بعد الكثير من المفاجآت المؤسفة والمحيرة فى المراحل الأربعة الأولى من رالى داكار، استكمل الرالى فعالياته خلال باقى المدن لاختبار معادن السائقين وسياراتهم، وللإعلان عن الأفضل فى كل فئة. أبدى سام ساندرلاند قدرات ملاحية رائعة، مكنته من استغلال مشاكل منافسيه لصالحه فى مرحلة خاصة تم تقليصها لـ219 كيلومترا بسبب سوء الأحوال الجوية. أما عن سيباستيان لوب فكانت المرحلة الخامسة له هى الفوز الثانى فى فئته التسابقية هذا العام. حافظ ساندرلاند على الأداء ثابتا منذ بداية الرالى وكان الجمهور ينتظر رؤيته يضرب ضربته القوية.
الأمر الذى حققه بالفعل بفوزه بالمرحلة الخامسة من الرالى، محققا بذلك فوزه الثانى فى داكار، كما أنه الدراج الوحيد الذى لم يتوه خلال ملاحته على طرقات بوليفيا غير الممهدة. ولكن نجمة المرحلة بلا شك كانت سيارة پيچو بقيادة روماين دوماس. يشارك الفرنسى فى الرالى للمرة الثالثة له ويحسن سمعته فى كل مشاركة له فى أى من المراحل. جدير بالذكر أن الصانع الفرنسى يشارك بأربع سيارات فى الرالى للتأكد من الوصول لمنصة التتويج على الأقل مرة واحدة فى كل مرحلة. ولكن الواقع هو أن السيارة الخامسة من الصانع، والتى تشارك فى الرالى بفريق مستقل عن الشركة ساهمت فى أن تكون 4 سيارات من أول 5 سيارات تنهى السباق تحمل رمز الأسد الفرنسى الشهير. ترقب الجميع وصول المرحلة السادسة لتلاشى جميع التوقعات أمام أحداث الرالى. ولكن للأسف تم إلغاء المرحلة برمتها بسبب الأحوال الجوية غير الآمنة. مما أعطى السائقين والفرق بعض الوقت للاستراحة، وتجهيز سياراتهم أكثر لما تبقى من الصراع العنيف. ورحل الرالى عن «لاباز»، العاصمة الأكثر ارتفاعا فى العالم عن سطح البحر متجها نحو إحدى المناطق المفضلة لعشاق السيارات أيضا. مسطحات سالار دو يونى المالحة. ولكن من الواضح أن الطقس كان ضد المنظمين هذا العام، حيث اضطرهم لتقليص طول المرحلة مرة أخرى لعدم تعريض حياة المشاركين للخطر. ولكن فى الوقت ذاته وفرت الطرق المثالية لتوسيع الفوارق الزمنية مما اعتبره السائقون والفرق عنصرا إيجابيا خاصة هؤلاء ممن كان عليهم العودة للمخيم بعد انتهاء المرحلة لصيانة ماكيناتهم طوال الليل قبل الانطلاقة اللاحقة. سطع نجم الأسترالى تود سميث ذو الـ31 عاما فى المرحلة الثانية تحديدا. مشاركته على دراجة KTM المستقلة أبعدت عنه أعين الكثير من المتابعين، ربما هذا ما جعله لا يتخيل أنه سينضم للمقدمة فى هذا الوقت المبكر سيرجع الكثير السبب فى هذا لأن الرالى دفع عددا كبيرا من المشاركين على الانسحاب ولكن العبرة فى نهاية السباق. فى مرحلة الـmarathon stage .. أنهى ميكو هيرفونين سباقه فى المركز الرابع مما مكنه من الحفاظ على مركزه فى الترتيب العام. ولكن جاء هذا بعد صراع مقلق فى الكيلومترات الـ8 الأخيرة، حين انفجر أحد إطاراته بعد ارتطامه بصخرة على جانب المسار. تعارضا مع الخطة الموضوعة من المنظمين مرة أخرى، فاض نهر فى الطريق لـسالتا دو يونوى. وتم إطلاق المرحلة الخاصة الاولى للسباق كما هو