ليست المسلسلات والبرامج فقط التى شدت انتباه الناس فى رمضان، وإنما الإعلانات أيضا التى مال معظم صناعها إلى التمثيل، فاحتوى معظمها على مشاهد تمثيلية، إما كوميدية وإما تراجيدية، وكان الهدف فى النهاية الترويج لسلعة أو خدمة معينة، فى هذه الأثناء ظهرت عدة وجوه على الشاشة وتكررت عشرات المرات يوميا طوال شهر رمضان حتى أصبحت تمتلك من الشهرة نصيبا كبيرا ربما لا يقل كثيرا عن الشهرة التى يتمتع بها نجوم المسلسلات والبرامج.
وفى حين يرى بعض الذين شاركوا بالإعلانات أن الظهور بإعلان يعد أقصر الطرق للنجومية والشهرة بسبب تكرار عرض الإعلان عشرات المرات على مدار اليوم الواحد فى عشرات الفضائيات، يرى البعض الآخر أن العمل بالإعلانات مجرد هواية وليس احترافاً، و«باب رزق» إضافى لا يعتمد عليه، وإنما «يسند» باب رزق آخر يحترفه كمهنة الماكياج أو غيرها.
«المصرى اليوم» اختارت عدداً من الوجوه التى ظهرت خلال إعلانات رمضان، وبعضها بدأ يشق طريقه نحو التمثيل، سواء فى السينما أو التليفزيون.
وليد فواز: إعلان «هس السلعوة» نقطة فاصلة فى مشوارى الفنى
فى عاشر تجربة إعلانية له قدم وليد فواز شخصية الشاب الخائف من «السلعوة» الذى يحاول التحدث هاتفيا لأحد أصدقائه لإنقاذه منها، ثم ما يلبث أن يتعود عليها فى إعلان آخر، وذلك ضمن الحملة الإعلانية التى يقدمها خلال رمضان للترويج لخدمات إحدى شركات المحمول.
يقول «وليد»: صورنا 5 إعلانات لبثها عبر مواقع الإنترنت و6 إعلانات لبثها عبر المحطات الفضائية، وكل هذا عبارة عن حملة إعلانية للترويج لخدمات إحدى شركات المحمول.
يضيف: صورنا الإعلانات كلها فى محمية طبيعية فى صحراء وادى دجلة القريبة من منطقة المعادى، وسعدت جدا بالتعاون مع المخرج أحمد نادر جلال الذى صور كل المشاهد بحرفية عالية، وأتمنى أن تجمعنى به تجربة أخرى لأننى استفدت منه الكثير، واستغرق التصوير يومين كاملين، بينما التحضير للتصوير استغرق أسبوعا كاملا، كنت أتدرب خلاله على المشاهد، كما كنت أقوم بعمل زيارة يومية للكلب الأسود الذى ظهر فى الإعلان باعتباره «سلعوة»، وزياراتى المتكررة له كانت بهدف أن يتعود علىَّ ويعرف شكلى ورائحتى وبالتالى يتم ترويضه خلال تصوير الإعلان ولا يكون منزعجا ومزعجا لنا، وبالفعل تعودت عليه واكتشفت أنه هادئ للغاية رغم أن شكله لا يوحى بذلك أبدا.
أكد «وليد» أن التليفزيون عرض حتى الآن 5 إعلانات من الإعلانات الستة التى تم تصويرها، الأول هو إعلان «زيارة مفاجئة» ثم إعلان «معلومات ضرورية» ثم إعلان «السلعوة» ثم إعلان «هس السلعوة» ثم إعلان «ألعاب الموبايل» ويتبقى الإعلان الأخير، الذى سيذاع خلال أيام والهدف من الحملة كلها الترويج للتغطية الكبيرة التى توفرها هذه الشركة لعملائها.
وليد فواز خريج المعهد العالى للفنون المسرحية دفعة 2007 وشارك بالعديد من المسرحيات التى قدمت بمسرح الدولة كما شارك فى عدة مسلسلات منها مسلسل «كابتن عفت» مع ليلى علوى وقدم خلاله شخصية «أشرف» كما شارك فى مسلسل «ريش نعام» مع داليا البحيرى ومسلسل «أهل كايرو» مع خالد الصاوى و«ماما فى القسم» مع سميرة أحمد كما ظهر فيلم «زهايمر» مع عادل إمام، وانتهى مؤخرا من تصوير فيلم عنوانه «بعد الطوفان» يعرض خلال موسم عيد الأضحى المقبل ويشاركه بطولته أحمد عزمى وحنان مطاوع وهالة فاخر وإخراج حازم متولى.
