x

السيسي في الاحتفال بعيد الشرطة: نخوض معركة شريفة ضد عدو خبيث (نص الكلمة)

الثلاثاء 24-01-2017 17:56 | كتب: محسن سميكة |
السيسي يشارك في الاحتفال بعيد الشرطة، 24 يناير 2017. السيسي يشارك في الاحتفال بعيد الشرطة، 24 يناير 2017. تصوير : آخرون

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي صباح الثلاثاء، الاحتفال بعيد الشرطة الذي أقيم بمقر أكاديمية الشرطة، ووضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، ثم عقد اجتماعاً مع أعضاء المجلس الأعلى للشرطة، بحضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، واللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية.

وألقى السيسي كلمة بهذه المناسبة استهلها بتوجيه التحية والتقدير لأسر الشهداء الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل مصر، موجهاً الدعوة لكافة المصريين لإحياء تقليد زيارة المصابين من رجال الشرطة والجيش في المستشفيات للشد من أزرهم ورفع روحهم المعنوية.

كما أشار السيسي إلى أن عيد الشرطة يستدعي من ذاكرة الوطن قيمة الكبرياء الوطني، الذي مازال يقود مسيرة الوطن نحو مستقبل أفضل، مشيراً إلى أن رجال الشرطة والجيش يتقدمون الصفوف في مواجهة الإرهاب البغيض، ويخوضون معركة شريفة ونبيلة، ومن وراءهم جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها وكافة أبناء الشعب المصري، الذي يشارك في المعركة بالصمود والصبر والتحدي والوعي.

وأشار إلى أن التطورات في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية أعادت اكتشاف قيمة الأمن والأمان التي طالما اعتبرناها من المسلمات.

كما أوضح الرئيس أنه يتم ضبط كميات ضخمة من المتفجرات والأموال لدعم وتمويل الإرهاب، وأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عندما استفسر خلال اتصال هاتفي مع السيسي، عن وضع الاقتصاد المصري، أخبره الرئيس أن مصر تحارب الإرهاب وحدها على مدار الأربعين شهراً الماضية، وأن الشعب المصري صامد وقادر على النصر.

كما شدد على أهمية احترام جميع مؤسسات الدولة، مؤكداً أن هذه هي ضمانة الحفاظ على الدولة المصرية، ومشيراً إلى أهمية قيام مؤسسات الدولة بوضع برامج لزيادة التلاحم بينها وبين الشعب.

وأضاف السيسي أنه يمكن التغلب على كافة التحديات مادام الشعب المصري متمسكاً بوحدته.

كما أشار الرئيس إلى أن مصر تخوض معركة كبرى للتنمية والبناء والإصلاح الاقتصادي، داعياً المواطنين والحكومة والمحافظات للتعاون لإنجاح التعداد العام للسكان المقرر البدء فيه خلال الأيام الماضية، بهدف الحصول على بيانات دقيقة وصحيحة.

وأضاف أن مسؤوليات رجال الشرطة تتضاعف خلال هذه المرحلة في حماية سيادة القانون والسهر على تنفيذه بعدالة وحيادية، والحفاظ على حقوق الإنسان المصري بما يضمن كامل حقوقه في المواطنة، مع أداء ما عليه من واجبات تجاه وطنه ومجتمعه، وبحيث يتم إرساء القواعد التي تتيح لنظامنا الديمقراطى أن ينمو فوق أسس راسخة، وتتيح لمجتمعنا أن يعزز قيم المساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز بين أبناء الشعب الواحد.

كما أشاد بالمرأة المصرية وصمودها وتضحياتها العظيمة وتقديمها أرواح أبنائها فداءً للوطن، مؤكداً في هذا الصدد أهمية توفير المعاملة الطيبة للمرأة في الشارع المصري بما يليق بتحضر هذا الشعب العظيم.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس منح أثناء الاحتفال أسماء مجموعة من شهداء الشرطة وسام الجمهورية ووسام الاستحقاق، تعبيراً عن التقدير لتضحياتهم بأرواحهم الغالية وتكريماً لأسرهم. كما منح أنواط الامتياز لعدد 12 من ضباط الشرطة لتميُز أدائهم وتفانيهم في العمل.

وكان السيسي قد استمع إلى كلمة اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، التي أشاد فيها ببطولات رجال الشرطة الأوفياء في خدمة وطنهم وتضحياتهم بأرواحهم فداءً لمصر، مؤكداً أن التحديات الأمنية والإرهابية لن تزيد عزيمة رجال الشرطة إلا إصراراً على استكمال المواجهة حتى النصر، مجدداً عهد رجال الشرطة بحماية أمن المواطنين مهما بلغت التضحيات التي يقدمونها، مع مواصلة العمل على تطوير وتحديث منظومة العمل الأمني.

وجاءت نص الكلمة على النحو الآتي:

اسمحوا لي في البداية أن أوجه باسمي واسم كل المصريين تحية تقدير واحترام لأسر الشهداء، الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل مصر.

السادة أعضاء هيئة الشرطة.. السيدات والسادة،

نحتفل اليوم بذكرى عزيزة على نفوسنا، نستحضر فيها بطولات رجال صدقوا الوعد، وبذلوا كل غال ونفيس من أجل أن يحيا هذا الوطن كريماً أبياً مرفوع الرأس، رجال رفضوا الاستسلام وآثروا المقاومة والاستشهاد بشرف وبسالة، ضاربين المثل لمن أتى بعدهم من أجيال، ومؤكدين أن مصر الحرة الكريمة تستحق كل التضحية وكل الفداء.

أبناء مصر الكرام،

إن احتفالنا اليوم بالذكرى الخامسة والستين لعيد الشرطة، هو مناسبة نستدعى فيها من ذاكرة الوطن التي لا تنضب، المعاني والقيم التي ضحى أبطالنا من أجلها بأرواحهم الغالية، وعلى رأس هذه القيم والمعاني تأتي قيمة الكبرياء الوطني، الذي يحمل بداخله عظمة هــــذا الشعب ورصيده الحضاري العميـق، صبره على مشــاق الحيــاة بحكمـة متصالحـة مـع الزمــن، وانتفاضه ضد الظلم والطغيان بقوة وعنفوان حتى ترد الحقوق لأصحابها، إن هذا الكبرياء الوطني الذي ألهم أبطال
الشرطة البواسل بالمقاومة والصمود في معركة غير متكافئة منذ 65 عاماً في الإسماعيلية،
هو ذاته الذي قاد ويقود مسيرة الوطن وأبنائه نحـــو مستقـــبل أفضـــل.

إننا وإذ نستذكر بطولات رجال الشرطة في الماضي، فإننا نتوجه بأسمى عبارات التحية والتقدير والاحترام لبطولاتهم في الحاضر، فمع تغير طبيعة التحديات التي نواجهها لم تتغير وطنية وصلابة وعزم رجال الشرطة، ومع تنامي ظاهرة الإرهاب البغيض كان رجال الشرطة كعادتهم في الصفوف الأولى للمواجهة، بجانب إخوانهم البواسل من رجال القوات المسلحة وخلفهم أجهزة الدولة ومؤسساتها ممن يعملون في هدوء وصمت يضربوا جميعاً المثل أن في مصر رجالاً آلوا على أنفسهم توفير الأمن والأمان للمصـريين وحماية هذا الوطن والذود عنه.

وأود هنا أن أذكركم جميعاً أن المصريين عندما خرجوا يوم 26 يوليو 2013، كانوا يعلمون حجم التحدي الذي نواجهه، والآن مضى علينا 40 شهراً بينما نخوض معركة شريفة شجاعة نبيلة ضد عدو خبيث شرير، وفي هذه المعركة يتلقى الجيش والشرطة الرصاص في صدورهم فداءً للمصريين. وأقول أن كل المصريين يضحون ويشاركون في هذه المعركة بالصبر والصمود والوعي، فالشعب المصري بأكمله يثبت كل يوم أنه شعب عظيم وقادر وواعي، وهذه المعركة تشبه حرب الاستنزاف بعد عام 1967 والتي انتهت بنصر أكتوبر 1973.

ولا أذيع سراً إذا أخبرتكم أنه يتم ضبط كميات ضخمة من المتفجرات والأموال، بهدف تمويل ودعم الإرهاب، لقد تم ضبط 1000 طن متفجرات بقيمة 400 مليون دولار، هذا بخلاف ما يتم تفجيره في سيناء، كما تم مؤخراً ضبط أحد المهربين وبحوذته 30 مليون جنيه، وكل العالم يعلم أننا نخوض هذه الحرب بمفردنا وبشجاعة وشرف. وبالأمس عندما اتصل بي هاتفياً الرئيس ترامب استفسر عن وضع الاقتصاد المصري، فأخبرته أننا نحارب الإرهاب وحدنا منذ 40 شهراً مضت، وأنا أعلم أن المصريين صامدون وقادرون على تحقيق النصر.

ولا يخفى عليكم أن تحقيق ما نصبو إليه من تقدم وازدهار في كافة المجالات يحتاج أولاً إلى بيئة آمنة وأرض ثابتة، فالتطورات التي عايشناها في منطقتنا خلال الأعوام الماضية أعادت اكتشاف قيمة الأمن والأمان الذي طالما اعتبرناه من المسلمات، وفي الحقيقة فإن الحفاظ على الأمان في بلد كبير بحجم مصر يتطلب جهداً كبيــــراً وإنـكـاراً للـذات وتضحيـــات جســامــاً.

وفي هذا المجال فإن رجال الشرطة يبذلون العطاء دون انتظار مقابل سوى الاطمئنان على أمن وسلامة هذا الشعب الكريم الذي يعي خطورة التحديات التي تواجهها مصر ويقف في ظهر شرطته ومؤسسات دولته مقدماً لهم كل العون والدعم والمساندة.

وأود الإشارة هنا إلى أن مصر دولة مؤسسات، ويجب الحفاظ على هذه المؤسسات، ودائماً أقول أن جميع التحديات يمكن التغلب عليها مادام الشعب متمسكاً بوحدته، فجميع ما يتم توجيهه ضدنا يهدف لخلق انقسام بين أطياف الشعب، بين الشرطة والشعب أو بين الجيش والشعب، ونحن يجب علينا احترام كل مؤسسات الدولة والحفاظ عليها، الجيش والشرطة والقضاء والبرلمان والدستور كلها مؤسسات يجب احترامها، لإن هذه هي ضمانة الحفاظ على الدولة المصرية، وأدعو هذه المؤسسات لوضع برامج تهدف لزيادة التضامن فيما بينها وتعزيز تلاحمها مع الشعب.

السيدات والسادة،

شعب مصر العظيم،

تحية واجبة نقدمها اليوم تقديراً وعرفانا لذكرى شهداء الشرطة الأبرار لبطولاتهم وتضحياتهم الخالدة وأقول لأبنائهم وعائلاتهم إننا لن ننساهم ولن ننساكم وإن مصر
ستظل كما هو عهدها بارة بأبنائها الكرام الذين جادوا بأرواحهم الغالية من أجلها.

وأقول لكل أسرة شهيد ومصاب أنني اعتبر كل الشهداء والمصابين أبنائي، وهذا هو شعور كل المصريين، وأشعر تماما بآلام كل أسرة عندما تضحي بشهيد أو يسقط لها مصاب، وأتوجه للمصريين، لشبابهم وأجهزة الدولة والمثقفين والإعلاميين وجميع المواطنين، بالدعوة إلى إحياء تقليد كان مجتمعنا يمارسه وقت الحرب، وهو زيارة المصابين في المستشفيات، والشد من أزرهم ورفع روحهم المعنوية.

تحية تقدير وعرفان كذلك للمصابين من رجال الشرطة، أقول لهم إن الوطن يرعاكم حتى يكتب الله لكم الشفاء الكامل وإن تضحياتكم محل تقدير واحترام من كافة أبناء شعبنا الأصيل، كما أتوجه بالتحية والشكر لرجال الشرطة الذين يشاركون في بعثات حفظ السلام خارج البلاد لإرساء الاستقرار والسلام في دول صديقة، وذلك جنباً إلى جنب مع إخوتهم من رجال القوات المسلحة فيرفعون اسم مصر عالياً على الصعيد الدولي.

ولا أنسى التقدم بالتقدير والاعتزاز لعناصر الشرطة النسائية ودورهن الهام في المجتمع لإشاعة الشعور بالأمان والاطمئنان لدى المرأة المصرية التي تستحق كل الاحترام والمعاملة الطيبة في الشارع المصري، وأود أن أشيد بالمرأة المصرية وصمودها وتضحياتها العظيمة وتقديمها أرواح أبنائها فداءً للوطن، وأرجو قيام المجتمع المصري بتوفير المعاملة الطيبة للمرأة بما يعكس تحضر هذا الشعب العظيم.

ولا يفوتنى كذلك توجيه التحية والشكر للعاملين المدنيين فىي جهاز الشرطة الذين يشاركون بجهدهم وعطائهم في إنجاح هذا الجهاز الوطني وفي تقديم الخدمات المدنية للمواطنين والتيسير عليهم.

السيدات والسادة.. أبناء مصر،

إن المعارك التي خاضتها مصر لتحقيق استقلالها وحريتها وكرامتها لم تنته بعد فقد تغيرت العناوين وبقى المضمون، فنحن اليوم نخوض معركة لا تقل ضراوة أو أهمية، معركة من أجل تحقيق التنمية الشاملة، وإثبات أن المصريين على قدر المسئوليات العظام، وأننا قادرون على صنع المستقبل، وأننا كما انتصرنا في معارك الأمس، فإنني على يقين من أننا سننتصر بإذن الله وفضله في معركة اليوم.

