قال الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، إنه قرر العودة إلى مصر عام 2010 عقب تركه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بسبب تأثره بالوضع السيئ للبلاد، التي كانت تشهد حكماً مستبداً وعدالة اجتماعية مفقودة.
وأضاف البرادعي، في الجزء الثالث من حواره مع برنامج «وفي رواية أخرى» على «التليفزيون العربي»، أنه تلقى اتصالات من شخصيات مصرية عديدة مثل الراحل أسامة أنور عكاشة، والدكتور محمد غنيم، وغيرهما، طالبوه بالعودة للمساعدة، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لم يعد بسبب طلب الناس فقط، وأوضح: «كان دايما في نفسي غصة، وأنا باشتغل 12 سنة في الوكالة كان دايما السؤال ده في ذهني ليه يا ربي العالم كله ماشي واحنا واقفين محلك سر».
وأكد البرادعي أنه بذلك الوقت لم يفكر أبداً في تولي منصب بالبلاد سواء في 2009 أو بعدها، مضيفاً أن سنه المتقدم كان يجعله يميل لدور الناصح الأمين من خلال خبرته.
ولفت البرادعي، إلى أن استمرار مبارك في الحكم طيلة 30 عامًا «سُبة في جبين أي نظام»، وأنه كان يهدف إلى رؤية إطار لدولة ديمقراطية حديثة قائمة على الحداثة والاعتدال، وقيم الدين لله والوطن للجميع.
وأوضح البرادعي أنه لم يكن لديه برنامج مُحدد حينما عاد، حيث كان يعرف أهدافه العامة، لكن لم يكن قد حدد الوسائل والكيفية التي سيصل بها إليها، قائلاً: «مقدرش أقولك كان عندي برنامج، كنت لسه بأقول يا هادي»
ورداً على سؤال حول خوفه من نظام مبارك قال إنه لم يكن يشعر بالخوف، لأنه كان يثق في أن وسيلته هي التغيير السلمي وليس العنف، كما أنه كان قادماً من منصبه الدولي كمدير لوكالة الطاقة الذرية، ويظهر بجميع وسائل إعلام العالم، وحاصل على جائزة نوبل للسلام، لكن كانت أسرته خائفة عليه، فيما حذره أحد أصدقائه من العودة لأنه سيدخل «عش الدبابير»، فرد عليه «أنا لما سبت مصر مكنتش سايبها عش دبابير».
وأشار البرادعي إلى أنه أصدر في ديسمبر 2009 قبل عودته، بياناً به مطالبه للتغيير، مضيفاً: «بصيت قبل المقابلة قلت أشوف قلت إيه في 4 ديسمبر، والله انبسطت من نفسي لأنه نفس الكلام إلى باقوله النهارده واللي قلته خلال خمس سنين، وهو عمل دستور يراعي الحقوق والحريات، وأنه لازم نتفق حول القيم التي نُريد أن نعيش بها عشان مندبحش بعض»
وأكد البرادعي أن مبارك لو كان استجاب لمطالب الشعب لم تكن ستحدث الثورة، وهو نفس ما كان سيحدث لو استجاب مرسي لمطالب الشعب لكان أكمل حكمه، كما أن نفس القاعدة تنطبق على جميع الحكام العرب الذين لو كانوا استجابوا لمطالب شعوبهم لما حدثت الثورات، مضيفاً «القذافي بدل ما يسمع، قالهم من أنتم».