يقول «وليد»: أنا فى الأساس ممثل، ولذلك أرفض الظهور كـ«مودل» فى إعلانات كثيرة وأقبل فقط العمل فى الإعلانات التى تحتوى على مشاهد تمثيلية، والمشكلة أننى بعد أن صورت حملة «السلعوة» لشركة الاتصالات الشهيرة، لا أحب أن أصور إعلاناً أقل من هذا، وأنتقى ما يعرض علىَّ بعناية ولا أحب المشاركة فى إعلان أقل، كما أعتقد أن هذه الحملة ستكون نقطة فاصلة فى مشوارى الفنى بسبب الشهرة التى حققتها من وراء هذا الإعلان، وبالتالى فالعمل الذى كنت أقبل الاشتراك به قبل هذا الإعلان قد لا أقبل الاشتراك به بعده، وسأنتقى أدوارى بعناية أكبر، سواء فى المسرح أو التليفزيون أو السينما.
أحمد عبدالوهاب: إعلان «الحلاق» همزة وصل بين مهنتى كـ«كوافير» وعملى الإضافى كممثل إعلانات
عمله كـ«كوافير» خاص لدى بعض الممثلين أمثال أحمد السقا وفايزة كمال وغيرهما كان سببا فى اقترابه من عالم الميديا، وبالتحديد الإعلانات، فبدأ يشارك فى بعض الإعلانات تباعا حتى ذاع صيته فى هذا المجال، وأصبحت شركات الإعلان تطلبه بالاسم.
شارك أحمد عبدالوهاب خلال رمضان فى إعلان لأحد منتجات البطاطس، وقدم شخصية الحلاق الكسول الذى ينام على رأس الزبون ويضايقه ثم يفيق من كسله بعد أن يعطيه الزبون كيساً به المنتج المراد الإعلان عنه ثم يغنى له ويتركه وينصرف.
يقول أحمد عبدالوهاب: أعمل بمهنة الماكياج منذ حوالى 20 عاما، ولم أدخل عالم الإعلانات سوى من 8 سنوات فقط، ومنذ ذلك الحين ولم تتوقف شركات الإعلانات عن طلبى للمشاركة بإعلاناتها، ومع ذلك لا أمارس هذا باحتراف وانما اعتبره «رزق إضافى» ومهنتى الأساسية هى الماكياج.
ويضيف: الإعلان الذى قدمت فيه شخصية الحلاق والذى عرض خلال رمضان ولا يزال يعرض إلى الآن، أعتبره حلقة وصل بين المهنتين، لأننى أقدم خلاله شخصية تعبر عن مهنتى الحقيقية، ولهذا لم يكن صعبا أثناء تنفيذه لأننى أعرف كيف يقف الحلاق وكيف يمسك بالمقص وبفرشاة الشعر، وقد سبق أن عملت ككوافيراً خاصاً لدى ممثلين كثيرين منهم الراحل أحمد زكى ومنى زكى وأحمد السقا وغيرهم كثيرون، وأحترف عمل الماكياج منذ سنوات، وكنت المسؤول عن ماكياج فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» وأعمال فنية أخرى كثيرة كنت أتولى مهمة الماكياج للممثلين بها.
وتحدث عبدالوهاب عن إعلانه الأخير فقال: «صورناه فى ستديو هادى الباجورى، واستغرق تصويره حوالى 12 ساعة أى يوم واحد، لكن سبقته حوالى 3 أيام للتحضير وكانت تجربة جيدة بالنسبة لى».
