علمت «المصري اليوم» أن وزارة الخارجية ستبدأ خلال الساعات القليلة المقبلة في إجراء اتصالات مع حكومة جنوب السودان, للتأكد من مدى صحة التصريحات التي أوردتها وكالات الأنباء على لسان سيلفا كير بخصوص اختيار القدس مقرًا لسفارة جنوب السودان في إسرائيل.
من جانبه، أكد نصر الدين كوشيب، ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان في مصر والشرق الأوسط، أن إقامة علاقات بين جنوب السودان وإسرائيل «لن تكون بأي حال من الأحوال على حساب علاقاتها مع الدول العربية», مبديًا تشكيكه في صحة الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء حول إعلان سيلفا كير أن القدس ستكون مقرًا لسفارة جنوب السودان في إسرائيل.
وقال كوشيب لـ«المصري اليوم»: «في بعض الأحيان تقوم وكالات الأنباء وبعض وسائل الإعلام بتضخيم الخبر أو التصريح». وقال مصدر دبلوماسي عربي مسؤول بالجامعة العربية لـ«المصري اليوم» إنه «ليس لديه علم بهذه التصريحات».
وفي الخرطوم أبدت الحكومة السودانية قلقها من تسارع وتنامي وتيرة «التطبيع» بين جنوب السودان وإسرائيل، وعبرت الخرطوم عن تخوفها من أن ترمي علاقة الدولة الوليدة في الجنوب بإسرائيل لـ«زعزعة استقرار السودان».
وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية، العبيد أحمد مروح، الخميس، إن الحركة الشعبية ظلت تتلقى العون من إسرائيل دعما لاستراتيجية منع التمدد العربي والإسلامي. وأضاف: «ثبت عمليا أن الأمر أكبر مما كان يعتقد أو يقدر بعد تسارع خطوات التطبيع بين جنوب السودان وإسرائيل».
من جانبه أكد هانئ رسلان، مدير وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات، أن «إعلان جنوب السودان إقامة سفارته في إسرائيل في القدس تكريس لعلاقة تحالف استراتيجي بين جنوب السودان وإسرائيل».
وطالب بضرورة أن تكون هناك استراتيجية مصرية وعربية للتعامل مع هذا الوضع, موضحا أن «عبء هذه القضية يقع على عاتق مصر».
وأشار رسلان إلى ضرورة أن تتبنى مصر استراتيجية لقيادة جهد عربي للوجود في جنوب السودان حتى لا يتم ترك الساحة خالية أمام إسرائيل, لافتا إلى ضرورة قيام مصر بتشكيل دعم دولي لشمال السودان للحفاظ على وحدته وسيادته.
جاءت التصريحات التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية حول إعلان سيلفا كير، رئيس حكومة جنوب السودان، عن اختيار مدينة القدس الشريف مقرًا لسفارة جنوب السودان في إسرائيل بدلا من تل أبيب, بعد أقل من شهرين من قيام الدولة، لتثير العديد من التكهنات حول ما إذا كانت جنوب السودان اختارت تدعيم علاقاتها بإسرائيل على حساب علاقاتها مع جيرانها العرب.
وكان وزير شؤون رئاسة جنوب السودان ووزير الخارجية، دينق ألور، قد أعلن أن حكومة جنوب السودان ستسمي سفيرها لدى إسرائيل في الأيام المقبلة وستفتح لها سفارة في تل أبيب، كما ستقوم إسرائيل بافتتاح سفارة لها في جوبا.
وبالرغم من أن قرار حكومة جنوب السودان بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل يعد شأنا داخليا لها فإن قرار فتح السفارة في القدس يعيد إلى الواجهة من جديد تلك التقارير التي كانت تتحدث عن وجود علاقات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان مع إسرائيل، وأن تل أبيب كانت تمول الحركة وتمدها بالسلاح أثناء حربها مع شمال السودان قبل التوقيع على اتفاقية «نيفاشا».