حول أسباب أزمة المرور فى شوارع الجيزة وأكتوبر وكيفية علاجها أجرت «المصرى اليوم» حوارا مع اللواء فهمى عبدالعزيز الهلباوى، مدير الإدارة العامة لمرور الجيزة، أكد فيه أن أهم الأسباب ناتج من كثافة السيارات وعدم توفير مواقف للأجرة واحتلال الباعة الجائلين الميادين وعدم الالتزام بتعليمات المرور، وغياب التمويل لمقترحات الحلول، أما ميدان الجيزة فيتردد عليه يوميا 5 آلاف سيارة أجرة وأتوبيسات النقل العام والجمعيات الأهلية رغم أن مساحته لا تتجاوز 3 آلاف متر، وكشف الهلباوى أن كوبرى صفط اللبن تم افتتاحه دون أن تكتمل خطته فتسبب فى أزمة فى شوارع الشهيد وثروت والجامعة، وكان مقرراً إغلاقه بعد الافتتاح لاستكمال خطة إنشاء أنفاق، وأن هناك خطة لمواجهة المشاكل قبل بدء الدراسة، أما «التوك توك» فلم نزل نستورده والناس ألغت التراخيص، وأوضح أن ضابط المرور يؤدى واجباته والعشرات منهم يتعرضون للقتل والإهانة يوميا وأن أزمة المرور فى الجيزة لا يمكن حلها إلا إذا تعاون المواطن والإدارة مع المحلية مع رجال شرطة المرور.
قال اللواء فهمى عبدالعزيز الهلباوى، مدير الإدارة العامة لمرور الجيزة، فى بداية حديثه إن شوارع الجيزة شهدت فترتين خلال شهر رمضان، أزمة مرورية ثم سيولة ففى بداية الشهر تم وضع خطة لتوزيع الضباط وتوجيههم بالإضافة إلى فرق الانتشار السريع وتشهد الميادين ازدحاماً شديدا خلال الـ15 يوما الأولى، أما الأزمة التى يشهدها ميدان الجيزة يوميا فسببها ضيق مساحة الميدان وانتشار الباعة الجائلين وكثرة سيارة الأجرة فهناك أكثر من 5 آلاف سيارة أجرة تدخل الميدان بالإضافة إلى أتوبيسات النقل العام والمساحة لا تتعدى 3 آلاف متر ويتم ركن سيارات داخلها.
واقترح الهلباوى أن يتم إنشاء جراج مكون من 5 طوابق، كل طابق يتسع لـ300 سيارة، وهذا يمكننا من القضاء على المواقف العشوائية التى ينشئها السائقون، لكن عندما نقدم الاقتراح لا توجد ميزانية للتمويل، أما الباعة الجائلون فعلى المحليات ومسؤولى المحافظة توفير أماكن بديلة يتم نقلهم إليها حتى يتمكنوا من ممارسة تجارتهم، ومنذ أيام تم شن حملة أمنية شاركت فيها جميع الإدارات بمديرية الأمن وتم رفع المخالفات والباعة الجائلين وبعد ساعات عاد الباعة إلى أماكنهم ولا تستطيع شرطة المرافق مواجهتهم.
