تفاقمت أزمة تكدس المعتمرين المصريين العالقين في مطار جدة مع أول أيام عيد الفطر، بعد تزايد أعداد كبار السن في قرية الحجاج بمطار جدة، والعجز عن توفير الأدوية اللازمة لهم، رغم تأكيدات القنصلية المصرية في جدة، ومسؤولي شركة مصر للطيران، أن الأزمة وجدت طريقها إلى الحل، على العكس من تصريحات رسمية من بعثة وزارة السياحة، تفيد باستمرار الأزمة.
وكان وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز قال إن بلاده لا تفرق بين المعتمرين بحسب جنسياتهم.
وأكد عدد من المعتمرين العالقين في اتصالات هاتفية لـ«المصري اليوم» أنهم سيتقدمون ببلاغات للنائب العام ضد شركات الطيران السعودية والمصرية، بينما كشف سمير إمبابى, مدير مكتب مصر للطيران بالمملكة العربية السعودية، أن الأعطال خارجة عن إرادة الشركة، مؤكدا بدء انفراج الأزمة على حد تعبيره. ويبلغ متوسط تأخر الرحلة الواحدة نحو 5 ساعات.
من جانبه أعلن الطيار أيمن نصر, رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية، أن أزمة المعتمرين تسببت في تأجيل إقلاع بعض رحلات مصر للطيران من مطار القاهرة نتيجة لتأخرها في المطارات السعودية، مشيرا إلى تأخر 8 رحلات للشركة لمدة وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من 5 ساعات.
وتلقت «المصرى اليوم» العديد من الاتصالات من المعتمرين وذويهم، وقال سيد حمودة زوج المعتمرة فوقية على على الشهاوى, التى كان من المقرر عودتها الأحد على متن رحلات شركة مصر للطيران, إنها لاتزال عالقة في مطار جدة، مضيفا «تعاني زوجتي من السكر والضغط والسرطان، في الوقت الذي توجد فيه الأدوية في الحقائب التي لا تستطيع الحصول عليها».
وأوضح أنه تم احتجاز زوجته داخل إحدى صالات قرية الحجاج وأغلقت الأبواب عليهم، ولم يتواجد أي مسؤول مصري يوضح لهم سبب احتجازهم داخل القرية.
وفي مكالمات هاتفية أخرى، طالب المعتمرون من الدكتور عصام شرف, رئيس مجلس الوزراء، التدخل لدى السلطات السعودية لحل أزمة عودتهم، متوعدين شركات الطيران التى تسببت في تأخير وصولهم إلى مصر بتقديم بلاغات ضدها للنائب العام، ومطالبتها بتعويضات نظرا لعدم تقديم الخدمات المقررة للمسافرين في حالات التأخير، وهى الإقامة في فندق لحين قيام الطائرة، مشيرين إلى أن هذه الشركات رفضت تقديم وجبات للمعتمرين، كما أنها لم تتقدم باعتذار.
وقال أحمد صابر، إن والديه يتعرضان لمعاملة سيئة من جانب ضباط مطار جدة، متهما إياهم بعدم السماح لهما بدخول دورات المياه داخل صالات الانتظار كما أنه تم إغلاق التكييف عنهم رغم تكدسهم في الصالات الداخلية لقرية الحجاج.
فى السياق نفسه قال أحمد وهبة, عضو بعثة وزارة السياحة بمكة المكرمة, في تصريح خاص لـ«المصرى اليوم» إن قيادات البعثة انتقلت الاثنين إلى مقر مطار جدة لمتابعة الأزمة في المطار ولاتزال موجودة هناك، موضحا أن الأزمة لاتزال مستمرة، وأن التأخير في إقلاع الرحلات يقترب من خمس ساعات.
من جانبه قال سمير إمبابى, مدير مكتب مصر للطيران بالمملكة العربية السعودية, لـ«المصرى اليوم» إن أسباب التأخير خارجة عن إرادة الشركة، موضحا أن ما حدث كان نتيجة تأخير المسافرين على خطوط أخرى، وتوجههم إلى مصر للطيران مما أدى إلى تأخير الحركة.
وأضاف أن الحركة بدأت تنتظم حاليا، متعهدًا بالتزام الخطوط المصرية مع المعتمرين وتخصيص صالة لشركة مصر للطيران لتفويجهم، فيما أوضح أن السلطات السعودية عرضت على المعتمرين المتكدسين هناك الإقامة في الفنادق، إلا أنهم رفضوا ذلك على حد تعبيره، رغم نفي المعتمرين المصريين ذلك, مؤكدين أنه لا يمكن القبول بالنوم على المقاعد في صالة المغادرة ورفض الانتقال إلى الفنادق.
وكشف ناصر ترك، نائب رئيس غرفة شركات السياحة, أن الأمير خالد الفيصل أمير مكة تدخل لحل أزمة المعتمرين المتكدسين حاليا وتم اتخاذ مجموعة من الإجراءات من بينها تسيير رحلات إضافية من الخطوط السعودية والشركات الخاصة لنقل 3600 معتمر، ومنع تفويج أتوبيسات المعتمرين من أماكنها في الأراضي المقدسة إلا عقب صعود العالقين في المطار إلى طائراتهم.
وأضاف ترك في تصريحات خاصة «تتابع القنصلية المصرية في جدة الموقف ويقوم القنصل العام بعمله لحل الأزمة رغم محاولات المعتمرين التعدي عليه بسبب ما قالوا إنه تراخ من قبل مسؤولي السفارة المصرية».
وأوضح ناصر أن الأزمة تعود إلى الزيادة التى وصلت إلى نحو 30% في أعداد المعتمرين مقارنة بالعام الماضي، مؤكدا أنه كان يجب أن يكون الاستعداد أكبر لتجنب أي احتمالات تكدس.
وعلى صعيد متصل قال المستشار عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن لجنة خاصة أوفدتها القنصلية المصرية في جدة برئاسة ماهر المهدي نائب القنصل العام, توجهت إلى مطار جدة لمتابعة الاتصالات بجميع السلطات السعودية المعنية، وهو ما أسفر عن ترتيب عودة نحو 4 آلاف معتمر مصري على 9 رحلات من بينها 5 رحلات إلى مطار القاهرة و4 رحلات إلى برج العرب، مشيرا إلى أن أعداد المعتمرين في مطار جدة لا تزيد على 1400 معتمر يتوقع عودتهم الخميس.
من جانبه قال الأمير نايف بن عبد العزيز, وزير الداخلية السعودي, رئيس لجنة الحج, إن بلاده ترحب بكل الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع الدول الإسلامية، وأنها لا تفرق في المعاملة بين معتمري دولة وأخرى، داعيا المسؤولين في الوزارات المعنية بالحج والعمرة إلى لقاء عقب نهاية موسم الحج لمراجعة السلبيات، والتخطيط لموسم الحج المقبل.