يفتتح وزراء الموارد المائية والري، والزراعة، والتموين، والتخطيط، والتنمية المحلية، والبحث العلمي، ورئيس جهاز الخدمة الوطنية، ورئيس جهاز الرقابة الإدارية، الخميس، موسم حصاد القمح ضمن المرحلة الأولى من تجربة زراعته مرتين سنويًا وذلك بإحدى المزارع التجريبية بمنطقة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية.
وكلف الرئيس عبدالفتاح السيسي، مجلس الوزراء، بتقديم الدعم اللازم لوزارتي الري والزراعة لتنفيذ خطة تعميم التجربة بمختلف المحافظات في حالة التأكد من نجاحها ضمن مراحل تستهدف الحكومة تطبيق التجربة على المستوى الزراعي خلال عامين للحد من استيراد القمح من الخارج وتوفير العملات الأجنبية اللازمة لاستيراد السلع الغذائية الأخرى.
وكشف تقرير رسمي أصدره المركز القومي لبحوث المياه أن التجربة الجديدة تساهم في زيادة متوسط إنتاجية القمح إلى 28 أردب للفدان بدلاً من 18 وهو ما سيؤدي إلى زيادة الإنتاج الكلي من القمح في حالة تعميم التجربة من 9 ملايين طن حاليًا إلى 12 مليون طن مما يقلل من فاتورة استيراد القمح من 8 ملايين طن إلى 5 ملايين طن، ويرفع الاكتفاء الذاتي إلى 75% بدلاً من 54% حاليًا.
وأوضح التقرير أن نجاح التجربة الجديدة يساهم في ترشيد استهلاك مياه الري بنسبة تصل إلى 30%، وأن تطبيق التجربة على مستوى 4 حقول إرشادية في 4 محافظات بمناطق متنوعة من ناحية التربة والظروف المناخية للتأكد من النتائج البحثية التي تمت على مدار 4 سنوات يعني نجاحها في تحقيق أهدافها.
وأشار التقرير إلى أنه تم تطبيق تقنية جديدة في الزراعة القمح مرتين سنويًا اعتمادًا على تقنية التقاوي المبردة تحت ظروف تبريد لمدة معينة قبل الزراعة مما يؤدي إلى سرعة إنبات القمح خلال مدة أقل من الفترة التقليدية للزراعة، حيث يتم زراعة القمح مرتين خلال الفترة من سبتمبر وحتى نهاية إبريل لمدة 6 شهور يتم خلالها تنويع مواعيد الزراعية وتبديل التركيب المحصولي لمنع تكرار زراعة القمح في نفس المواقع على مرات متتالية لضمان الحصول على أعلى إنتاجية من وحدة الفدان وأقل استهلاكًا للمياه.
وذكر التقرير أنه سيتم زيادة معدلات تطبيق التجربة خلال الموسم الثاني لزراعة المحصول في الأسبوع الأول من شهر فبراير المقبل في 4 مواقع جديدة إضافية وزراعة بعض المساحات لدى المزارعين بمحافظات الفيوم والقليوبية وقنا والدقهلية لتأكيد نتائج التجربة خلال الموسم الزراعي الثاني للمحصول.
ولفت التقرير إلى أن هذه التجربة تطبق لأول مرة عالميًا في مصر، وأن إمكانية زراعة المحصول مرتين متتاليتين لنفس المنطقة في الأراضي الرملية وهو ما يتيح فرصة للتوسع في زراعة القمح في الأراضي الجديدة اعتمادًا على نظم الري بالرش وهو ما ينعكس على زيادة الإنتاجية وتوفير مياه الري.
وأشار التقرير إلى أن النتائج الأولية لنوعية المحصول أكدت جودة نوعية القمح بدرجة نقاوة أعلى من الزراعة بالنظم التقليدية، بالإضافة إلى تحسين نوعية رغيف الخبز المدعم وتقليل اعتماد الدولة على الاستيراد من الخارج خاصة الأنواع الفاخرة من القمح المستورد المستخدم في صناعة «الفينو»، مضيفًا أن زراعة القمح تحت تقنية «التبريد» تستهدف توفير كميات مياه من الري، حيث بلغت كمية التوفير للمياه بما يقارب 1500 متر مكعب من المياه للفدان ليصل استهلاك للفدان إلى 1500 متر مكعب من المياه للفدان بدلاً من 3 آلاف متر مكعب.
وأكد أن تطبيق التجربة الجديدة يقلل من استيراد الذرة الصفراء من الخارج بنسبة تصل إلى 50%، وتوفير العملة الأجنبية اللازمة لاستيراد 5.5 مليون طن ذرة صفراء.