x

«المصري اليوم» تكشف: الشرطي مرتكب حادث سمالوط قتل زميلاً له بالخطأ وممنوع من حمل السلاح

الأربعاء 12-01-2011 18:42 | كتب: سامي عبد الراضي, مصطفى المرصفاوي |
تصوير : other

حصلت «المصرى اليوم» على تفاصيل ووثائق جديدة فى قضية مقتل وإصابة 6 داخل قطار فى المنيا، من بينها صورة المتهم وتقارير طبية تؤكد منعه من حمل السلاح.

وأفادت التحريات والتحقيقات بأن مندوب الشرطة المتهم كان يعمل فى مديرية أمن البحر الأحمر وتسبب فى مصرع أحد زملائه أثناء عبثه بسلاح ميرى، وقالت زوجته فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، إن زوجها عامر عاشور «32 سنة»أصيب بصدمة عصبية بسبب مقتل زميله أمام عينيه.

وأضافت أن ضابطاً فى مديرية أمن البحر الأحمر تسبب فى نقله إلى مطار أسيوط، وشرحت أن زوجها أمسك بسلاحه الميرى وهدد به الضابط ونقل على إثر ذلك إلى مطار أسيوط، وأشارت إلى أنه نقل إلى العمل فى مديرية أمن المنيا وبالتحديد فى مركز شرطة بنى مزار منذ 7 أشهر فقط، وقالت إنه يعالج من صرع ولم تقدم الزوجة أوراقا أو تذاكر طبية تثبت صحة كلامها، وأنهت حديثها بأن المتهم لديه طفل رضيع يدعى مصطفى، وأنه حضر إلى المنزل وهو فى حالة ارتباك شديد مساء الثلاثاء.

وأضافت أن والد زوجها كان يعمل «غفير نظامى» فى مركز سمالوط وأحيل إلى المعاش منذ 3 سنوات، وأنها تعيش وزوجها وأشقاؤه الـ 11 فى منزل واحد وأن شقيقه الأكبر مدرس وتعافى مؤخرا من مرض نفسى، ولم تقدم أوراقا تثبت ما قالته، وأوضحت أن والد المتهم تزوج من سيدة وتوفيت منذ سنوات طويلة قبل أن يتزوج مرة ثانية وينجب 9 أولاد وبنات، بينهم المتهم.

وقالت مصادر أمنية فى مديرية أمن المنيا إنه جار التحقيق حاليا مع جميع الضباط العاملين فى مركز شرطة بنى مزار وسؤالهم حول ملاحظتهم لحالة المتهم، وهل كانوا يعلمون أنه مصاب بمرض أو يتلقى علاجاً دون أن يخطروا أجهزة الأمن ويمنعوه من حمل سلاحه الميرى.

وشرحت مصادر أمنية وقضائية لــ«المصرى اليوم» كيفية ارتكاب المتهم الواقعة وقالت إن المتهم كان واقفاً على رصيف محطة سمالوط وعند توقف القطار 797، القادم من أسيوط إلى القاهرة، دخل إلى إحدى عرباته وفتح باب العربة، رقم 9 وأطلق النار بعشوائية على الجالسين فى المقاعد الأولى من العربة، وأضافت المصادر أن القطار يتوقف لمدة 3 دقائق فقط فى المحطة، وأن الجريمة استغرقت دقيقتين وأن السلاح الميرى للمتهم كان به 7 طلقات أطلق 6 على الضحايا واخترقت الرصاصة الأولى الكتف اليسرى للقتيل وخرجت منه ليلفظ أنفاسه داخل مستشفى سمالوط العام، واخترقت رصاصة أخرى المصابة صباح وأحدثت تهتكا فى البنكرياس والكبد، وأصيبت ابنتا المصابة ماجى ومريام بطلقتين ناريتين فى الفخذ والكتف، وأصيب خطيب مريام بطلقة فى الذراع تسببت فى كسره وكان الأربعة فى طريقهم إلى القاهرة لشراء شبكة خاصة بمريام بينما أصيبت زوجة القتيل برصاصة فى البطن أدت إلى استئصال الطحال والكلى، وأضافت المصادر أن الراكب فى المقعد رقم «1» بالعربة رقم 9 ويدعى محمود عبدالباسط حميد سيطر على المتهم وأمسك بسلاحه الميرى وحاول الإمساك بالمتهم الذى أفلت منه وترك له جاكيت جلد وبتفتيشه تم العثور على البطاقة الشخصية وكارنيه الشرطة الخاص بالمتهم وهو الذى جعل أجهزة الأمن تتوصل إليه بعد 25 دقيقة من ارتكاب الواقعة، وقال المتهم فى التحقيقات ومحضر الشرطة إنه لا يعرف سببا لارتكاب جريمته، وإنه كان يشعر بضيق شديد، وهو ما دعاه إلى التوجه إلى المحطة وارتكاب الجريمة وسألته النيابة: هل تعرف أياً من المجني عليهم؟ فقال لا وعاودت النيابة سؤاله: إذن لماذا أطلقت الرصاص من سلاحك الميرى على القتيل والمصابين دون باقى ركاب العربة فقال المتهم: (أنا ياباشا دخلت وفتحت الباب بسرعة على ناس كانت فى وشى وما أعرفهمش مين وفيه واحد مسك منى السلاح وما أعرفهوش مين، وأنا هربت وسبت الطبنجة والجاكيت وجريت)، بينما قال والد المصابتين ماجى ومريام فى التحقيقات إنه كان يجلس بجوار زوجته وابنتيه وخطيب إحداهما وأن المتهم فتح باب العربة وأطلق الرصاص وهو يردد عبارات «الله أكبر ولا إله إلا الله» وقال إن الطلقات لم تصبه لأن راكباً آخر سيطر على المتهم.

