أجمع عدد من أطباء وخبراء علم النفس على تعرض مندوب الشرطة المتهم بارتكاب جريمة إطلاق النار على راكبي قطار سمالوط بالمنيا لما أسموه بـ«الهلاوس العقلية» التي تبدو له وكأنها أوامر «وهمية».
وقال الدكتور هاشم بحري، أستاذ واستشاري الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن آلية القومسيون الطبي في الشرطة تؤكد أن سابقة المرض النفسي تمنع الضابط أو الشرطي أو العسكري من حمل السلاح طوال حياته، مضيفاً أنه وفقاً للقانون فالمريض النفسي يتحول إلى عمل إداري مكتبي طوال الحياة.
وأوضح بحري أن مُطلق النار «غير مسؤول عن تصرفاته» مدام هناك «تقرير طبي من جهة العمل تفيد بأنه كان مريض نفسي منذ فترة»، مؤكداً أنه طبقاً للقانون، فإنه يتم تجديد القرار الخاص بحالته النفسية كل عام أو عامين، وحتى لو أثبت أنه سليم عقلياً بنسبة 100%، فإنه يستمر في العمل الإداري حتى إحالته على المعاش.
واستدرك أن مندوب الشرطة ربما جاءته «فكرة خاطئة» لا يمكن «إصلاحها بالمنطق»، بل لابد من علاجها نفسياً تجنباً لحدوث انتكاسة قد تعود في أي وقت.
ووصف الدكتور أحمد شوقي العقباوي، أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر، سلوك مندوب الشرطة بأنه «غير طبيعي في لحظة مفاجئة»، مضيفاً أن إطلاق النار على الأفراد بطريقة عشوائية ربما يكون اضطراب عقلي كامن؛ بسبب ظروف نفسية شديدة.
ورأى العقباوي أن الحدث لا علاقة له بالإرهاب، قائلاً إن مندوب الشرطة قد يكون مصاباً بـ«مرض عقلي كامن» وذلك ما اعتبره «حالة عقلية غير طبيعية مؤقتة».
فيما ربط الدكتور أنور الأتربي، أستاذ النفسية والعصبية بطب عين شمس، حادث قطار سمالوط بحادث قتل النائبة الأمريكية، قائلاً إن الحادثين يربطهما تعبير عن الغضب المكبوت ولكنه ليس له علاقة بالإرهاب الدولي.
ونصح الأتربي بضرورة إحلال العنف المستورد بالهدوء النفسي فضلاً عن أهمية الابتعاد عن الغوغائية، مشيراً إلى أن أمريكا تسعى الآن إلى البحث عن مصادر جلب الأسلحة للسيطرة على الوضع هناك وتجنب مثل ذلك الحادث مرة أخرى.
وأوضح الدكتور الأتربي أن الحل يكمن في نشر مراكز لدراسة العنف وأسبابه في المجتمع المصري، باستقدام الخبراء من المراكز العالمية لمشاركة أولادنا لمواجهة ما يحدث، مضيفاً أنه علينا «تعظيم دور الطب النفسي في الحياة المصرية من خلال الرقابة على ما يبث في وسائل الإعلام والسينما، حتى لا تكون سلاحاً للإرهابي».
وقال الدكتور إبراهيم حسين، طبيب نفسية وعصبية بجامعة عين شمس، إن الإنسان الحامل للسلاح عليه امتلال «مقومات نفسية معينة»، مشدداً على ضرورة عدم تعرضه لأي مرض نفسي سابق، وقال: عندما يسحبوا منه السلاح ثم يعاو حمله من جديد يعتبر «نقطة غامضة جداً في الحادث».
وأضاف: لو تعرض أي شخص لميول انتحارية أو حالات اكتئاب أو ضحك مستمرة، على القائمين في الجهة الأمنية سحب السلاح منه في الحال.
وتوقع إبراهيم تعرض مندوب الشرطة إلى «تعنيف» شديد من رئيسه بالعمل أو لإحباط شديد جداً أدى إلى التعبير عن غضبه بشكل «عنيف»، مضيفاً أن تلك الحالة تسمى «حالة هياج مؤقتة» بناء على هلاوس عقلية في صورة أوامر وهمية.