يوم الامتحان.. هذا هو لسان حال كل المصريين الذين تتجه أنظارهم الليلة عند الساعة التاسعة بتوقيت القاهرة صوب ستاد بورت جنتى الذى يسع 20 ألف متفرج، حيث المواجهة الصعبة لمنتخب الفراعنة مع مالى فى أولى مباريات المجموعة الرابعة ببطولة الأمم الأفريقية.
ربما تكون الثقة والابتسامة الهادئة هما السمة المميزة لأفراد البعثة المصرية منذ أن حضرت لمدينة بورت جنتى وهى ثانى أكبر مدينة فى الجابون بعد العاصمة ليبرفيل، لكن الجميع يدرك تماماً مدى أهمية ضربة البداية، فهى إما أن تكون دافعاً للأمام، فتعطى اللاعبين الثقة بالنفس وبعض هدوء الأعصاب، وإما أن تضع الجميع تحت عبء التوتر النفسى، والضغوط العصبية انتظاراً للمباراتين التاليتين أمام أوغندا، ثم غانا.
«جئنا من أجل الفوز».. «حضرنا للمنافسة على اللقب».. «نريد رسم بسمة على وجوه الجماهير».. عناوين حملتها وسائل الإعلام لمسؤولى البعثة وعدد من اللاعبين فى الأيام الماضية، لكن الأمر على أرض الواقع مخالف تماما للأمنيات والكلمات، فكل المحاور الممكنة للمواجهة صعبة. فواقعياً، يضم منتخب مالى جيشاً من اللاعبين المحترفين فى أوروبا، يمتلكون الخبرات الكافية لمواجهة مهارات لاعبى الفراعنة وصد طموحاتهم.
وتاريخياً، الأمر صعب أيضاً على أبناء النيل، حيث التقى المنتخبان «رسميا» ثلاث مرات، الأولى، عام 1993 فى تصفيات أمم أفريقيا وفازت مصر بمباراة الذهاب ٢/١، وفازت مالى فى العودة بنفس النتيجة، فيما كانت المواجهه الأخيرة، بدور الثمانية ببطولة أمم أفريقيا وفازت مالى
بهدف للاشىء.
كما تقابل الفريقان وديا 6 مرات، فازت مصر 3 مرات، ومالى مرتين، وتعادلا مباراة واحدة.
ورغم أن تاريخ المواجهات يصعّب مهمة الفراعنة، إلا أن تاريخ المنتخب المصرى، أفضل بكثير مقارنة بمنافسه الذى لم يتأهل للمباراة النهائية فى أمم أفريقيا إلا مرة واحدة، وحصل على مركز الوصيف، فيما حقق المنتخب المصرى الفوز باللقب سبع مرات، وهو رقم قياسى لأى منتخب فى القارة السمراء، وهو ما جعل كل الخبراء يرشحون مصر للفوز باللقب، أو على أقل تقدير يكون أحد المنتخبين صاحبى بطاقتى التأهل لدور الثمانية.
تأهل مصر كان بجدارة واستحقاق بعد أن نجح فى إقصاء المنتخب النيجيرى القوى من مجموعته وصعد للنهائيات على حسابه، فيما كانت مجموعة المنتخب المالى فى التصفيات سهلة نسبياً، فضمت معه جنوب السودان، وبنين، غينيا الاستوائية. يمتلك كل فريق مديرا فنيا متميزا، فالمنتخب المصرى يدربه هيكتور كوبر، صاحب الصولات والجولات فى كبرى الأندية الأوروبية على رأسها إنتر ميلان، وفالنسيا الإسبانى، فيما يدرب الفريق المنافس، الفرنسى، آلان جريس أحد نجوم منتخب الديوك فى الثمانينات، وسبق له تدريب منتخب السنغال وفاز معه على الفراعنة مرتين.
وفنياً، يمتلك المنتخب المصرى ترسانة من الأسلحة الهجومية، وعددا متميزا من النجوم الراغبين فى حفر أسمائهم فى تاريخ اللعبة.
كوبر لا يرغب فى تغيير طريقة لعبه المعتادة، مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة، لهذا فإنه من المنتظر أن يستغل كوبر أوراقه الرابحة مثل محمد صلاح وتريزيجيه وعبدالله السعيد لدك حصون المنافس الذى يعتبر خط دفاعه أضعف خطوطه مقارنة بخطى الوسط والهجوم.
ووفقاً للتدريبات الأخيرة للمنتخب، فإن الجهاز الفنى ركز على الكرات الأرضية، وفتح الثغرات من خلال الجبهة اليمنى بواسطة محمد صلاح، ويعاونه فيها دفاعياً أحمد فتحى، وفى الجهة اليسرى تريزيجيه، وسيكون عبدالله السعيد العقل المفكر فى خط الوسط، وقائد خطوط الإمداد الهجومى للاعبين، من خلال دقة تمريراته، بالإضافة أيضاً لاستغلال إجادته التصويب من خارج منطقة الجزاء.
ويبقى رأس الحربة، حيث كان كوبر حتى اللحظات الأخيرة يفاضل بين مروان محسن، أو محمود كهربا، وكلاهما له مميزات متعددة، فمروان محسن، يجيد اللعب داخل الصندوق، وألعاب الهواء، فيما يملك كهربا سرعة ومهارة كبيريتين، وفى حالة إشراك أحدهما من البداية سيكون الثانى هو البديل فى الشوط الثانى، فى حالة تقدم المنافس. وفى خط الوسط لا خلاف على كل من محمد الننى، وطارق حامد، وبدت أهمية هذا المركز خلال التدريبات الأخيرة التى حرص خلالها كوبر على الانفراد بلاعبى الوسط لمنحهم تعليماته، حيث يدرك جيداً مدى خطورة لاعبى الهجوم فى الفريق المنافس، وفى اليمين أحمد فتحى، واليسار محمد عبدالشافى، وفى قلب الدفاع سعد الدين سمير، وعلى جبر، وفى حراسة المرمى، عصام الحضرى.
على الجانب الآخر، يسعى المنتخب المالى لتحقيق الفوز، على الرغم من إدراكه صعوبة المهمة، وكان الفريق وصل إلى مدينة بورت جنتى فى نفس يوم وصول منتخب الفراعنة، وفضل مديرهم الفنى منح لاعبيه بعض الراحة بسبب حالة الإرهاق التى طاردتهم جراء عناء السفر الطويل.
ويضم الفريق عددا من العناصر المتميزة مثل ساميا سوف المحترف بنادى قيصرى سبور التركى، وكوسى ماليما المهاجم والمحترف فى الدورى البرتغالى، وبكارى ساكو بنادى كريستال بالاس الإنجليزى، وأداما تراورى، بنادى موناكو الفرنسى، وغيرهم من جيش اللاعبين المحترفين فى الدوريات الأوروبية.
وأعلن المنسق العام للمباراة فى الاجتماع الفنى أن الفريق المالى سيرتدى الزى الأصفر كاملا ويرتدى حارس مرماه اللون الأزرق.. أما الفريق المصرى فيلعب بالزى التقليدى الأحمر والأبيض والأسود ويرتدى حارس مرماه الزى الأخضر.. وطالب المنسق بضرورة تواجد مسؤول غرف الملابس بساعتين على الأكثر وترتيب الملابس فى الغرفة المخصصة حتى يتمكن تليفزيون الكاف من تصوير غرفة ملابس كل فريق قبل وصول اللاعبين، وفى حالة تأخر المسؤول سيتم التصوير، رغم وجود اللاعبين.