معلن، على أن يتوقف السباق عند النقطة 174كم من المرحلة لكل الفئات ومن ثم يتم إعادة بدء السباق مرة أخرى من النقطة 246,3 كم. أما عن الشاحنات فشاركت فى الجزء الأول فقط. تخلص خوان باريدا من ضغوط الترتيب العام وفتح أمامه الطريق للتسابق بحرية والاستمتاع بتربعه على القمة على الأقل ولو مؤقتا. وهو ما وضعه فى حالة نفسية رائعة مكنته من الفوز للمرة الثانية فى 2017 بفارق كبير عن باقى دراجات KTM، بما فيهم سام ساندرلاند. فى فئة السيارات، استغل سيباستيان لوب مركز انطلاقه خلف بيترهانسيل ليتغلب على زميله فى الفريق ويحصد المركز الأول فى المرحلة، وفوزه الثالث فى 2017، النتيجة التى لم يتمكن من تحقيقها أى من السائقين حتى الآن مما وضعه أيضا على المركز الأول فى الترتيب العام للسائقين. حين بدأ المنظمون باستقبال الدراجين عند خط النهاية، لاحظوا اسما غريبا يدعى والتر نوسيجليا. دراج من بوليفيا يشارك فى الرالى على متن دراجة هوندا بصفة مستقلة. ما لفت نظرهم هو أن هذه هى المشاركة الأولى على الإطلاق للمبتدئ. ووصوله للمرحلة التاسعة فى المشاركة الأولى فى حد ذاته أمر يبعث على الاحترام. ولكن إنهائها فى المركز الـ14 بفارق أقل من 15 دقيقة على باريدا! هذا ما لم يجدوا له تفسيرا سوى أن هذا الدراج قد يكون مؤشرا لأمر من اثنين، إما حظ مبتدئين، وهو أمر لا يؤمن به المحترفون. أو أن معدنه من نفس أصل معادن هؤلاء الذين يشقون مسيرة تاريخية فى السلسلة، وهو ادعاء لا يمكن سوى للوقت أن يثبت إما صحته أو بطلانه. انطلق الرالى لمدينة سان خوان الأرجنتينية. احتدت المواقف بين المنافسين مع اقتراب المرحلة النهائية. ومع بقاء 499 كم على نهاية المرحلة الخاصة الأولى بين تشيلاسيتو وسان خوان، ومرحلتين فقط لتعديل الأوضاع فى الترتيب العام كان على كل سائق التركيز بقوة لكى لا يخسروا أى مما حققوه حتى تلك المرحلة. بداية اليوم لم تكن معتادة للسائقين، واختبرت قدراتهم الجسدية بعنف بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وقد شكل هذا الطقس تحديا للجميع خاصة بعد اعتياده الأجواء الباردة فى الارتفاعات الشاهقة للمراحل السابقة. نتج عن ذلك الكثير من القيادات السريعة، والكثير من المواقف المثيرة. فى مشاركته الرابعة بالرالى، وبعد أن أظهر الكثير من القدرات غير المتوقعة فى آسونسيون، ظن مايكل ميتجى أنه تمكن من التغلب على زميله خوان باريدا، وجنى فوزه الأول فى مرحلة بالسباق، ولكن فى النهاية كان الفوز من نصيب الأسبانى بسبب إغفال زميله لبعض النقاط المحددة على المسار، محملا نفسه بذلك بعض العقوبات الزمنية فى الترتيب العام. فى فئة السيارات شعر لوب وكأنه فى موطنه الأصلى لكثرة التشابهات بين المرحلة العاشرة ومراحل بطولة العالم للراليات WRC التى حصد فيها 9 بطولات فى المجمل. تمكن الفرنسى –بشكل مبهر- من تخطى ديبريه واحتلال المركز الأول فى الترتيب العام للفئة، على الرغم من أن ديبريه أمضى معظم المراحل السابقة محاولا إبعاد منافسيه عنه باستغلال قدراته الملاحية القوية.