أكد الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أن مصر ستظل وطنا عزيزًا لكل المصريين تحميها قوات مسلحة وطنية يمتلك رجالها البسالة والشجاعة والقدرة على تنفيذ المهام بكفاءة واقتدار.
وقال «صبحي» خلال الاحتفال بانتهاء فترة الإعداد العسكري لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية دفعة المشير الراحل محمد عبدالحليم أبوغزالة، الدفعات 113 حربية و71 بحرية و86 جوية و58 فنية عسكرية و48 دفاع جوي و48 معهد فني، الخميس، إن رجال القوات المسلحة يؤمنون بأنهم جزء أصيل من شعب مصر، وأنهم أبناء كل المصريين القادرين على مواجهة ما اعترى مسيرة الوطن من أزمات عاش أشد منها وأقسى، وتغلب عليها وخرج منها أكبر قوة وقدرة على مواجهة الشدائد والمحن بوقوف شعبه صفًا واحدًا وروحًا واحدة ملتفًا حول راية الوطن.
وشدد وزير الدفاع على أن «مصر تعيش ميلادًا جديدًا لدولة حديثة السيادة فيها للشعب ولا سيادة على أرض مصر إلا لشعب مصر، وقواتها المسلحة تثبت في كل يوم ولاءها لمصر ولشعبها، وأن رجال القوات المسلحة ماضون في تحمل مسؤولياتهم بالتعاون مع رجال الشرطة البواسل للتصدي لكل يحاول المساس بمقدرات الوطن وأمان شعبه، واثقون في القدرة على مواجهة التحديات والتغلب عليها، مؤيدون بعزم كل المصريين وتصميمهم على اجتثاث كل صور التطرف والإرهاب الذي يهدد الوطن وشعبة فلا تهاون مع من يحاول العبث باستقرار الوطن ومصالح شعبه ومقدراته».
وأضاف القائد العام: «لقد أكدت مصر طوال تاريخها أنها سند لأمتها العربية بتوجهها القومي الدائم لعلاقتها مع الدول العربية الشقيقة، وفي هذا الإطار فإن القوات المسلحة كانت وستظل على استعداد دائم بالترحيب بانضمام دارسين من الدول العربية الشقيقة بكلياتها ومعاهدها العسكرية إيمانًا منها بأن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ»، مرحبا بالدارسين من الدول العربية الشقيقة بكلياتنا العسكرية التعليمية جنبا إلى جنب مع زملائهم من أبناء مصر، متمنيًا لهم التوفيق ولدولهم الشقيقة كل تقدم وازدهار.
كما وجه رسالة إلى الطلبة الجدد قائلا خلالها «لقد آثرتم الانضمام إلى الكليات والمعاهد العسكرية لتصبحوا ضباطًا بقوات مصر المسلحة فاليوم وأنتم تخطون أولى خطواتكم نحو الحياة العسكرية بكل مهامها ومسؤوليتها الكبار، اعلموا أن كليات ومعاهد القوات المسلحة التعليمية قلاع وحصون للوطنية منذ أكثر من قرنين من الزمان تتعلم الأجيال أسمى قيم الوطنية ومبادئها النبيلة وتؤكد في نفوسهم روح التضحية والفداء ونكران الذات تخرج فيها رجال حموا الوطن وصانوا للشعب أمنه واستقراره بكل البذل والعطاء والتفاني في أداء الواجب المقدس لتظل القوات المسلحة قوية بأبنائها جيلا من بعد جيل واليوم تقفون أمامنا على أرض سبق أن وقف عليها قبلكم أجيال قصت معاني جليلة خلدتها ذاكرة القوات المسلحة المصرية لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فلم يبخلوا بغال أو نفيس في سبيل رفعه وطنهم المفدى».
وتابع «إننا نشد على أياديكم ونؤكد اعتزازنا بكم وبشباب الوطن كله الذين يتواصل بهم عطاء الأجيال حفاظًا على مجد الوطن وصونا لعزته وضمانا حقيقيا لحركة المجتمع نحو الغد الأفضل بما يملكونه من سواعد فتية وطاقات خلاقة متجددة وولاء للوطن وذلك بأنكم أصبحتم اليوم جزءًا من الحاضر وأمل المستقبل بكل طموحاته وأمانيه».
حضر مراسم الاحتفال الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وقادة القوات المسلحة والشرطة المدنية وعدد من الملحقين العسكريين ومديري الكليات العسكرية السابقين وعدد من طلبة الجامعات وأسر الطلبة المستجدين، فيما تضم الدفعات نخبة من الدارسين الوافدين من الدول العربية الشقيقة بكل من الكويت والمملكة العربية السعودية وفلسطين والصومال ودولة جنوب السودان.