وقال الشاهد الرئيسى فى التحقيقات إنه فوجئ بالمتهم يطلق النار بعشوائية على الضحايا، دون أن يتحدث وأنه سيطر عليه بعد دقيقة واحدة من بداية إطلاق الرصاص وأمسك بالسلاح والجاكيت وأن المتهم تمكن من الهرب.

كما حصلت «المصرى اليوم» على أوراق ومخاطبات خاصة بين المتهم وجهة عمله والمجلس الطبى المتخصص بهيئة الشرطة بالقاهرة، الأولى مؤرخة فى 13 أبريل 2007 موجهة من مصلحة أمن الموانئ بالغردقة إلى اللواء مدير المجلس الطبى التخصصى لهيئة الشرطة وتقول: «قادم لسيادتكم مندوب الشرطة عامر عاشور عبدالظاهر من قوة الإدارة والسابق عرضه عليكم فى 16 أبريل 2006 وأوصى المجلس بأن يعمل المتهم (إدارى مكتبى) دون تخفيض عدد ساعات العمل ودون حمل السلاح لمدة عام من تاريخ 16 أبريل 2006 وحتى 2007 وطلب توقيع الكشف الطبى عليه».

وأفادت الأوراق بأن هناك خطاباً موجهاً من مصلحة أمن الموانئ إلى عيادة التأمين الصحى بالغردقة يطلب الكشف الطبى عليه وحملت ورقة ثالثة اسم الإدارة العامة للخدمات الطبية وشخصت الإدارة حالته باضطراب نفسى وحصلت «المصرى اليوم» على تذكرة طبية باسم المتهم صدرت في يناير 2009 مفادها أن الدكتور محمد أيمن، استشارى الطب النفسى بجامعة المنيا، وقع الكشف الطبى عليه وصرف له 4 أنواع من الأدوية النفسية.

وفى مسرح الجريمة بقيت العربة رقم 9 فى مكان يطلق عليه «التخزين» ونشرت أجهزة الأمن كردوناً أمنياً حول الواقعة واستعانت بـ6 مخبرين ليمثلوا دور القتيل والمصابين، وتبين أن أجهزة الأمن فصلت العربة رقم 9 عن القطار وحركتها مسافة 100 متر لتتمكن حركة القطارات من الاستمرار، وانتقل ضباط الأدلة الجنائية إلى العربة لرفع البصمات والمعاينة.

وانتقلت «المصرى اليوم» إلى منزل المتهم والذى يقع على بعد 250 مترا من محطة قطار سمالوط، ويتكون المنزل من 3 طوابق وهو مبنى حديثا ويبلغ عرضه 10 أمتار وطوله قرابة 40 متراً، تتبعه حظيرة مواشى ويطل المنزل على قطعة أرض فضاء فى منطقة تسمى شرق المحطة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية