على مدار أسبوع تحولت مدينة لاس فيجاس الأمريكية إلى عاصمة تقنية وخطفت أنظار محبى «سيلكون ڤالى» بعد استضافتها لمعرض المنتجات الالكترونية CES، هذا الأسبوع تستكمل المدينة الأمريكية رحلتها فى عالم الابتكار والتقنيات بإطلاق أولى خدمات النقل العام ذاتية القيادة على طرقها العامة. الأوتوبيسات التى يتم تشغيلها الآن على طرق لاس فيجاس هى نتاج شراكة بين صانع الأوتوبيسات Navya والشركة المتخصصة فى الخدمات اللوجستية لأساطيل السيارات Keolis ومدينة لاس فيجاس، وقد بدأت الخدمة بالفعل فى نقل الأفراد الأسبوع الماضى على طول شارع Fremont الشهير فى مدينة لاس فيجاس. وسيستمر تشغيل المسار ما بين 11 و20 يناير، وسيستخدم أوتوبيسات ARMA التى تنتجها شركة Navya، والتى خضعت سابقا لاختبار فى الولايات المتحدة داخل مرفق تم تخصيصه للاختبارات فى جامعة MCity بولاية ميتشيجان، وهى نفس الأوتوبيسات التى كانت الشركة قد قامت بتشغيلها بالفعل فى فرنسا منذ عام 2015. الاختبار هو جزء من جهود مدينة لاس فيجاس لإنشاء منطقة محددة فى مركز المدينة الحضرى لاختبار السيارات الذاتية والمتصلة. وقد استثمرت لاس فيجاس أيضا بشكل كبير فى البنية التحتية المتصلة، بما فى ذلك ربط إشارات المرور فى جميع أنحاء منطقة وسط المدينة. تقنيات القيادة الذاتية التى يتم تشغيلها على طرق محددة قد تكون عواقبها منخفضة المخاطر نسبيا بالنسبة للشركات التى تعمل على تطوير تلك التقنيات، لأن هناك عددا أقل من المتغيرات التى تأخذ بعين الاعتبار بالمقارنة مع التقنيات التى يجب تطويرها للسيارات ذاتية القيادة التى من المطلوب منها أن تتجول بحرية حول الطرق دون المسارات المحددة. البينة التحتية المتصلة تلعب دورا مهما جدا فى تطوير تلك التقنيات أيضا، لأنها توفر للسيارة ذاتية القياد كما هائلا من المعلومات والبيانات الأساسية التى من المهم حسابها قبل اتخاذ القرارات المتعلقة بالقيادة والطريق مثل السرعة وتحديد المسافات والالتفاف والتجاوز والخروج من الحارة المرورية. فى الوقت الحالى تسير أوتوبيسات Navya بسرعة محددة وتقل عدد قليل من الركاب عبر مسار قصير بالنسبة لمسارات أوتوبيسات النقل العام التقليدية، إلا أن التشغيل الاختبارى على مدار 9 أيام سيكون من شأنه توفير الكثير من الخبرات للشركتين لكى يتم التوسع فى تطوير تلك التقنيات واستخدامها فى مدن وحتى دول أخرى حول العالم.