x

مصادر أمنية تكشف سبب تزايد العمليات الإرهابية فى العريش ووسط سيناء

المسلحون هربوا من حصار «الشيخ زويد ورفح» ويختبئون بين الأهالى
الأربعاء 25-01-2017 23:15 | كتب: أحمد شلبي, أحمد أبو دراع |
الأمن يفتش إحدى السيارات الأمن يفتش إحدى السيارات تصوير : محمد شكري الجرنوسي

«عمليات القنص والهجوم المسلح على الأكمنة والمقارات الشرطية وسياراتهم فى المدينة، أصبح أمرا معتادا كل يوم» هكذا يصف أهالى مدينة العريش معارك الإرهاب التى انتقلت إلى شوارع المدينة مؤخرا. وبكلمات غاضبة يحكى محمود نوفل وهو يقف داخل محل الفول والطعمية الذى يعمل به فى شارع السوق بمدينة العريش: «تركنا بيوتنا فى الشيخ زويد ورفح ورفح علشان الإرهاب، وجاءنا إلى العريش بحثا عن لقمة العيش، لكن الأيام الماضية الإرهاب جاء إلينا هنا، كل يوم ضرب وتفجير والناس يخفانون النزول للشارع الآن».

وعن سبب وصول الإرهاب والتفجيرات إلى قلب مدينة العريش، أضاف محمود: «الجيش قضى على كل حاجة فى القرى التى كانوا يختبئون بها فى الشيخ زويد والعريش، فطبيعى أنهم يفرون من هناك وينزحون إلى المدينة كى يختبئوا بين الأهالى، وكل يوم يخرجون ينفذون عملية أو اثنتين ويعودون مرة ثانية، وأحيانا نراهم يهربون وهم ملثمون بسياراتهم الدفع الرباعى ولكن لا أحد من الأهالى يستطيع أن يفتح فمه، اللى بيتكلم بيتقتل تانى يوم».

الأمن يتحقق من هوية السائقين

ويفكر محمود بجدية أن يصطحب زوجته وبنتيه «أسماء وعليا» والسفر إلى أى محافظة فى وجه بحرى للعيش هناك بعد أن ضاق به الحال هنا من جراء الإرهاب، ويتدخل معه «عماد سعيد وعلى يوسف» الشابان اللذان كانا يتناولان الفطور داخل المطعم، وقالا معا: «الواحد منا بيقى ماشى فى الشارع خايف تصيبه طلقة من أى اتجاه، يبقى نقعد إذى هنا، ناخد عيالنا ونعيش فى مكان آمن».

لكن مجموعة من 5 أفراد بينهم سيدة تجمعوا حولنا فى الشارع قالوا بشكل جماعى إنهم لن يتركوا بيوتهم أو عملهم هنا فى العريش، وقالت السيدة التى رفضت أن تذكر اسمها: «هنسيب بيتنا ونروح فين، إحنا اتولدنا هنا وعشنا هنا وهنموت هنا». ووجهت السيدة اللوم لأجهزة الأمن التى تتعامل بعنف– على حد وصفها– مع الأهالى فى العريش فى الأكمنة المتحركة والثابتة، وتلقى القبض بشكل عشوائى على الشباب.

وكانت حالة من الغضب قد سادت بين عدد كبير من أهالى المدينة بعد أن قتلت الشرطة 10 من أفراد المدينة بتهمة اشتراكهم مع العناصر المسلحة فى الهجمات الإرهابية على أفراد الشرطة، لكن الأهالى ينفون تورط الشباب ويؤكدون أن الأمن ألقى القبض على الشباب من منازلهم وصفاهم بعد الهجوم الإرهابى على كمين «المطافى» واستشهاد 10 من أفراد الشرطة وإصابة 18 آخرين.

«مع تضيق الخناق على المسلحين فى قرى الشيخ زويد ورفح، فقد هربوا بين الأهالى وعبر الدروب الصحراوية إلى مدينة العريش، ونفذوا العديد من العمليات فى المدينة ووصلوا إلى وسط سيناء»، هذا هو التفسير الذى أعطاه اللواء محمود نوح الخبير الأمنى، وأضاف: «المشكلة الأكبر الآن التى تقابل الأمن أنه أصبح يبحث عن الإرهابين وسط الأهالى، وهذا أصعب بكثير مما كان يحدث فى الشيخ زويد ورفح، هناك كنت تتعامل معهم فى مساحات صحراوية أما الآن فتفتش وسط الأهالى ولديك أرواح وأبرياء يجب أن تحافظ عليهم».

ويعتقد اللواء محمد يوسف الخبير الأمنى أن حصار المسلحين فى الشيخ زويد ورفح كان أسهل بكثير من فرارهم إلى نطاق أوسع، هروبهم إلى وسط سنياء والعريش أعطى لهم حرية التحرك والهرب عبر الدروب الصحراوية، وقال: «أعتقد أن الإجراءات والضوابط الجديدة فى طرق جنوب سيناء لها علاقة بتغير خريطة الإرهاب فى شمال سيناء».

وكشف مصدر أمنى بمديرية أمن جنوب سيناء لـ«المصرى اليوم» أن الضوابط الجديدة هدفها إغلاق الطرق أمام الأسلحة المهربة والعناصر الجديدة المنضمة إلى التنظيم والتى تصل إلى العريش ووسط سيناء عن طريق دروب جنوب سيناء.

وقالت 3 مصادر أمنية بينهم– ضابط بنفق الشهيد أحمد حمدى- إن سلطات النفق اتخذت إجراءات أمنية مشددة، فى عبور المواطنين إلى شبه جزيرة سيناء، وتم تطبيقها على جميع المواطنين دون استثناء.

وحددت المصادر تلك الضوابط والشروط للعبور إلى سيناء والتى تتمثل فى أن يحمل الشخص بطاقة رقم قومى صادرة من سيناء، أو كارنيه صادر من جهة العمل إذا كان موظفا فى جهة حكومية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية