دعا فضيلة الشيخ أسامة الأزهري، المدرس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، الشريف والخطيب بجامع السلطان حسن، إلى ضرورة التمسك والاعتصام بالمنهج الأزهري القويم، الذي يشكل سدًّا منيعًا ضد كافة المناهج المخربة، التي لا تريد خيرًا للبلاد، مؤكدًا أن المواطن المصري يحمل المنهج الأزهري في أعماقه منذ عدة قرون، وتعايش مع الأديان السماوية دون تطرف وتعصب أو احتكار لحق المعيشة والحياة.
وقال خلال المحاضرة، التي ألقاها بمكتبة الإسكندرية بعنوان «معالم منهج الأزهر الشريف في الدين والتدين»، إن المصريين اعتصرهم الألم جراء الحادث الإرهابي، الذي وقع أمام كنيسة «القديسين» بالإسكندرية، وراح ضحيته أبرياء، وكذلك حادث قطار المنيا مؤخرًا، مشيرًا إلى أن الإنسان المصري الصادق المحب لبلده ووطنه لا يعرف هذا الإرهاب الأسود.
وأشار فضيلته إلى أهمية العودة للمنهج الراقي للإنسان الأزهري الناصح والمفيد لكافة شرائح المجتمع والقادر على نقل العلوم والأطروحات للعامة من الناس في سهولة ويسر، متسلحًا بالعلم والفكر والثقافة، لافتًا إلى أن المصري بطبيعته يحمل في نفسه محبة الحياة لكل مخلوق على وجه الأرض، ولا يمكن أن يوصف بأنه سفاك للدماء.
وحدد الأزهري - في ورقته المنهجية - ثمانية محاور رئيسية تقوم على أساسها العقلية الأزهرية بمبادئها وقواعدها العلمية، تشمل دراسة المنهج المنقول المتوارث بدقة من خلال سلاسل العلماء، والتي تسمى بالإسناد، مما يتحقق معه نقل أمين لفهم الدين، مع دراسة التنوع العلمي بدوائره المختلفة وإدراك مقاصد الشريعة وقراءة القرآن الكريم دون إساءة فهم النص، بالإضافة إلى تعظيم شأن الأمة المحمدية وحمل همِّ الهداية العامة، والتعرف على المكونات الكاملة للعلم والاستفادة من التراث والانتفاع به والبناء عليه لاستخراج ما به من مبادئ علمية تتفق مع مصالح العصر.
يذكر أن الشيخ أسامة الأزهري هو عالم وخطيب ومحاضر وأكاديمي من علماء الأزهر الشريف، ويعد من أبرز العاملين على نشر الفهم المستمد من التراث ومفاتيحه ليحتوي الواقع المعاصر ويقود التطبيقات اليومية والواقع المعيشي، وذلك من خلال خطبه في جامع السلطان حسن بالقاهرة ومحاضراته في مختلف المحافل ودروسه في رواق الأتراك بالأزهر الشريف.