وشملت مراسم الاحتفال عرضًا متحركًا تضمن لمحات من الأنشطةِ المختلفة التي تم التدريب عليها أثناء فترة الإعداد العسكري والتي تصور يومًا في حياة الطالب داخل الكلية الحربية، وأوجه الرعاية المقدمة لهم، أظهرت نتاج تحولهم من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية.
وقدم مجموعات من الطلبة المستجدين عرضًا رياضيًا تضمن مجموعة من التمرينات والمهارات الرياضية المختلفة التي يتم التدريب عليها داخل الكليات والمعاهد العسكرية شملت رياضة الكاراتيه والمصارعة والجودو والملاكمة كإحدى وسائل الدفاع عن النفس وتنفيذ قفزة الثقة واجتياز الموانع والدراجات الهوائية وكمال الأجسام، وبعض التمارين المبتكرة لرفع الكفاءة البدنية للطالب تسلق الحبل وتنفيذ تمرين العقلة وأداء التمرينات باستخدام الأجهزة الرياضية المختلفة لزيادة القوة العضلية والقدرة على التحمل بطرق مبتكرة، عكست المرونة وخفة الحركة والانضباط في الأداء في تنافس شريف يعكس الروح المعنوية العالية لمقاتلي الكليات العسكرية، وجسد الطلبة بأجسادهم رقم دفعتهم «113» حربية.
واستعرض الطلبة مدى ما اكتسبوه خلال فترة الإعداد العسكري من المهارات القتالية والتكتيكات الصغرى وفنون الاشتباك والدفاع عن النفس والسيطرة على الخصم، ومهارات الميدان واجتياز وعبور الموانع الثابتة والمتحركة متدرجة الصعوبة، وقدم الطلبة صورة أخرى للجرأة والشجاعة والإقدام من خلال مهارات التعامل مع المركبات المدرعة المعادية من الحركة والسيطرة عليها وتدميرها والتعامل مع المواقف الطارئة، أظهرت مدى ما وصل إليه طلبة القسم الأساسي من قوة ومهارة في تنفيذ المهام بكفاءة عالية تحت مختلف الظروف.
كما شهدت المراسم عرضا للمهارات الأساسية للفرد المقاتل في الاستخدام والفك والتركيب للأسلحة الصغيرة في الأحوال العادية، وهم معصوبو الأعين وأثناء ارتداء القناع الواقي، ومهارات تنفيذ الرمايات على الأهداف الثابتة والمتحركة، باستخدام أوضاع الرمي المختلفة، والتعامل مع جميع العدائيات بحرفية منقطعة النظير.
وقدم مجموعة من الطلبة عرضا لمهارات التعليم الأولي أظهرت مدى ما يتمتعون به من مهارة فائقة وقدرة على العمل بروح الفريق التي تؤهلهم لتنفيذ مختلف المهام.
وفي لمسة وفاء لأحد رواد العسكرية المصرية والذي أطلق اسمه على الدفعة 113 الجديدة، تم عرض فيلم تسجيلي أعدته إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة تضمن السيرة الذاتية للمشير محمد عبدالحليم أبوغزالة القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الراحل، تناول مسيرته الحافلة بالعمل والعطاء لبناء وتطوير القدرات القتالية والفنية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة خلال توليه المسؤولية.
واختتمت العروض بالعرض العسكري الذي شاركت فيه مجموعات من طلبة الكلية الحربية والطلبة المستجدين من الكليات والمعاهد العسكرية المختلفة يتقدمهم حملة الأعلام.
وأعلن كبير معلمي الكلية الحربية نتيجة مرحلة انتهاء فترة الإعداد العسكري لطلبة الكليات العسكرية والمعهد الفني للقوات المسلحة حيث بلغت نسبة النجاح 100%.
كما كرم الفريق أول صدقي صبحي المتفوقين وأوائل الطلبة المستجدين من طلبة الكليات العسكرية تقديرا لتميزهم العلمي والرياضي خلال فترة الإعداد العسكري بالكلية الحربية.
وألقى اللواء أركان حرب جمال أبوإسماعيل، مدير الكلية الحربية، كلمة جاء فيها: «نُرحب بكم في مهد العسكرية المصرية الكلية الحربية مصنع الرجال وعرين الأبطال والقَلب النابض للقوات المسلحة الباسلة والتي تمتد بجذورها عبر التاريخ، والتواجد بين المقاتلين الأوفياء الذين يفخرون بانتمائهم لأشرف جيش وأقسموا على الزود عن ثرى مصر المقدس، وتخليدًا لتقاليدنًا العسكرية العريقة بالاحتفال بانتهاء فترة الإعداد العسكري للدفعة «113» حربية وما يعادلها من الكليات العسكرية والمعهد الفني للقوات المسلحة، دفعة المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة».