أشار عبدالوهاب إلى أنه لم ينتظر العائد المادى الكبير من وراء عمله بالإعلانات، وقال: «آخر شىء أتكلم فيه حين يعرض علىّ إعلان هو الفلوس، والعكس تماما فى عملى الأساسى كماكيير أشترط أجراً محدداً لى بمنطق (اللى أوله شرط آخره نور)، لأن هذه هى مهنتى الأساسية كما ذكرت، وبهذا المنطق شاركت فى العديد من الإعلانات على مدار السنوات الثمانى الماضية، منها إعلان عن السياحة فى مصر كان عنوانه (خير بلدنا) كان يحتوى على عبارات ترحيب للأجانب الموجودين فى مصر وحثهم على تكرار الزيارة لنا، وإعطائهم هدايا يحبونها كالذرة المشوى وغير ذلك مما يميز حياتنا المصرية، وشاركت فى إعلان آخر عنوانه «وقفة مصرية» من إنتاج وزارة الصحة كان يهدف لمحاربة الزواج المبكر للفتيات، وقدمت خلاله شخصية العريس المسن الذى يتزوج فتاة ريفية لم تصل لسن الرشد القانونية ثم يأتى سعيد طرابيك (الذى يقدم شخصية المأذون) ليقدم عبارات توعية وإرشاد تهدف للقضاء على هذه الظاهرة فى الريف».
أكد أحمد عبدالوهاب أن عمله بالإعلانات فتح له باب التمثيل فشارك فى عدة أعمال فنية منها أفلام «طير انت» و«اتش دبور» و«ابن القنصل» ومسلسل «ولاد الأكابر» وغيرها الكثير.
بيومي حجاج: الإعلانات فتحت أمامى باب التمثيل.. وتحقق انتشاراً أكبر
احترافه التمثيل والظهور فى الإعلانات منذ أكثر من عشر سنوات جعله يظهر شيئا فشيئا حتى عرفته شركات الإنتاج كممثل وأصبح مطلوبا للمشاركة الأعمال الفنية سواء فى التليفزيون أو السينما. بيومى حجاج، الذى قدم خلال رمضان إعلان عن السيراميك لإحدى الشركات الشهيرة التى تنتجه سبق أن شارك فى عدة مسلسلات منها «أبواب الخوف» مع عمرو واكد و«الكبير قوى» مع أحمد مكى.
يقول بيومى: «على مدار السنوات العشر الماضية شاركت، العديد من المسرحيات والأفلام والمسلسلات، ولكن الإعلانات كانت تعد مكسبا أكبر من حيث الشهرة، فالإعلان يكون بمثابة بطولة مطلقة لى، ويعاد عرضه عشرات المرات على مدار اليوم، لذا يحظى بنسبة مشاهدة أكبر ويترك علامة عند الناس لا تنسى، ولهذه الأسباب مجتمعة كنت أفضل الإعلان فى مرحلة معينة من حياتى لأنه يحقق لى انتشاراً فنياً واسعاً، خاصة أننى أظهر فى الإعلان كممثل وأقدم إحدى الشخصيات من أجل الترويج لمنتج معين.
ويضيف: من أبرز الإعلانات التى قدمتها إعلان «العربية اللى حيلتى باظت» الذى قدمته فى 2008 وكان يروج لأحدى سيارات النقل، وكنت أردد جملة «العربية اللى حيلتى باظت» فكان بمثابة علامة عند الناس كما قدمت فى 2005 إعلاناً لأحد مطاعم الوجبات السريعة وظهرت خلاله مربوطا على كرسى أنا وشخص آخر وأمامنا كلب يلهث، ثم أقول «يا سلام الدنيا لسه بخير» بعد أن يظهر المنتج – الذى نروج له – أمامى فى الإعلان، ومنذ بداية عملى بالإعلانات وأنا أشترط أن يكون الدور الذى سأقدمه فى الإعلان به تمثيل ودراما وليس مجرد ظهور كموديل.
وتحدث بيومى عن إعلانه الأخير فقال: «صورته مع المخرج محمد حمدالله فى 3 ساعات فقط، لكن التحضير له استغرق يومين كاملين بسبب تجهيز الملابس ومعاينة أماكن التصوير وغير ذلك من إجراءات التحضير، وخلال الإعلان تبدو الشخصية التى أقدمها شخصية حرامى حين يقول «البلاطة ب10 يورو» ثم أقول للسيدة التى تشاهد السيراميك «ذوقك حلو يا هانم ده لسه واصل لى حالا» وأنادى بعد ذلك على شاب يعمل معى فأقول: «ماندو .. هات لى الموزاييك». أكد بيومى أن الإعلانات جعلته يحترف التمثيل، فشارك فى العديد من الأعمال منها مسلسل «الكبير أوى» وفيلم «سامى أكسيد الكربون»
وسام الدين هنداوى: حملة «استرجل» «وش السعد علىَّ»
«استرجل» .. كلمة استخدمت للإعلان عن أحد المشروبات وأثارت استياء العديد من الرجال ثم أصبحت أيقونة يتبادلها الشباب فيما بينهم أثناء المزاح على سبيل الكوميديا، وبها دخل وسام الدين هنداوى عالم الكوميديا من أوسع أبوابه باب الإعلانات التى تتكرر عشرات المرات يوميا على عشرات الفضائيات مما يحقق له شهرة عالية.
