشهير فى مرمى بادو الزاكى، أحد أفضل الحراس فى القارة السمراء، فى مباراة نصف نهائى بطولة أمم أفريقيا التى استضافتها مصر، وتوجت بلقبها. وقبل 24ساعة على موعد المباراة، تحول موقع التواصل الاجتماعى إلى ساحة من السجال بين جماهير الفريقين، ففى حين أبدى عدد من المصريين تخوفهم من سحر المغاربة، قال آخرون إن حظ هيكتور كوبر، المدير الفنى، للفراعنة قادر على هزيمة السحر، مدللين على كلامهم بالنتائج الأخيرة للفراعنة.
وسبق لكوبر أن عانى كثيراً من سوء الحظ أثناء مشواره التدريبى فى أوروبا، حيث خسر نهائى دورى أبطال أوروبا، عندما كان يدرب فريق فالنسيا الإسبانى، عام 2000 أمام فريق ريال مدريد، وبعدها فى العام التالى، خسر أمام بايرن ميونخ الألمانى، بضربات الجزاء، كما خسر كأس إسبانيا مع فريق مايوركا، أمام برشلونة عام 98، وبعدها خسر نهائى كأس أوروبا عام 99، ليطلق عليه النقاد فى أوروبا المدرب المنحوس. لكن مع مسيرة كوبر مع المنتخب المصرى تغير حظه للأحسن، حيث أقصى المنتخب المصرى نظيره النيجيرى، من التصفيات المؤهلة لنهائيان كأس الأمم، عندما سجل محمد صلاح، هدف التعادل فى الشباك النيجيرية فى الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة التى أقيمت فى نيجيريا، كما جاء هدف الفوز على نفس الفريق فى القاهرة، بواسطة رمضان صبحى، من تسديدة ضعيفة ارتطمت بقدم أحد المدافعين وغيرت اتجاهها، وكذلك مباراتا غانا، ومباراة أوغندا التى فاز بها المنتخب المصرى فى الوقت القاتل.
«المصرى اليوم» التقت حازم الهوارى، رئيس البعثة المصرية، لطرح الأسئلة السابقة عليه، عن العقدة والسحر، فقال: لا يوجد أى شيىء فى كرة القدم اسمه العقدة، كرة القدم لا تعترف إلا بالاجتهاد، التركيز، وتوفيق ربنا سبحانه وتعالى. وتابع: أغلب لاعبى المنتخب، حوالى 17 أو 18 لاعبا، منهم لم يلعب من قبل أمام المنتخب المغربى، وبالتالى لا توجد لديهم أى عقد، إذا ما أجزنا هذا التعبير. وحول ما يتردد بأن المنتخب المغربى يتعامل بالسحر، رفض الهوارى هذا الأمر، وقال ساخراً: إذا كان لديهم سحر، إحنا عندنا «جامايكا»، لكن الهوارى عاد ليؤكد أن المباراة المقبلة بين شقيقين عربيين، ولا يجب أن تأخذ الأمور بين المشجعين على «فيسبوك» هذا المنحنى، فكما تأهل المنتخب المغربى الشقيق إلى دور الثمانية بجدارة واستحقاق، فإن المنتخب المصرى تأهل بنفس الجدارة، وفى النهاية الكرة العربية ستفوز بفريق فى نصف نهائى البطولة، سواء مصر فازت أو المغرب، فإن الكرة العربية هى التى ستفوز، ولا داعى لأى مشاحنات جانبية لأن البلدين شقيقين. وشدد الهوارى على أنه يتمنى بالطبع تأهل المنتخب المصرى، لكن إذا تأهل المغرب، فهذا الأمر يسعد المصريين أيضاً، والعكس بالنسبة للأشقاء فى المغرب.