x

ليبيا تستقبل أول عيد بعد سقوط القذافي بالفرح والدموع

الثلاثاء 30-08-2011 10:15 | كتب: رويترز |
تصوير : رويترز

 

يحل عيد الفطر في ليبيا بينما لم تنتهِ بعد مراسم دفن جميع شهداء الثورة الليبية, التي أطاحت بالزعيم المخلوع معر القذافي، ولكنها في ذات الوقت أغرقت المواطنين في أزمة اقتصادية انعكست على نقص في كل شيء، من المياه إلى المال. ولكن الليبيون يقولون إن ما من شيء يمكنه أن يفسد فرحة الحرية وعيد النصر بعد إسقاط الطاغية. وبعد 42 عامًا من حكم القذافي، سيظل هذا العيد محفورًا في أذهان الليبيين.

قال عادل كشاد (47 عامًا)، وهو مهندس كمبيوتر في شركة نفط: «كل عام نحتفل بالعيد بملابس جديدة وولائم وكعك مصنوع في البيت. هناك نقص هذا العام لكننا نتدبر أمورنا حتى الآن. الحمد لله هذا العيد له طعم خاص. هذا العيد لدينا الحرية».

وأضاف وهو يتبضع من سوق الجمعة «نحن فرحون. القذافي أتعبنا. لقد قتل الكثير من الناس وتسبب في الكثير من الدمار. كل سفك الدماء هذا لأنه لم يكن يريد أن يرحل. لو كان رحل في سلام لم يكن هذا ليحدث». وتابع «ليبيا تعيش فجرا جديدا».

في ليلة العيد بدأ الناس ينزلون إلى الشوارع لشراء الطعام للغداء الذي تقيمه الأسرة احتفالا بعيد الفطر. لكن على خلاف الأعوام السابقة عليهم أن يتدبروا أمرهم دون ملابس جديدة ودون ولائم كانت عادة ما تتضمن ما لذ وطاب من أطباق الطعام والحلوى.

وتجاهد العاصمة الليبية التي يعيش فيها مليونا نسمة للعودة إلى الحياة الطبيعية بعد ثورة استمرت ستة أشهر شهدت نهاية حكم القذافي الذي كان مكروهًا مرهوب الجانب من غالبية سكان ليبيا وعددهم 7 ملايين نسمة.

ومازالت المتاجر والمكاتب مغلقة. ومازالت الكهرباء والمياه والاتصالات مقطوعة. ومازال الناس قابعين في بيوتهم يخرجون للضرورة لشراء ما يحتاجونه من الأسواق القريبة.

وقال زيد العكاري (60 عاما)، وهو سائق سيارة «لا مانع أن نعاني من نقص إذا كان علينا أن نضحي من أجل هذا اليوم وهو يوم حرية. هذا العام سنتدبر أمورنا بأي شيء. أهم شيء أننا تخلصنا من هذا الطاغية».

وأضاف علي المبروك (60 عاما)، وهو موظف متقاعد «إن شاء الله ستتحسن الأمور. هذه الفترة ستمر. سنحتفل هذا العام بعيد الفطر وعيد النصر».

وحل العيد هذا العام وكثيرون يدفنون موتاهم أو يبحثون عن ذويهم المفقودين بعد معركة طرابلس.

ولا يوجد رقم نهائي لعدد من استشهدوا منذ أن نزل الليبيون إلى شوارع مدينة بنغازي في شرق ليبيا يوم 17 فبراير للإطاحة بالقذافي. ومنذ أن سيطرت المعارضة على العاصمة يوم الثلاثاء تظهر أدلة على حدوث عمليات إعدام خارج ساحة القضاء ومقابر جماعية مما يشير إلى عدد كبير من الخسائر في الأرواح. كما اختفى أيضا كثيرون.

وبالنسبة لسعاد المستاري (65 عاما)، لم تكتمل بعد سعادة إسقاط القذافي. لقد خسرت ابنها محمود يوسف (23 عاما)، وهو طالب اقتصاد يوم الأحد الماضي أثناء التقدم داخل طرابلس.

وقالت «لن يهدأ لي بال إلا بعد أن يقتل القذافي وأبناؤه بالرصاص. لقد سجنوا أبنائي الثلاثة الآخرين أربعة أشهر وقتلوا ابني الأصغر. لقد مات يوم 21 أغسطس. أبنائي الثلاثة الآخرين أفرج عنهم بعد ثلاثة أيام. فرحتنا لم تكتمل».

وعبرت عن حزنها الأكبر لأن ابنها لم ير الثوار وهم يحررون طرابلس، وهو المشهد الذي قالت إنها عندما شاهدته بعينيها نسيت حزنها. وقالت «نسيت خسارتي تلك الليلة. الناس جاءوا إليَّ ليهنئوني بالشهيد الأول الذي فقد في تحرير طرابلس». واستطردت «الحرية لا تقدر بثمن ودفعت أغلى ثمن في الحرية لكن آمل أن يكون ابني آخر شهيد».

وعند فرع بنك شمال أفريقيا استطالت طوابير الناس التي تنتظر تسلم رواتبهم. وقال كثيرون إنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ 3 أشهر.

وقال مصبوح الزاوي (49 عاما)، مدير البنك، إن المجلس الوطني الانتقالي أصدر توجيهات للبنك المركزي بدفع الرواتب. وإلى حين الانتهاء من التفاصيل سيحصل الناس في بادئ الأمر على نحو 200 دولار ليدبروا بها أمورهم.

وفي الداخل ألقيت صور القذافي على الأرض وكان الناس يسيرون فوقها. وقال «يمكن أن نعيش دون مال دون طعام دون كهرباء لكن المهم أن هذا الثقل الذي كان يقمعنا أزيح».

في إحدى المدارس تجمع الأطفال والنساء للمشاركة في حفل للأطفال بمناسبة العيد. وغنى الأطفال أناشيد ثورية وهم يرتدون قمصانا قطنية كتب عليها «ليبيا الحرة». بدوا فرحين كأولياء أمورهم.

وقالت نها البكوش (19 عاما)، وهي تدرس الطب في جامعة الفاتح «كنا نعيش في سجن كبير. بعد سنوات الفوضى نريد لبلادنا أن تصبح أفضل حالا. نحن الآن عند نقطة الصفر والمؤكد أن الأحوال ستتحسن. لم يكن لدينا شيء من قبل لا احترام لا فرص لا مال لنحقق أهدافنا».

ووسط الفرح تذكر البعض الوحشية التي تحملوها تحت حكم القذافي. ووصفت نعيمة النجار (45 عاما)، كيف رأت بعينيها إعدام منشق من منطقتهم في أحد المدارس الحكومية لأنه قاد حركة احتجاج ضد القذافي عام 1984 . وقالت «بعد إعدامه وضعوا جسده الذي كان به علامات تعذيب في شاحنة القمامة وطافوا بها في الحي تفاخرًا بفعلتهم المروعة. ديننا لا يسمح بالتمثيل بالجثث لكن هم ليس لديهم رحمة».

وأضافت «كانت هذه فترة سوداء في حياتنا، والآن أريد لأولادي أن يتمتعوا بالحرية والاحترام الآدمي الذي لم يكن لدينا قط».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية