x

«الواثق» سودانى من أب شمالى وأم جنوبية: انفصال مصر عن السوادن هو اللى وصلنا لكده

الثلاثاء 11-01-2011 18:14 | كتب: علي شعبان السطوحي |
تصوير : اخبار


قبل أربع سنوات جاء الواثق محمد الصالحا إلى مصر لدراسة الهندسة بجامعة القاهرة يقول «الواثق»: «السودان تحتاج الأيام الجاية مهندسين على كفاءة عالية، وطبعا طالما معايا شهادة من مصر أو أى دولة غير السودان بتزود فرصتى فى إيجاد وظيفة مناسبة».


على عكس اسمه يمشى الواثق «20 عاما» داخل شوارع مصر، ذو بشرة سمراء، وشعر مجعد، يعيش فى شقة بوسط القاهرة بصحبة سودانى جنوبى يدرس التجارة، والاثنان يعيشان فى حالة وئام وحب لأنهما استطاعا بالعقل والحب والتفاهم أن يدركا أن انتماءهم الوحيد للسودان بغض النظر عن اختلافاتهم الطائفية والعرقية «احنا الاتنين واحد، ومع وحدة السودان، لأننا قدرنا نفهم بعض رغم أنه مسيحى وأنا مسلم، كان هو اللى بيشجعنى على الصلاة فى رمضان، ويصوم معايا ونفطر مع بعض عشان مايحسسنيش إنى لوحدى».


طيلة الأيام الماضية يجلس الواثق فى شقته لشعوره بالخجل مما يحدث حاليا فى السودان: الانفصال هو اللى خلانى أقعد فى البيت، لأنى مش عايز أقابل حد، مش هاقدر أواجه أسئلة أصدقائنا.


يضحك الواثق ويتحسر على ما جرى للسودان: «كنا دولة مصر والسودان، وانفصلنا وبقينا السودان، والنهادرة الشمال انفصل عن الجنوب، وبكره دارفور هيطالب بالانفصال، والخرطوم هينفصل عن بحرى وأم درمان«، ويرى أن السودان لو ظلت على وحدتها القديمة مع مصر ماكنش حصل انفصال، وكان فى سلام ومفيش حروب، وكنا زماننا من كبرى الدول فى العالم فى الزراعة وفى حاجات كتير.


الحكومة السودانية فى نظر «الواثق» فشلت فى لم الشمل والاندماج بين فئات الشعب المختلفة، ولا يستبعد الأيادى الخارجية لأمريكا وإسرائيل فى تحريك النزعة الانفصالية للجنوب «أمريكا وإسرائيل عايزين حاجات كتير فى السودان زى الأرض الصالحة للزراعة والبترول».


يرجع «الواثق» مطالب الجنوبيين بالانفصال عن الشمال لعدم تمكن الطرفين من التواصل والتفاهم، يكمل «الشمالى بينظر للجنوبى على أنه متمرد ويميل للانفصال، والجنوبى يعتقد أن الشمالى ينظر إليه على أنه مواطن من الدرجة الثانية، وعشان مفيش لغة حوار وتعايش بينهما، كل واحد انعزل وصدق الأوهام اللى فى دماغه».


«انفصال الشمال عن الجنوب فى السودان تم على أساس دينى بين أغلبية مسلمة فى الشمال وأغلبية مسيحية فى الجنوب»، هكذا يعتقد الواثق، لكنه فى الوقت نفسه لا يعتقد حدوث مثل هذا الأمر فى مصر على خلفية الاحتقان الطائفى الذى يتجدد بين الحين والآخر «مصر تنفصل؟ دا ولا فى الأحلام، المواطن المصرى سواء كان مسيحياً أو مسلماً بيحنوا على بعض وعندهم انتماء للوطن، بيحبوا وطنهم أكتر من أمهم، لكن أغلبيتنا محدش عنده انتماء للسودان».


حرية المواطن هى أكثر ما يلفت انتباه «الواثق» فى مصر، ويعتقد أنها لو وجدت فى السودان ماحدث الانفصال «بيعجبنى فى مصر إن المواطن واخد حريته بغض النظر عن ديانته أو معتقداته، بصراحة أى حاجة فى مصر بحبها، لأن فيها حرية».


«الواثق» يفسر الفرحة التى يعيشها الجنوبيون بانتظار الاستفتاء «عشان هما مهمشين، ودى الفرصة الأولى لهم فى التاريخ إنهم يستقلوا كدولة»، لكنه قلل فى الوقت نفسه من قدرة الجنوب على بناء دولة مستقلة «مش مؤهلين إنهم يكونوا دولة»، ويعتبر أن المشكلة الأكبر التى ستواجه الجنوب فى الفترة المقبلة التكالب على السلطة وغالبا ما ستكون على حساب النمو الاقتصادى»، ويضيف «بنسبة 90% هيرجعوا للدولة تانى بعد ما يفشلوا فى بناء دولة مستقلة لها كيانها».


شهور ويحصل «الواثق» على شهادته الجامعية من كلية الهندسة، ويتمنى بعدها أن يعود للسودان، وبالتحديد إلى الجنوب ليشارك فى إعمار وبناء الدولة الجديدة «أنا مش بعامل شمالى وجنوبى، إحنا شعب سودانى واحد وأغلب أصدقائى من الجنوب، ومش عشان انفصلنا هلغى علاقتى بيهم، طالما هنبقى دولتين جنب بعض يبقى لازم علاقتنا تبقى حلوة». الواثق الذى ينتمى لأب شمالى وأم وجدة من الجنوب يتساءل دلوقتى بعد الانفصال أنا مصيرى هيبقى إيه»، ويواصل كلامه قائلا «بعد الانفصال سيكسب الجنوب بالماس والذهب والبترول»، لكنه سيخسر بقوة وترابط الشمال.. الجنوب عنده بترول لكنه معندوش ميناء، واحنا كشماليين هنفضل متمسكين بيهم».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية