أيام قليلة تفصل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وعائلته عن حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، والانتقال إلى البيت الأبيض، لتولي إدارة شؤون البلاد رسميا، وبينما يستعد فريق ومعاوني «ترامب» للحفل المنتظر في 20 يناير الجاري، فإن ابنته الكبرى إيفانكا ترامب تستعد للانتقال إلى مدينة واشنطن بمكان قريب من البيت الأبيض لتكون على تواصل مع عائلتها ووالدها الرئيس.
ورغم أن الفريق الرئاسي لـ«ترامب» لم يؤكد بعد مكان إقامة «إيفكانا» في البيت الأبيض من عدمه، إلا أن صحيفة ديلي ميل البريطانية كشفت عن أن «إيفكانا» سيكون لها دور في البيت الأبيض، بل ستكون السيدة الثانية، بعد زوجة ترامب «ميلانيا»، وبحكم اختيار زوجها «جاريد» ضمن طاقم المعاونين لوالدها بحسب تصريح سابق لها بعد فوز والدها بالرئاسة، فسبق وأن أعلنت أن زوجها سيجري اختياره مستشارا للرئيس، بعدما كان مستشاره في حملته الانتخابية.
كما ذكرت أنها ستستقيل من مؤسسات والدها التجارية، بعد 11 عاما من عملها بها كنائب تنفيذي لرئيسها- ترامب- وكانت مسؤولة بها عن كل ما يتعلق بالموضة والإكسسوارات والتجميل، بحكم عملها السابق كعارضة أزياء ووجه إعلاني، إلى جانب مسؤوليتها عن إدارة شؤون العقارات.
ووصف المحامي شيري ديلون- الذي نصح ترامب بالتخلي عن منصبه في مجموعة من شركاته- دور ابنته إيفانكا الجديد في مؤتمر صحفي الأربعاء، وقال أن إيفانكا لن تمارس السياسة أو تتدخل مع السلطة، كما أنها وزوجها «جاريد كوشنر» سينقلون عائلاتهم إلى العاصمة واشنطن دي سي، لكن إيفانكا ستركز على استقرار أطفالها الأربعة في منزلهم الجديد والمدارس الجديدة التي سينتقلون إليها.
ورغم أن «إيفانكا» ستتخلى عن منصبها وملايين الدولارات التي تتقاضها، فإن البعض يرجح إلى أنها ستكون السيدة الثانية في البيت الأبيض، بعد ميلانيا ترامب زوجة الرئيس المنتخب، نظرا لما هو معروف عن شخصيتها القوية وبحكم منصب زوجها الجديد مستشار الرئيس، رغم أنها خلال الفترة الأخيرة مهدت لصورتها الجديدة عقب فوز والدها، وتحرص على إبراز كونها أما لأربعة أطفال ومهمتها الأساسية فقط رعايتهم، ونشر صورها معهم، بعد أن كان تركيزها على صورها المنفردة خلال السنوات الماضية.
سبق للابنة الكبرى لـ«ترامب» التي تجاوزت 35 عاما من عمرها، أن عملت كموديل مع كبرى بيوت الأزياء العالمية وعلى رأسها فيرساتشي، وحصلت على لقب ملكة المراهقات التي كانت تنظمها مؤسسة والدها، وهوما أثار شبهة مجاملتها.
ويبدو أن المجاملة والمحسوبية ستظل تطارد «ترامب» وافراد عائلته، فاختياره لزوج ابنته للعمل مستشارا في البيت الأبيض سيفتح اتهامات جديدة له، رغم أنه يثق به، وحتى إن كان يتمتع بخبرة تناسب منصبه الجديد، فإنه ينتهك روح التشريع بحسب الخبراء، ويعيد للأذهان استعانة الرئيس الأسبق جون كينيدي بأخيه بوبي كينيدي وتعيينه المحامي العام وقت رئاسته للولايات المتحدة في الستينيات.
ورغم التقارب الذي يبدو بين ترامب وابنته الكبرى، فإن ذلك لم يمنع من وجود خلافات سابقة بينهما، طرأت مؤخرا عند تسريب حديث إذاعي للرئيس ترامب قبيل الانتخابات يعود تاريخه لعام 2006، وانتقد بسبب إهانته للنساء خلاله، ونفى وقتها إجراء ابنته لعمليات تجميل في عدة أماكن بجسدها، واصفا إياها بأنها فاتنة جدا وسأل إن كانت قد أجرت عملية تكبير لصدرها، فرد ترامب قائلا إنها كانت ولاتزال فاتنة فهي «طويلة جدا ورائعة الجمال»، إلا أنه أكد أنها لم تخضع لعملية تجميل، وهو ما أثار غضبها وقتها لكن ذلك لم يمنعها بعد ذلك من مؤازرته ودعمه في الانتخابات.