يقول «وسام»: أنا بالأساس موظف فى إحدى المؤسسات المالية، ولدى موهبة التمثيل، ومن أجلها أخذت كورسات تمثيل خاصة فى إحدى الورش الشهيرة، لكن مازلت أشعر بأن التمثيل بالنسبة لى هواية وليس احترافاً.
ويضيف: لى تجربتان فى الدراما التليفزيونية هما «لحظات حرجة» ويعرض حاليا على قناة روتانا مصرية، وجسدت خلاله شخصية طبيب، و«مسلسلات كوم» على قناة موجة كوميدى وقدمت خلاله تقليداً لأحمد رزق فى مسلسل سارة، كما أن لى تجربة سينمائية وحيدة هى «المركب» مع المخرج عثمان أبولبن ولايزال موجودا بدور العرض، وأجسد خلاله شخصية أحمد الأخ الأكبر لمصطفى (أحمد سعد) الذى يضيق عليه الخناق خوفا على مصلحته، والدور تراجيدى جدا وتسبب فى بكاء بعض المشاهدين فى العرض الخاص للفيلم، وأتمنى أن أكون نجحت فى هذا الاختبار السينمائى الأول لى.
وعن قصة اشتراكه فى حملة «استرجل» الشهيرة للترويج لأحد المشروبات قال «وسام»: «اتصل بى ذات يوم المخرج محمد حمد الله وأبلغنى ترشيحه لى لعمل تلك الحملة، لأنه يعرف عنى القيام بأدوار التمثيل فى الإعلانات، فأنا لست (مودل) يظهر فى إعلان وإنما ممثل يؤدى أداء دراميا فى الإعلانات، وقد رحبت بهذا الترشيح وقمت بتنفيذ الحملة العام الماضى، وبعد فترة أخبرتنى الشركة المعلنة أن مبيعاتها زادت بفضل الإعلان وطلبوا منى حملة إعلانية جديدة ووافقت وصورنا مجموعة الإعلانات الجديدة التى شاهدها الجمهور خلال رمضان، وأتمنى أن تكون نالت اعجابهم كما أتمنى أن تكون تلك الحملة (فاتحة خير) لى، ويبدو ذلك فعلا فقد عرض على مؤخرا دور فى فيلم سينمائى جديد يبدأ تصويره بعد العيد».
وعلق «هنداوى» على تأثير حملة «استرجل» على الناس فقال: «فى البداية شعر البعض باستياء ولكن فيما بعد أصبحت كلمة للمزاح بين الشباب، ومن هنا انتشرت وتسبب انتشارها فى نجاح الإعلان».
الجدير بالذكر أن وسام الدين هنداوى الحاصل على درجة الماجستير فى إدارة الأعمال تخصص أوراق مالية بدأ مشواره مع الإعلانات عام 2007 مع مخرج يونانى وصور إعلاناً عن أحد سوائل تنظيف الأوانى، لكنه لم يلق إعجاب الجمهور بالقدر الكافى ثم صور بعده إعلاناً لإحدى شركات المحمول مع المخرج شريف عرفة وظهر معه خلال الإعلان نفسه الممثل نضال الشافعى وحقق رد فعل معقولاً، ثم صور إعلاناً آخر مع المخرج هادى الباجورى كان عبارة عن حملة مكونة من 5 إعلانات ترعاه الهيئة العامة للتأمين فى مصر، ويهدف لترويج فكرة التأمين على الأرواح والممتلكات، وحققت تلك الحملة رد فعل كبيراً اشترك بعدها هنداوى فى حملة «استرجل» الشهيرة.