خيمت حالة من الحزن على مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية بعد الإعلان عن وفاة الشاعر السيد حجاب، ابن مدينتهم والتي تربى فيها، ولم ينفصل عنها، فعاش وسط كبار الشعراء والملحنين والسياسيين في مصر إلا أنه لم ينسى أو يتنكر للمكان الذي ولد فيه.
وقال العقيد متقاعد عاطف حجاب، شقيق الشاعر سيد حجاب، نحن 9 أشقياء «5 ذكور و4 إناث» أكبرنا المهندس صلاح حجاب، مهندس تخطيط عمراني وشارك في تخطيط مدينة العاشر من رمضان و15 مايو، وبعدها السيد حجاب فكان ترتيبه الثاني في الأسرة، والشاعر شوقي حجاب، والعميد حجال، وأحد أبطال حرب أكتوبر وحاليا بالمعاش، بالإضافة إلى 4 شقيقات اثنين توفاهما الله واثنتين الأولى متزوجة بمدينة المطرية اسمها ابتسام، والثانية كريمان متزوجة في بورسعيد.
وأضاف كان السيد حجاب أوائل دفعته وحصل على الثانوية العامة وعنده 15 سنة، فلم يكن وقتها توجد المرحلة الإعدادية، والتحق بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وحصل على السنة الأولى بها، ثم التحق بجامعة القاهرة، وهناك ابتعد عن الدراسة، وتعرف هناك على صلاح جاهين وعبدالرحمن الأبنودي، وتفرغ للشعر بعد أن تعرف عن عدد من أكبر الشعراء في هذا الوقت، وفي عام 1966 تم اعتقاله مع عبدالرحمن الأبنودي، وعدد من الشعراء والمثقفين بدعوى أنه من الشيوعيين كونه كان متزوجا وقتها من سيدة من سويسرا، وظل بالمعتقل 6 شهور وخرج بعدها دون توجيه أي اتهام له، خرج من المعتقل ليهاجر إلى سويسرا إلا أنه لم يتحمل البعد عن مصر، وظل هناك سنتين فقط وعاد إلى مصر سنة 1968.
وأشار إلى أن الشاعر تزوج من أمال بيومي، وهي مصرية وأنجب منها ابنته الوحيدة «ريم» وتزوج مؤخرا من سيدة لبنانية تدعى «ميرفت»، وفي شهر رمضان الماضي سافر إلى فرنسا وهناك اكتشف إصابته بسرطان الرئة، وحصل على العلاج الكيماوي، وعاد إلى مصر، وتدهورت حالته الصحية إلى أن دخل في غيبوبة منذ 4 أيام وتوفي اليوم.
وذكر أن سيد كان شاعر مرهف الحس، ومحبوب من الجميع وانعكس هذا على حياته فكان شخصيه مرحة لا يغضب أحدا.
وأكد أنه لتعليم والدهم ووالدتهم كان له أثر كبير في حياتهم جميعا، فكان الوالد حافظا للقرآن الكريم، ويحفظ ألفية بن مالك، وكان حافظا للشعر أيضا، ويتحدث معنا به، يكتب لنا موضوعات الإنشاء في المدرسة وتعملنا جميعا منه الشعر حتى جعلنا جميعا نحب الشعر، وملكة الشعر موجودة لدينا في العائلة كلها، ولولا التحاقي بالقوات المسلحة لكنت أيضا من الشعراء، كان يعمل موظفا في مستشفى المطرية، وتوفي والدنا عام 1978، وأما الوالدة فكانت حاصلة على الشهادة الابتدائية فقط .
وأشار إلى أن السيد حجاب كان له أسلوبه الخاص في الكتابة، هو أسلوب لا يقدر عليه إلا هو وهو السهل الذي يقترب من الفصحى والعامية لذلك تم اختياره لكتابة «ديباجة دستور 2014» وكان عضوا في لجنة الخمسين لوضع الدستور المصري، وحصل على جوائز كبيرة منها جائزة الدولة التقديرية.