أجرت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية مقارنة بين حالة إسرائيل فى ظل فترة حكم نتنياهو الأولى التى بدأت عام 1996، وبين فترته الثانية، والتى بدأت منذ عامين حتى الآن، مشيرة إلى أنه بينما بقى رئيس الوزراء الإسرائيلى كما هو ثابتا وجامدا ومعارضا لعملية السلام دون أن يتغير، فإن إسرائيل تغيرت كثيرا خلال الفترة نفسها. وتشير المجلة إلى أن نتنياهو يعبر عن اليمين الصهيونى التقليدى، وأنه أصبح لا يعبر عن المجتمع الإسرائيلى بشكله الحالى، مضيفة أن تغييرات كبيرة حدثت بين 1996 و2011، لعل أهمها أن أعداد الإسرائيليين زادت من 5.7 مليون إلى 7.75 مليون شخص، وهو ما يرجع بالأساس إلى معدل النمو السكانى الكبير بين المتدينين اليهود، الذين زادت نسبتهم من 3% من السكان إلى 10% حاليا، وعرب 48 الذين زادت أعدادهم من 1.03 مليون إلى 1.53.
وتشير التقديرات إلى أن أطفال «الحرديم» (اليهود المتدينين) سيبلغون ربع سكان إسرائيل بحلول عام 2028، وأن المدارس التابعة لحركة «شاس» الدينية بدأت تنافس النظام الحكومى المدرسى بشدة، ويشكل النمو السكانى المضطرد لليهود المتدينين والعرب تهديدا لقوة العمل فى إسرائيل، خاصة أن 40% فقط من الرجال المتدينين اليهود يعملون بينما تعمل 19% فقط من نساء عرب 48. ويتخوف الكثير من النخب العلمانية فى إسرائيل من احتمال تراجع الديمقراطية فى إسرائيل بسبب انغلاق العديد من المجتمعات والأعراق على بعضها بعيدا عن المجتمع سواء المتدينين الأرثوذكس والمتدينين التقليديين والعرب والمتحدثين بالروسية وغيرهم، ليتحولوا إلى مجتمعات مغلقة (كانتونات)، مما يؤثر على وحدة البلاد وقدرتها على ممارسة الديمقراطية بشكل سليم لاسيما مع التمييز المنهجى الذى تمارسه الدولة ضد بعض تلك الفئات.
وأشارت «فورين أفيرز» أيضا إلى أن أعداد الجنود المتدينين وتواجدهم بين قيادات الجيش الإسرائيلى تزايدت بشدة فى الفترة الأخيرة، بينما كانوا يمتنعون عن دخول الجيش حتى بداية التسعينيات من القرن الماضى.