وأكد أن سبب أزمة المرور فى شارع فيصل يعود إلى زيادة عدد السيارات وكونه شارع تجارياً، وأن هناك خطة سوف يتم تطبيقها قريبا بتحويل مسار جميع سيارات الأجرة فى شارع الهرم إلى الشارع الموازى شارع «ترسا» ورفع جميع الإشغالات، وعن أزمة «التوك توك» أكد أن هدف استيراد التوك توك كان توفير وسيلة سهلة لنقل المواطن داخل الحارات الضيقة والشوارع وفى المناطق العشوائية، لكن المشكلة تضخمت بصورة بشعة حتى انفجرت واعتبرها أصحابها كأنها مواصلة حقيقية وأصبحت تسير فى الشوارع الرئيسية مثل الهرم وفيصل والجيزة مما تسبب فى ازدحام شديد، وقرر المحافظ منح التراخيص قبل أحداث ثورة 25 يناير، وتم ترخيص 5 آلاف توك توك لنتمكن من تحديد خطوط السير لها، وبعد يناير تم فتح باب الترخيص مرة أخرى فلم يتقدم إلينا أحد وقام صاحب «التوك توك» الذى تم ترخيصه برفع اللوحات المعدنية، وطالب الهلباوى بتشديد العقوبة على المركبات التى تسير دون لوحات معدنية، ونفى ما تردد فى الفترة الماضية عن أنه تمت الاستعانة بالتوك توك عقب إضراب سائقى السرفيس فى شارعى الهرم وفيصل بل إنه تمت الاستعانة بـ20 أتوبيساً تابعة لهيئة النقل العام وتم وضع «مخبرين» داخل كل أتوبيس وفوجئنا بأصحاب سيارات الأجرة يتعدون على الأتوبيسات وينزلون المواطنين بالقوة، فلجأ الأهالى إلى التوك توك.
وشرح الهلباوى قيمة كاميرات المراقبة لأن الكاميرا الواحدة قيمتها مليون جنيه وتم إعداد 12 كاميرا فى شوارع وميادين الجيزة الرئيسية، الكاميرا الواحدة تدخل ما يقرب من 12 مليون جنيه إلى خزانة الدولة سنويا وعقب أحداث يوم 28 يناير قام أحد الضباط بالمحافظة على الكاميرا الموجودة فى شارع البطل أحمد عبدالعزيز وكتب عليها «لا للتخريب ونعم فى حب مصر ونعم للتغيير»، والذين يقومون بتخريب إشارات المرور ونزع اللافتات الخاصة بالإدارة من الشوارع منهم من يعمل سايس فى الميادين العامة ويستقطب المواطنين لركن سياراتهم وبائعى الخردة الذين يسرقون الحواجز الحديدية وأكشاك الجنود التى يحتمون بها ويبيعونها مقابل مبالغ رمزية.
وأكد مدير الإدارة العامة للمرور أنه جار تركيب 20 إشارة مرورية وكاميرات مراقبة فى مناطق حيوية وسيتم افتتاح كوبرى البطران بمحور اللبينى، الذى يربط القوس الغربى «حدائق الأهرام - آخر فيصل - وأول شارع الهرم بمحور المنيب»، وكانت هناك تعليمات بإغلاق محور صفط اللبن حتى يتم اكتمال مراحل تخطيطه من إنشاء أنفاق وهو ما سيحدث فى بداية العام الدراسى مثل أماكن تقاطع محور صفط ومصر والسودان حتى يتم تصريف الكثافة المرورية وسيتم إنشاء وحدة مرور فى منطقة الوراق حتى يتم تخفيف الضغط عن وحدة مرور العجوزة التى ستتسلمها الإدارة بعد إجازة عيد الفطر المبارك.
وأشار الهلباوى إلى أن الإدارة لم تخسر خلال الأحداث سوى مبنى وحدة مرور العجوزة وتم التعامل مع الموقف وإخفاء جميع الأوناش والمركبات التى تخص الإدارة ووضعها فى مكان آمن، كما تمت الاستعانة بدروع بشرية من الأهالى لحماية مبنى الإدارة فى الدقى وفيصل.
وأنهى حواره بأنه سوف يتم إنشاء قطاعات مرورية جديدة فى الجيزة بعد إعادة أكتوبر إليها وتوزيعها على المناطق والطرق الزراعية والصحراوية، يشرف عليها لواءان بدرجة وكيل إدارة، وأن خطة تأمين وتسهيل حركة المرور فى العيد سوف ترتكز على وجود ضباط وأمناء شرطة تابعين للإدارة فى الأماكن الحيوية مثل ميدان مصطفى محمود وجامع خاتم المرسلين وجامع الاستقامة فى ميدان الجيزة وميدان الحصرى فى 6 أكتوبر، بالإضافة إلى تأمين حديقتى الحيوان والأورمان، وتغيير مسارات السيارات الملاكى فى شارع الجامعة وتحويلها إلى شارعى الشهيد ومراد.