تواصل أجهزة الأمن فى الجيزة جهودها لضبط المتهمين الهاربين فى واقعة مقتل عامل وقطع يد سائق وتقطيع أجزاء من مؤخرة 4 آخرين، وتبين من التحقيقات أن الـ4 متهمين الذين تم ضبطهم، اشتركوا فى القتل والاختطاف، وقال السائق الذى تعرض لبتر يده لـ«المصرى اليوم» إنه ليس له علاقة بسرقة «توك توك» وأنه لا يعلم أسماء باقى المتهمين الذين تم قطع أجزاء من جسدهم وأن الأهالى كانوا يحتجزونهم قبل الواقعة بـ4 أيام، واستمعت النيابة إلى أقوال المتهمين الأربعة وقررت حبسهم 4 أيام وكلفت المباحث بالتأكد من واقعة سرقة التوك توك، تجرى التحقيقات بمعرفة هشام حاتم، مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة.
وروى حازم، الذى تعرض لبتر يده التفاصيل من داخل مستشفى الهرم، الذى يرقد فيه تحت حراسة مشددة وقال «أنا أتمنى الموت، أنا لم أكن حرامى طوال عمرى، وليس لى سجل إجرامى، أنا أعمل سائق على أتوبيس جمعية نقل المواطنين من الجيزة إلى إمبابة، متزوج منذ 10 سنوات وأعيش فى بولاق الدكرور فى شقة إيجار جديد لا يوجد بها سوى سرير أنام عليه أنا وولادى، وظهر الاثنين الماضى استدعيت 2 من أصدقائى وطلبت منهم الذهاب صحبتى إلى كرداسة لشراء قطع غيار لموتور السيارة التى أعمل عليها، توجهنا إلى صديق لنا وطلبنا منه الـ«توك توك» الخاص به إلى هناك».
ويضيف: توجهنا أنا وأصحابى وقبل دخول النفق أسفل «الدائرى» فى منطقة صفط اللبن شاهدت مجموعة من الأهالى يركبون دراجات بخارية و4 مركبات من الـ«توك توك» مليئة بالشباب يطلبون منى التوقف بـ«التوك توك» ورفضت وحاولت الهروب، طاردونى حتى تمكنوا من الإمساك بى أنا وأصحابى، وكانت الساعة قد تجاوزت الثالثة عصرا، اتهمونى بسرقة الـ«توك توك» أكدت لهم أنه يخص صديقاً لى واتصلت به وطلبت منذ الحضور وبعد نصف ساعة حضر ومعه صديقاً آخر وأكد لهم أنه اشترى التوك توك من سائق فى صفط اللبن وتوجه إلى منزله ولم يحضر وحاول صديقى الهرب من الأهالى إلا أنهم أمسكوا به ولقنوه علقة ساخنة ثم ربطونى بالحبال فى التوك توك «وسحبونى على الأرض فى المنطقة الزراعية واحتجزونى داخل «عشة»، ثم علقونى فى شجرة أنا وصاحب التوك توك وبدأ جلدنا بالكرباج، ثم وضعوا كمية من الزيت وماء به ملح على ظهرى وواصلوا ضربى، طلبت منهم أن يقتلونى بالرصاص حتى أستريح من العذاب.
بعد مدة حضر شخص ملتح وقال لهم «فى إيه؟» ورد عليه الأهالى «دول حرامية زى اللى أمسكناهم من يومين»، استنجدت به لإنقاذى وأكدت له أنى لست حرامياً وأنا عامل على باب الله، لكنه وجه سباباً لى وقال سوف أقطع يدك جزاء لك، قلت له «إيه يا شيخ اللى انت بتقوله ده هو إحنا عايشين فى شيكاغو، إحنا فى بلد فيها حكومة» وطلبت منهم أن يسلمونا للشرطة، لكنهم عادوا إلى التعذيب مرة أخرى وربطونى فى التوك توك من جديد وجردونى من جميع ملابسى وسحلونى على الأرض لمسافة كيلومتر ثم علقونى مرة أخرى فى شجرة وعذبونى وأحضروا أصدقائى بينهم القتيل ممزق الجسد، مصفى العينين وآخر تم كسر قدمه عن طريق «فاس» ولا أعلم عنه شيئاً حتى الآن، وأنه لا يعلم شيئا عن الـ4 الآخرين الذين يقولون إنهم تشكيل عصابى وطالب بمعاقبة المجرمين مؤكدا أنه لم يدخل قسم شرطة سوى فى سنة 2003 فى مشاجرة.
وقالت زوجته صباح إن زوجها يعيش على رزقه كسائق لا يتجاوز 30 جنيها فى اليوم وأن لديهما طفلين أكبرهما لم يتجاوز الثامنة من عمره، كيف يعيشان وسط الأهالى بعدما تم قطع يد والدهما واتهموه بالسرقة، وأكدت أن إدارة المستشفى تطلب منها مبالغ مالية لاستكمال باقى علاج زوجها، لا تستطيع تدبيرها وطلبت من وسائل الإعلام أن تتحرى الصدق ولا تتهم زوجها بأنه لص حتى تتأكد من الحقيقة.
ومن ناحية أخرى، تواصل أجهزة الأمن بقيادة اللواءين محمد ناجى، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وفايز أباظة، مدير البحث الجنائى، جهودها للقبض على باقى المتهمين الذين اشتركوا فى القتل والتعذيب وقطع يد السائق الذى أدلى بأوصافهم وأكد أنهم قرابة 15 شخصا، وتبين من تحريات المقدم رجب غراب، رئيس مباحث قسم بولاق الدكرور، أن الأهالى قتلوا المجنى عليه وألقوا جثته أعلى الطريق الدائرى ثم تركوا السائق بعدما قطعوا يده وزميله الذى كسروا قدمه أعلى الطريق الدائرى وحضرت سيارة الإسعاف ونقلتهما إلى المستشفى.