x

زويل: مصر ليست بلدا فقيرا بعكس كلام المسؤولين

الثلاثاء 12-01-2010 16:10 | كتب: فتحية الدخاخني, محمد السعدنى |
تصوير : other

أكد العالم الدكتور أحمد زويل، مبعوث الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا لمنطقة الشرق الأوسط، أن «التعليم يعد قضية أمن قومي»، مشددا على أن «مصر ليست بلدا فقيرا بعكس كلام المسؤولين»، معتبرا أن مشكلة العالم الإسلامي، هي أنه «يتجه أكثر فأكثر نحو إغلاق العقول».
وبدأ زويل محاضرته أمام أعضاء «غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة» اليوم، بالإعلان عن هذه المخاوف، وقال «كلنا قلقون على مصر وعلى مستقبل التعليم فيها، والأمهات لديهن قلق من نوعية التعليم الذي سيحصل عليه أبناؤهم»، مشيرا إلى أن «مصر كانت من أعظم الدول، واليوم أصبحت دولة نامية».
وأضاف زويل أنه «تلقى أفضل تعليم في مصر، في وقت كانت الجامعات المصرية فيه هي الأفضل»، مشيرا إلى أنه «لم يكن ليدخل الجامعة الأمريكية في تلك الفترة، حتى لو دفعوا له أموالا مقابل ذلك».
وأشار إلى أنه ذهب إلى الولايات المتحدة «في الوقت الذي وصل فيه أول إنسان إلى القمر»، مؤكدا أنه كان «محظوظا بتوقيت وجوده في القاهرة وواشنطن، وأيضا بالجامعة التي درس فيها (وهي: كالتاك)، التي تعد على حد قوله «مكة العلم».
وقال: «شعرت كشاب يدرس في كالتاك أن السماء ليس لها حدود، وكان لدي حرية في البحث والتفكير دون أن أحتاج إلى توقيع رئيسي في الجامعة، ونجحت هناك لأن المناخ والنظام ساعدني على ذلك، والجميع كان يسعى لجعلي ناجحا بدلا من السعي لإفشالي».
وأشار زويل إلى أنه كان في عشاء أمس مع رئيس جامعة القاهرة، وقال له «إن كالتاك التي تضم عددا من الفائزين بجائزة نوبل، بها 280 عضوا فقط، فكان رد رئيس الجامعة أن القسم الواحد بجامعة القاهرة به 3 أضعاف هذا العدد».
وأكد إن «العلم لا يمكن أن يفرض بالقوة، وأن الأستاذ عليه أن يسعى لإخراج أفضل ما في تلاميذه بدلا من أن يديرهم»، مشددا على «أهمية وجود حلم ومشروع وطني للنجاح»، ودون ذلك «لن تستطيع تحقيق الكثير».
وأوضح العالم المصري أن «العلم لغة عالمية»، مشيرا إلى وجود «سوء فهم لدى البعض بأن هناك علم خاص لكل دولة»، وقال «السوق واحد ولو لم تكن الدولة مستعدة لدخوله فلن تكون قادرة على المشاركة في العالم».
وضرب زويل المثل بكوريا الجنوبية ، و«التي استطاعت في 10 سنوات أن تصبح سابع أو ثامن اقتصاد في العالم، على الرغم من ظروفها التي لم تكن تختلف كثيرا عن مصر»، وقال «لو ذهبت هناك ستجد أحلاما لا تصدق، فالكوريون يتحركون بسرعة للوصول إلى اللغة العالمية».
وأضاف مبعوث أوباما: «العلم يتحرك بسرعة ولو بقيت متأخرا ستبقى ناميا»، مؤكدا على «أهمية وجود أساس علمي قوي لتحقيق التقدم»، منوها بأن «المسألة ليست بناء منشآت وتجهيزها بأحدث الأجهزة دون أن تنتج شيئا، ونحن نحتاج إلى نظام داخلي لتطوير قاعدة علمية حقيقية».
وأكد زويل على أن «مصر ليست فقيرة وأنها تمتلك الموارد البشرية للنمو»، وقال «لا يمكن لأحد أن يقنعني بأن هناك نقصا في الموارد البشرية في مصر، لأنني ألقي محاضرات دمها تقيل، يحضرها الآلاف ويشاهدها الملايين من المصريين»، مشددا على أن «الشعب المصري يقدر الإنتاج العلمي، ومليء بالأذكياء».
وأضاف انه «يسمع الكثير من المسؤولين يتحدثون عن أن مصر دولة فقيرة، وهي ليست كذلك»، مقارنا بين مصر والهند «التي تشهد تنمية كبيرة في العلوم والفضاء، رغم أنها أكثر فقرا من مصر».
وتابع: «فوجئت عندما التقيت رئيس الهند بأنه يرتدي شورت وصندل، فقلت له هذه لحظة تاريخية، أنا عايز صورة معاك علشان آخذها معايا مصر».
وواصل: «كنت أتوقع أن أرى في مكتب رئيس الهند أريكة مريحة وزهورا، ومكتبا أنيقا، لكني وجدت مكتبه مثل مكتب أي رئيس جامعة مليء بالكتب»، مشيرا إلى أن «الرئيس الهندي أخرج كتابا من المكتبة وقال لي: أريد أن أهديك هذا الكتاب، وهو الهند 2020»، لافتا إلى إن «الهند لديها رؤية وحلم تسعى لتحقيقه رغم مشاكلها وفقرها».
وعبر زويل عن فخره باختياره مستشارا للرئيس الأمريكي، وأن ٍيزور 12 دولة في الشرق الأوسط لوضع رؤية لكيفية جعلها دولا ناجحة وتهيئتها للبداية الجديدة التي دعا إليها أوباما، مشيرا إلى أن «تحركات الدول عادة ما تبنى على المصلحة الوطنية، فالولايات المتحدة تساعد العالم الإسلامي لأن ذلك من مصلحتها، ومصر عليها أن تتعامل مع هذه المبادرة باعتبارها تحقق مصلحة وطنية لها».
وأكد أن «التحدي الكبير الذي تواجهه مصر هو تحديد الرؤية حول ما تريده»، وقال «التعليم قضية أمن قومي لمصر، ولا بد من تطوير التعليم، وتنمية الشخص وحرية العقل، إضافة إلى وجود مشروع وطني»، مشيرا إلى أنه يتذكر أغنية كان يتم ترديدها في فترة سابقة وهي «كنا هنبني وأدي احنا بنينا السد العالي»، وأضاف «قد لا نتفق على السياسة في تلك الفترة لكن كان هناك حلم ومشروع قومي».
وحول رؤيته لكيفية تطور الدول الإسلامية في ظل وجود الإسلام السياسي، قال زويل «كلنا نعلم أن الإسلام ليس دين عنف، وأن المسلمين بنوا حضارة، وأن الجينات ليست السبب في نقص الاختراعات الآن»، معتبرا أن المشكلة تكمن في أننا «قفلنا عقولنا، ودخلنا في مهاترات حول هل ندخل المنزل بالرجل اليمين ولا الشمال».
وأضاف أن هناك «عشوائية في العملية الفكرية وكل واحد بيفتي»، مؤكدا أنه «لا يمكن لأحد أن يقنعه بان المسلمين غير قادرين على الاختراع»، وتابع «أكثر من 99% من جينات الإنسان جينات قرود، ولا يمكن أن تكون النسبة الأقل من واحد في المائة هي التي جعلت المسلمين مختلفين».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية