x

طارق الشناوي من الرولزرايس إلى الصاعقة طارق الشناوي الخميس 12-01-2017 21:36


لن تشاهد محمد رمضان وهو يشارك في تدريبات القوات المسلحة، حيث أصبح من أفرادها بعد تجنيده، التصوير ممنوع طبقا للقانون العسكري، ولكن الكل تناقل الخبر مشفوعا بالصورة، قبل التحاقه رسميا بالجيش.

صفحات التواصل الاجتماعي صارت الصحف تعتبرها هي المصدر الرسمي، حيث تنقل الخبر والصورة التي ينشرها الفنان، ولا يوجد بالطبع أي مجال للتشكيك في هذه الحالة في صحة الواقعة.

شاهد الناس محمد رمضان وهو يتقدم للقوات المسلحة لقضاء فترة التجنيد مثل أي شاب آخر جاء وقت أدائه الواجب الوطني، النجم عادة تحت مرمى الأضواء والكل يترقب مواقفه وردود أفعالة وتحديدا لو انتقل من الخاص للعام، فالناس لا يعنيها لو لم يقل لهم الحقيقة أين مثلا يقضي أجازته وحقيقة رصيده في البنك، ولكن عندما يصبح السؤال هل دفع الضرائب أم لا؟ من حقهم نلقي إجابة شافية، وعنما يتعلق الأمر بأداء الخدمة العسكرية فلا مجال للتسويف، وحاليا يقضي رمضان فترة الـ45 يوما في العزل، وأغلق تليفوناته، ليؤدي تلك الفترة الزمنية بالضبط كما تقضي اللوائح العسكرية، وأظن أنه خطط جيدا لتلك اللحظة فالأمر ليس مفاجئا له، بل إن المنطق أنه أرجأ في الماضي أداء الخدمة العسكرية بضع سنوات، حيث كان لايزال طالبا بالمعهد العالي للفنون المسرحية مما يمنحه حق التأجيل، ولكنه لم يكمل الدراسة، وحان وقت الالتحاق بالجيش، وبرغم كثرة ارتباطاته الفنية والتزامه أيضا بتوقيت مسبق للعرض وبالتالي للتنفيذ. فهو مشغول باستكمال تصوير فيلم ((جواب اعتقال)) لمحمد سامي، والذي واجه عنت رقابي، ويعرض له بعد أيام ((آخر ديك في مصر)) لعمرو عرفة وبعدها يصور فيلمي ((الكنز)) لشريف عرفة و((حب)) لداوود عبدالسيد، ناهيك عن مسلسله الرمضاني ((ولاد الطيب مرزوق)) إخراج طارق رفعت، بالإضافة لمسرحيته ((أهلا رمضان)) لخالد جلال، فهو أكثر نجم مصري متخم بأعمال فنية، لا أتصور أن رمضان سوف يترك كل ذلك، ولكنه سيؤدى الخدمة، كما يقضي القانون، وينسق في أوقات الإجازة.

كان من المستحيل أن يهرب رمضان من الميدان والصورة الذهنية التي يقدمها للناس هي أنه المقتحم والجدع والذي يقف في أول الصف، سواء أكان هو المجرم الذي يهرب من رجال الشرطة، أو من عصابة منافسة، أو هو الضابط الذي يطارد أفراد العصابة.

بالتأكيد لا أحد فينا سأل عن كبار النجوم ومتى وأين التحقوا بالقوات المسلحة وهل فعلا كانوا ملتزمين؟ إذا كانت الناس لا تتذكر الفنان ومتى التحق بالجيش فهم لا ينسون اسم الفنان الذي تقاعس عن أداء الواجب، ويدفع في العادة الثمن مضاعفا، لم يغفر الناس بسهولة لعدد من فنانيه، خاصة المطربين أنهم لم يؤدوا الخدمة العسكرية، وبعضهم زور أوراقا مثل تامرحسني وقبله مصطفى قمر وهناك أيضا من هم أقل شهرة مثل هيثم شاكر، في كل الأحوال، الأمر هنا ليس به خيار وفاقوس، ويحتاج إلى توضيح من الفنان مثلما أكد تامر قبل نحو 7 سنوات عندما اكتشفنا أنه يحمل شهادة مزورة عن أدائه الخدمة الوطنية، إنه لم يكن يعلم بتزويرها، الخدمة العسكرية تظل في مشوار كل من أداها وسام على صدره، وفي نفس الوقت الهروب منها في الضمير الجمعي- يضعه في موقف الخانع والهارب، ولكن بالطبع مرور الزمن يمحو الكثير.

سيستمر رمضان عامين يحمل السلاح لأنه يحمل مؤهلا متوسطا وذلك حتى مطلع 2019.

يبدو رمضان في علاقته بـ((الميديا)) تلقائي وعفوي وهو بنسبة كبيرة كذلك، مثلما نشاهده في العيد يمسك برأس عجلين تقطر منهما الدماء على أساس أنها طقس إسلامي للنحر، وقبلها أثار غضب قطاع من الرأي العام عندما شاهدوه بين عربتين فارهتين إحداهما روز رايس والأخرى لامبورجيني وصارت موضة بين النجوم، الذين حرصوا بعدها على التقاط صور لهم بجوار عربات أقل ثراء، لكي تصل الرسالة للناس أنهم أكثر تواضعا، كانت وستظل صورة رمضان وهو يتقدم للقوات المسلحة لأداء الواجب هي الأهم في مشواره وسينسى الناس العجلين والسيارتين.

هل سيلتحق بسلاح الصاعقة أم بالشؤون المعنوية؟ أغلب خريجي الكليات الفنية والإعلام يلتحقون بالشؤون المعنوية، وبرغم أن رمضان لم يكمل دراسته بالمعهد، إلا أن سلاح التوجيه المعنوي يظل هو الأقرب إلى ميوله، رمضان تقدم لقسم التجنيد التابع له في شهر أكتوبر الماضي، وهو يؤكد أنه يريد الالتحاق بالصاعقة والذهاب إلى سيناء للمشاركة مع رجال القوات المسلحة والشرطة في القضاء على الإرهاربيين.

إنه الآن هو حكمدار السرية كما تقضي القواعد المنظمة للقوات المسلحة، أي هو الذي يأخذ ((تمام)) الفرقة، وسيواصل مثل أي شاب أداء الخدمة ليدفع ضريبة الدم، وسيواصل أيضا حضوره عبر الشاشتين وعلى خشبة المسرح، البطولة الحقيقية، أن تظل أيضا بطلا على أرض الواقع.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية