فى وقت شهدت فيه مراكز الاقتراع فى شمال السودان إقبالا ضعيفا من الناخبين الجنوبيين خلال استفتاء تقرير المصير، شهد سجن «كوبر» الاتحادى أكبر نسبة اقتراع بولاية الخرطوم، وشارك المطلق سراحهم، الذين كانوا سجلوا أسماءهم من داخل السجون، حيث يمنحهم قانون الاستفتاء حق العودة للتصويت. ويعرف «كوبر» بأنه من السجون العريقة، التى لها تاريخ طويل فى السودان، كونه احتضن معظم السياسيين. وطبقاً للعديد من المراقبين فإن العملية سارت بصورة هادئة وسلسة، ولوحظ أن أعداد الإعلاميين الذى يغطون العملية أكبر من المصوتين أنفسهم.
وفى جولة ميدانية لـ«المصرى اليوم» أثناء الاقتراع، بدت شوارع الخرطوم هادئة، وتتعامل مع الأمر كأنه واقع معلن، حيث بات الانفصال مؤكداً دون تصويت ونتائج. أما فى مراكز التصويت، فقد كان من اللافت انتشار الشرطة السودانية.
وفى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أكد لام أكول، رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطى، المنشق عن الحركة الشعبية، أن الاستفتاء يجب أن يكون عادلا ونزيها، مؤكدا أن الجنوبيين لم يجدوا ما يبصرهم بمآلات الانفصال. وزار وفد من قطاع الشمال بقيادة رئيس القطاع ياسر عرمان مراكز اقتراع السجناء، وقال «عرمان» إن حركته فى الشمال والجنوب ستستمر فى العمل لوحدة مستقبلية تقوم على أسس جديدة سواء تمثلت الوحدة فى اتحاد دولتين أو كونفيدرالية أو دولة واحدة.
وأكد أن الدعوة للسودان الجديد التى تبنتها الحركة تهدف إلى وحدة أفريقيا ككل، وليس السودان فقط، لافتا إلى وجود (13) مليون نسمة منهم 9 ملايين شماليين على الشريط الحدودى البالغ طوله 2000 كيلومتر، وأن مصالحهم مرتبطة بالشمال والجنوب معا.