أفادت مصادر سورية مطلعة أن السفير الأمريكي الجديد لدى سوريا روبرت ستيفن فورد من المنتظر أن يصل إلى دمشق يوم الجمعة المقبل على أن يتسلم مهام عمله يوم الاثنين المقبل.
ويعتبر فورد الذى يحمل درجة الماجستير فى الآداب من جامعة جونز هوبكنز عام 1983 صاحب خبرة دبلوماسية طويلة في منطقة الشرق الأوسط، ويتحدث العربية بطلاقة وسبق له أن شغل مناصب مختلفة في البعثات الدبلوماسية الأمريكية في البحرين ومصر وتركيا ، كما عمل سفيرا لواشنطن في الجزائر ما بين 2006 و2008 إلى أن شغل منصب نائب رئيس البعثة الأمريكية في بغداد.
كان فورد أدى الجمعة الماضي اليمين الدستورية سفيرا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية في سوريا أمام وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بعد أيام قليلة على تعيينه من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمرسوم رئاسي أواخر الشهر الماضى.
وجاء هذا التعيين عقب سحب السفيرة السابقة مارجريت سكوبى فى فبراير عام 2005 فى أعقاب اغتيال رئيس الوزارء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الامريكية بي جي كراولي فى تصريحات صحفية مؤخرا إلى أن عودة السفير الأمريكى إلى سوريا ترتبط بمصالح مهمة لأمريكا في دمشق ومنطقة الشرق الأوسط .
كانت الإدارة الأمريكية قررت في يونيو عام 2009 إعادة سفيرها إلى سوريا، واقترح أوباما رسميا على مجلس الشيوخ في أواخر فبراير من العام الماضى تعيين فورد سفيرا ، ووافقت لجنة الشؤون الخارجية في المجلس أواسط أبريل من العام الماضي على تعيينه، إلا أن الجمهوريين في المجلس قطعوا الطريق على مصادقة هذا التعيين بدعوى التشكيك في جدوى إرسال السفير في الوقت الراهن.
ويعتبر تعيين سفير أمريكى جديد فى سوريا خطوة مهمة على طريق تطوير العلاقات السورية الأمريكية بشكل لافت في ظل الإدارة الأمريكية الحالية وإعلان الرئيس باراك أوباما رغبته بانتهاج سياسة جديدة مع جميع دول المنطقة يغلب فيها طابع الحوار والاحترام المتبادل بعد سنين مضت شهدت فيها العلاقات السورية الأمريكية مرحلة طويلة من التوتر في عهد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن الذي حاول عزل سوريا واحتواءها والحد من دورها الإقليمي.
ورأى محللون سوريون أن عودة السفير الأمريكى خطوة كان لا بد منها. وأشار المحللون الى أن إصدار الرئيس الأمريكي أوباما قرارا بإعادة السفير بعد عامين من استلامه السلطة هو تصحيح لخطأ الرئيس السابق جورج بوش بسحب السفير منتقدين فى الوقت ذاته بقاء العقوبات الأمريكية على سوريا كونها عقوبات خاطئة ولا يجب أن تفرض من دول على دول وإنما الأمم المتحدة المختصة بفرض العقوبات .
واعتبر المحللون أن سحب السفير الأمريكى من دمشق قبل ست سنوات كان خطأ سياسيا ويدخل ضمن سلسلة الاتهامات التي وجهت الى دمشق آنذاك فى اعقاب اغتيال الحريرى، وأن عودته تأتى فى إطار السياق الطبيعى لتطور العلاقات بين دمشق واشنطن التى شهدت العديد من المراحل والخطوات الجادة فى إطار الحوار السورى الأمريكى الكاشف لإعادة تنظيم تلك العلاقات على أساس من الاحترام المتبادل.