لقد تغير الكثير في مصر خلال السنوات الستين الماضية زاد عددنا من حوالى 20 مليونا ليصل اليوم إلى ما يزيد على 92 مليونا، وأمام تضاعف عدد السكان بأكثر من 4 أضعاف ونصف ما كان عليه عام 1952، كان لزاماً أن تزيد جهودنا التنموية بأضعاف هذه النسبة إذا ما أردنا
تقـدمـــــاً حـقيقيــــاً يشــــــعر بــــــــه كــــــل النـــــــاس.

وانتهز هذه الفرصة لأدعو الحكومة والمحافظين والمواطنين جميعاً للتعاون في إنجاح عملية التعداد القومي للسكان التي ستبدأ بعد أيام، حيث أنه يمثل فرصة جيدة للحصول على بيانات دقيقة وصحيحة. وفي هذا الإطار، أدعو إلى دراسة أفضل سبل الحفاظ على تماسك الأسرة المصرية ومنها بحث إمكانية إصدار قانون لتنظيم عملية الطلاق بحيث يكون أمام المأذون.

وبدون التطرق للتفاصيل فلا يخفى عليكم كيف سارت أحوالنا الاقتصادية خلال هذه السنوات حتى وصلنا إلى وضع حرج لم تعد تصلح معه المسكنات، وباتت الحاجة واجبة
للتدخل الشامل من أجل إصلاح الاقتصاد وتصحيح مساره حتى يمكن بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

ومن هنا، فقد عقدنا العزم، وعاهدنا الله وعاهدناكم، أن نصدقكم القول والفعل، أن نفعل ما هو في مصلحة هذا الشعب أولاً دون النظر إلى أية عوامل أو مصالح أخرى، فبدأنا إصلاحاً اقتصادياً واسعاً يستهدف جذور المشكلات الضاربة في أعماق بنية الاقتصاد، نعمل وفق منهج شامل
لتقوية صناعتنا الوطنية وتحسين مزايـاها التنافسية، ندعم الاستثمار والقطاع الخاص، نحشد مواردنا الذاتية وننفتح على العالم قاصدين توفير حياة أفضل لجميع المصريين، نعلم أنه لا إصلاح دون ألم، ونعمل جاهدين على ضمان عدالة توزيع الأعباء والتخفيف عن كاهل الأكثر احتياجاً،
واثقين في الله وفى أنفسنا بأن التوفيق سيكون حليفنا.

وفى خضم معركة البناء والتنمية هذه تتضاعف أهمية الحفاظ على الأمن وتوفير
مناخ آمن من الاستقرار تتضاعف مسئوليات رجال الشرطة في حماية سيادة القانون والسهر على تنفيذه بعدالة وحيادية، وفى حماية المجتمع من أي خروج على القانون في الحفاظ على حقوق الإنسان المصري بمــــا يضمــــن كامــــل حقوقــــه فــــى المواطنــــــــة، مع أداء ما عليه من واجبات تجاه وطنه ومجتمعه وبحيث يتم إرساء القواعد التي تتيح لنظامنا الديمقراطى أن ينمو فوق أسس راسخة وتتيح لمجتمعنا أن يعزز من قيم المساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز بين أبناء الشعب الواحد، فالكل سواء أمام القانون، لا فرق بين مصرى ومصرى أو مصرية ومصرية.

وأشير هنا إلى أن ما نقوله عن احترام حقوق الإنسان ليس مجرد كلمات، وإنما نحن نعنيه ونؤكد على ضرورة احترام كافة مؤسسات الدولة لحقوق الإنسان المصري، والمحافظة عليها وعلى مصالحه.

السيدات والسادة.. رجال الشرطة الأوفياء،

تحية لكم في عيدكم ولشهدائنا الأبرار منكم تحية لمن – مازال- يواصل عطاءه ومن تقاعد وتحية للشعب المصرى العظيم الذي يعى قيمة الأمن والأمان والاستقرار ويحافظ عليها ويقدر لرجال الشرطة مجهوداتهم المخلصة في خدمة هذا الوطن.

حفظ الله بكم مصرنا العزيزة الغالية.. لتظل لنا دائما وطنا آمنا مطمئنا.. ومنارة للخير والنور والتقدم.

كل عام وأنتم بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية