x

«الجلاد»: شركات صلاح دياب تم «تأميمها» بسبب «المصرى اليوم»

الخميس 01-09-2011 20:16 | كتب: سارة سند |

واجه الصحفى والإعلامى مجدى الجلاد، رئيس تحرير «المصرى اليوم»، ضميره، من خلال إحدى حلقات برنامج «إنت وضميرك» عبر قناة دريم، عندما تقمص الفنان أحمد السقا دور المذيع، وواجه «الجلاد» بكل الأسئلة التى يتم تداولها عنه. وأكد «الجلاد»، خلال الحلقة، أن ضميره كثيراً ما يوجعه، وأنه يحاول دائماً الذهاب إلى منطقة الخطأ ومعالجتها. وقال: «ارتكبت ذات مرة محررة صغيرة السن من (المصرى اليوم) خطأ، أثناء كتابتها موضوعاً وكررت خطأها رغم تنبيهى إياها بتصحيحه، ورغم أننى صبور إلا أننى فقدت أعصابى وقلت لها (أنت غبية، وأفشل صحفية فى مصر)، لكننى راجعت نفسى بعد لحظات واعتذرت لها أمام 200 صحفى فى الجريدة وقلت لها: يمكننى تعليمك دون إهانتك». وواجه السقا «الجلاد» حول ما إذا كان قد استخدم سلطاته كرئيس تحرير فى تهديد الآخرين فأجاب: «نعم أستخدم سلطتى أحياناً فى مواجهة آخرين وليس تهديدهم فى مواقف تفيد المهنة، ولا تفيدنى شخصياً».


وتابع: «أنا رئيس تحرير يعرف أنه يتعامل مع سلطة غاشمة ومستبدة، ولذا لم أكن ضعيفاً فى مواجهة السلطة، وكان لابد أن أكون قوياً، وكان أهم شىء عندى هو حماية الرأى العام»، وتابع: «كلما ازداد توزيع الجريدة، وتمتعت بمصداقية لدى القارئ، كنت أستخدم سلطتى فى مواجهة المسؤولين عندما أشتبك معهم، من أجل حل بعض المشاكل». وقال: «أتذكر ذات مرة أننى أغلقت سماعة التليفون فى وجه أحد الوزراء فى النظام السابق، لأنه منع أحد محررى الجريدة من تغطية أخبار الوزارة، بسبب خبر نشر فى (المصرى اليوم) ولم يعحبه».


وأكد «الجلاد» أنه يجب أن تكون هناك ندية بين المسؤول ورئيس التحرير، وتابع: «أى رئيس تحرير يقول إنه ليس فى حاجة إلى مصادر معلومات هو فاشل أو كذاب».


وحول ما أثير عن خلافه مع أحد كتاب الرأى قال: «هذا الكاتب كان ينشر مقالاً أسبوعياً فى الجريدة، وبعد فترة طويلة اكتشف مسؤول صفحة الرأى فى الجريدة أن مقالات الكاتب يتم نشرها أولاً فى صحف أخرى فأبلغنى بتلك الواقعة، وطالبته بوقف نشر مقالاته، وأعتقد أن الكاتب احتقن بسبب منع نشر مقالاته فى (المصرى اليوم). وقال: «أنا لا أقرأ الهجوم على شخصى»، وتابع: «الإنسان الذى لا يواجه هجوماً.. إما ملاك أو نصاب».


وأكد أنه رئيس التحرير الوحيد فى مصر الذى يتم انتقاده فى جريدته، وأوضح: «تم اتهامى فى الجريدة بأننى مع النظام السابق، وأساند الإخوان». ولفت إلى أن الدكتور محمود غزلان، القيادى الإخوانى، أرسل له رسالة هاجمه فيها ونشرتها الجريدة.


وعن استمراره كصحفى فى جريدة «الأهرام» قال: «أعتز بانتمائى لـ(الأهرام)، وأن (المصرى اليوم) دخلت منافسة قوية مع الصحف القومية منذ 5 سنوات، وتفوقت عليها بما فيها (الأهرام)» وتابع: «توزيع وتأثير (المصرى اليوم) فاق (الأهرام) مرة ونصفاً». وأوضح: عندما توليت رئاسة تحرير «المصرى اليوم» طالب إبراهيم نافع، رئيس تحرير «الأهرام» فى ذلك الوقت، بالحصول على إجازة بدون راتب، وكتب إبراهيم نافع شهادة فى حقى مضمونها، أن مؤسسة «الأهرام» تفخر بأن يكون أحد أبنائها رئيساً لتحرير «المصرى اليوم»، وحصلت على إجازة بدون راتب، وأدفع تأميناتى، ومازلت أفتخر بانتمائى لـ«الأهرام».


