على أثر صدور قرار تقسيم فلسطين وجه علماء الأزهر نداء إلى الأمة العربية بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين ومما جاء فيه: «يا معشر المسلمين، قضى الأمر، وتألبت عوامل البغى والطغيان على فلسطين وفيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومنتهى إسراء خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه إن قرار الأمم المتحدة قرار من هيئة لا تملكه وهو باطل جائر، ففلسطين ملك العرب والمسلمين وستبقى ملك لهم وإن التاريخ لعائد سيرته الأولى، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فأعدوا فيما بينكم كتائب الجهاد، وقوموا بفرض الله عليكم، واعلموا أن الجهاد الآن قد أصبح فرض عين على كل قادر بنفسه أو بماله، وأن من يتخلف عن هذا الواجب فقد باء بغضب من الله وإثم عظيم.الجهاد، الجهاد، الجهاد، والله معكم».
كان هذا هو النداء الذي وجهه علماء الأزهر للأمة العربية، وكان الشيخ محمد مأمون الشناوي شيخ الأزهر على رأس الموقعين ومعه محمد حسنين مخلوف وعبدالمجيد سليم مفتى الديار المصرية وعدد ضخم من علماء الأزهر ومدرسيه وطلابه في ربوع مصر، أما عن سيرة الشيخ مأمون نفسه فهو مولود في 10 أغسطس 1878فى قرية «الزرقا» بمحافظة «الدقهلية».
ونشأ في بيت علم وصلاح، فأبوه كان عالمًا جليلا وأخوه الأكبر سيد الشناوى المتخرج في الأزهر، وعمل بالقضاء الشرعى، ثم تولى رئاسة المحكمة الشرعية العليا، والمعروف أن الشيخ سيد الشناوى هو والد الصحفيين والشاعرين الكبيرين مأمون وكامل الشناوى التحق الشيخ محمد مأمون الشناوى بالكتاب، وبعد حفظه للقرآن وتلقيه مبادئ القراءة والكتابة التحق بالأزهر وحصل على العالمية سنة 1906وعُين مدرسًا بمعهد الإسكندرية الدينى، ثم اختير إمامًا للسراى الملكيةعين عميدا لكلية الشريعة ثم عضوا في جماعة كبار العلماء سنة 1943، فوكيلا للأزهر مع رئاسته للجنة الفتوى سنة 1944م، و»زي النهارده «في 18 يناير 1948م عين شيخا للأزهر وعمل على توسيع دائرةالبعثات للعالم الإسلامى.
وأرسل النوابغ لإنجلترا لتعلم اللغة الإنجليزية توطئة لإيفادهم إلى البلاد الإسلامية التي تتخاطب بالإنجليزية، كما أفسح المجال أمام الوافدين إلى الأزهر من طلاب البعوث ويسر لهم الإقامة والدراسة وظل يضغط على الحكومة لإلغاء البغاء في مصر حتى نجح، أرسل بعثة من العلماء إلى إنجلترا لدراسة الإنجليزية ليتعاملوا بها في البلاد الأجنبية إلى أن لقى ربه في 4 سبتمبر 1950.