وأشار إلى رؤية القيادة العامة الطموحة من أجل تطوير العملية التعليمية في الكليات والمعاهد العسكرية لتمتلك أحدث النظم والتقنيات الحديثة فقد تم اختيار هذه الدفعة من بين أكثر من مائة ألف طالب من شباب مصر الأوفياء وفقا لمنظومة علمية ومعايير دقيقة وضعت لتحقق التنافس الشريف دون تحيز أو تمييز.
وأكد أن «هؤلاء المقاتلين رغم حداثة أعمارهم مثالًا للإصرار والمثابرة والثقة في النفس أثناء الاختبارات وأصبحوا أكثر إصرارًا وإقداما بعد انضمامهم لنيل شرف الالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية، وأن يكونوا جندًا من خير أجناد الأرض بعد أن أمضى هؤلاء المقاتلين التدريب المتواصل الجاد وفق منظومة متكاملة وضعت على أسس علمية متدرجة المستوى للارتقاء بمستوى الطالب المقاتل «بدنيا وفكريًا ونفسيًا وعسكريًا»، ليكونوا إضافة قوية ودماءً جديدة تضخ في جسد قواتنا المسلحة الباسلة لتزيدها قوة على قوتها».
وأشار إلى حرص الكلية على بناء شخصية الطالب المقاتل ليكون على أعلى درجات الصبر والجلد وقوة التحمل والوعي والإدراك والولاء والانتماء للقوات المسلحة ومصرنا الغالية، في إطار من الانضباط العسكري ليكون المثل والقدوة للشباب المصري في جميع المجالات.
وأكد أن «ما شاهدناه اليوم يزيدنا فخرًا وإعزازًا بهؤلاء المقاتلين وهم الآن جاهزون للانتقال إلى كلياتهم ومعاهدهم العسكرية لاستكمال منظومة الإعداد في قواتنا المسلحة، فهم «طلبة اليوم- وضباط الغد- وقادة المستقبل» يتسلحون بالعلم والمعرفة اتسمت أخلاقهم بالعقيدة الراسخة والهوية المصرية الوطنية».
وفي نهاية الاحتفال نقل الفريق أول صدقي صبحي رسالة تقدير واعتزاز من الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة لأسر الطلبة على الجهد الذي بذلوه في تنشئة هذا الجيل من أبناء الوطن على القيم والمبادئ الأصيلة لشعب مصر العظيم حتى شبوا شبابا يافعا مسلحا بالوطنية وحسن الانتماء لمصرنا الغالية.
وهنأ الطلبة على ما حققوه من انجاز طوال الفترة الماضية وأكدوا خلالها تحليهم بالخلق العظيم والانضباط القويم واستعدادهم لتحمل المسؤولية الوطنية في حماية مصر والدفاع عنها.
ومن جانبهم أكد الطلاب المنتهية فترة إعدادهم، أن الحياة العسكرية غيرت كثيرًا في شخصيتهم، من حيث التحلي بالانضباط والالتزام وتقدير قيمة الوقت.
وقال الطالب نجاد باسم من أوائل طلبة القسم الأساسي، إنه يعشق الحياة العسكرية، مؤكدا أن اتباعه تعليمات قادته والالتزام هي أهم العوامل التي أهلته للحصول على المراتب المتقدمة بين زملائه.
فيما أكد الطالب مروان أسامة، من الكلية البحرية، أن الحياة العسكرية علمته الانضباط وأن يضع أمام عينه دائمًا بأن يكون قدوة لمن حوله حتى يتمكن من أن يكون ضمن الصفوف الأولى بين أقرانه، وأن يكون قادرًا على تحمل مسؤولياته في أي موقع حتى يستطيع خدمة وطنه الغالي.
وأشار بسام أحمد، من طلاب كلية الدفاع الجوي، إلى أن الانتماء للكليات العسكرية تعد إضافة كبيرة، وأن ذلك تطلب مجهودًا كبيرًا خاصة في البداية، وأنه وزملاءه حريصون على أن يكونوا قدوة في الانضباط والعمل الجاد والتدريب من أجل تنفيذ كل ما يكلفون به من مهام داخل كلياتهم وبعد التخرج.
وأكد الطالب أحمد عادل من كلية الطب العسكري أنه آثر الانضمام إلى كلية الطب لما تحمله من رسالة سامية كضابط مقاتل وفي الوقت ذاته طبيبًا يقدم كل الجهد من أجل علاج أبناء الشعب المصري.
وقال الطالب محمد أشرف، من الكلية الجوية، إن الانتماء إلى الكلية الجوية شرف عظيم حلم به منذ طفولته، ليكون أحد نسور القوات المسلحة التي تحمي سماء مصر.
وأكد الطالب أحمد عبدالله، من المعهد الفني للقوات المسلحة، أن الوصول إلى هذا المكان لا يأتي إلا بالاجتهاد والعمل والعزيمة والإرادة القوية، مشيرًا إلى أنه سيظل خادمًا لبلده طوال مدة خدمته حتى لو تطلب الأمر الدفاع عنها بروحه.