وأكد «الجلاد» أنه لا يملك أسهماً فى «المصرى اليوم»، وقال: «مازلت موظفاً ومحرراً صحفياً، وأحب أن أستمر صحفياً طوال عمرى». وعن تدخل ملاك الجريدة فى السياسة التحريرية، قال «الجلاد»: «تدخل الملاك يكون فى تحديد التوجهات الأساسية للجريدة، مثل اتخاذها الاتجاه الليبرالى ودعم حرية الرأى والتعبير». وأكد أن مجلس الإدارة بأكمله لم يكن يعرف شيئاً عن مانشيت «إنذار» الذى ظهرت به الجريدة يوم 26 يناير 2011، والذى كان من الممكن أن يتسبب فى إغلاق الجريدة. وأوضح أن المهندس صلاح دياب، مؤسس «المصرى اليوم»، يتحدث معه عندما يلاحظ زيادة الإعلانات فى الجريدة، ويطالبه بأن تطغى المادة التحريرية على الإعلانات. وتابع: «لو كانت (المصرى اليوم) تسير وفق اتجاهات الملاك ما كانت قد كتبت عن صفقات الفساد فى وزارة البترول، التى أدت إلى (تأميم) شركات المهندس صلاح دياب فى 2008، التى تعمل فى مجال البترول، ووقف كل مستحقات الشركات فى الوزارة، بسبب ما تنشره الجريدة عن مخالفات وزارة البترول فى عهد سامح فهمى، كما أن المهندس رشيد محمد رشيد، وزير الصناعة والتجارة الأسبق، قرر حرمان مشروع إنشاء مطبعة (المصرى اليوم) من دعم صندوق الصناعات رغم أحقيته فى ذلك، لأن كل المشروعات الصناعية تحصل على هذا الدعم، بالإضافة إلى أن المشروع كان يهدف إلى تدعيم صناعة الطباعة فى مصر، وكان قرار رشيد يمثل عقاباً واضحاً ومباشراً للصحيفة من النظام السابق، وهو ما يؤكد أن الصحيفة كانت ولاتزال تفصل تماماً بين توجهات وأعمال مجلس الإدارة ودورها فى خدمة الصالح العام».


وعن الشائعات التى ترددت حول تركه «المصرى اليوم» نفى «الجلاد» بشكل قاطع أنه ينوى ترك الجريدة. وقال: «فعلاً قُدم لى عرض مغر، مادياً ومعنوياً، فى تجربة صحفية جديدة، وجلست مع نفسى وقررت فى النهاية استحالة التخلى عن تجربة (المصرى اليوم) إلا إذا رغب المحررون فى تركى للمنصب، كما أننى شاهدت الدموع فى عيون بعض المحررين بمجرد سماعهم تلك الشائعة».


وتذكر «الجلاد»، خلال الحلقة، اللحظات التى شعر فيها بالندم فى حياته، وكانت أثناء مرض والدته، وقال: «علاقتى بأمى علاقة خاصة جداً، وكنت الأقرب لها بين إخوتى السبعة أثناء مرضها، وكنت معها طوال الوقت، أتردد عليها لأحضر لها الدم»، وتابع: «فى أحد الأيام نصحنى أشقائى بأن أذهب لأنام وأستريح قليلاً، وفى ذلك الوقت تحدث معى أحد الزملاء عبر الهاتف، ولأننى إنسان مريض بالشغل توجهت إلى الجريدة بعد أن طمأنت نفسى بأن حالتها مستقرة، وأصبحت أفضل، وقلت لنفسى أذهب إلى الجريدة لمدة ساعة وأعود إليها ثانية، إلا أنها توفيت خلال هذه الساعة، ولذا لا أسامح نفسى أبداً على هذا الذنب، وأدعو الله أن يغفره لى لأنها كانت الأقرب إلى قلبى، (وكان نفسى تموت بين إيدى).

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية