x

«المصرى اليوم» مع «حراس المنطقة الغربية»: تدريبات شاقة لـ«مقاتلى حرس الحدود» على المراقبة والاستطلاع ومكافحة الإرهاب

الأربعاء 11-01-2017 22:19 | كتب: داليا عثمان |
تدريبات لمقاتلى حرس الحدود تدريبات لمقاتلى حرس الحدود تصوير : اخبار

عاشت «المصرى اليوم» عدة ساعات مع مقاتلى إحدى كتائب قوات حرس الحدود، بالمنطقة الغربية العسكرية، القريبة من الحدود الليبية، التى يتفرع منها عدد من النقاط والتمركزات، المنتشرة على طول الحدود الدولية.

وعبر أبطال حرس الحدود، لـ«المصرى اليوم»، عن شعورهم بالفخر والاعتزاز بانتمائهم إلى المؤسسة الوطنية العسكرية، وقال جندى مقاتل مسعد أحمد، أحد أبطال حرس الحدود المستجدين، إنه خلال 3 أشهر فقط تعلم قوة التحمل والجدية ومعنى الرجولة والفداء، خاصة فى ظل التدريبات الشاقة التى يجرونها لتحويلهم إلى «أبطال».

وأضاف: «رأيت بعينى كيف يدافع أبطال القوات المسلحة عن تراب الوطن فى أصعب الظروف دون تقصير، ومدى تضحيتهم فى الدفاع عن أمن وسلامة الشعب المصرى ضد المخاطر والتحديات المختلفة التى يواجهونها يومياً».

وروى جندى مقاتل عبدالعزيز محمد، تفاصيل يوم فى حياة مقاتل، وقال إنه يستيقظ مع زملائه فى السادسة صباحاً مع سماع نوبة الصحيان، ثم يتم التجمع فى أرض الطابور، لإجراء تدريبات طابور اللياقة لمدة ساعة، بعدها يتوجهون لتناول وجبة الإفطار فى صالة الطعام (الميز)، ثم بعد ذلك يتم اصطفافهم فى أرض الطابور مرة أخرى، لتوزيع المهام عليهم، حيث يقوم كل فرد بمهمة محددة يتم التدريب عليها بشكل يومى.

وقال العريف مقاتل محمود حسنين إن مهمته تدريب وتعليم المستجدين على أساسيات الأجهزة التى يستخدمها المقاتل لتنفيذ مهام التأمين على الاتجاه الاستراتيجى الغربى، إلى جانب تدريب القوات عملياً من خلال عمليات التفتيش والتأمين الدورية لشرح كيفية تنفيذ جميع المهام الموكلة إليهم بمنتهى الدقة والسرعة سواء فى تحديد موقع الهدف أو الوصول إليه والتعامل معه.

وأضاف أن الأجهزة الأساسية التى يتدرب عليها المقاتل تتنوع بين «أجهزة رؤية ليلية متنوعة يتم تثبيتها على البنادق المستخدمة أثناء العمليات، وأجهزة تحديد المواقع وأيضا نظارة الميدان وبوصلة لتحديد الاتجاهات وأسلحة خفيفة ومتوسطة، يتم استخدامها لتنفيذ المهام وفقا لتقديرات الموقف وظروف كل مهمة.

وقال العريف مقاتل محمد على إنه يستقبل الدفعات الجديدة بعد انتهاء فترة إعدادها الأساسى فى مركز التدريب، ثم يبدأ دوره بعد ذلك، فى التأهيل النفسى والمعنوى، وشرح قيمة الدور الوطنى لأبطال حرس الحدود، فى منع تهريب المواد المخدرة، إلى جانب تعريفهم بخطورة الأسلحة والمتفجرات التى يحاول المهربون إدخالها إلى البلاد، بهدف ترويع الآمنين وإرهابهم.

وقال نقيب مقاتل أحمد عبدالمنعم، قائد سرية، إنه يتم غرس روح الفريق الواحد داخل المقاتلين المستجدين بقوات حرس الحدود، وإن كل القوات من قيادات وضباط وصف وجنود، يفدون بعضهم البعض فى ميدان العمل ويتعاملون مع المخاطر المختلفة بروح واحدة، ويحملون أرواحهم على أيديهم، وليس فيهم كبير أو صغير.

وأكد ملازم مقاتل موسى صلاح، أحد الضباط المكلفين بتأمين الاتجاه الاستراتيجى الغربى، أن وظيفته تحتم عليه إبلاغ قائد السرية عن أى تحركات مشبوهة داخل المناطق الحدودية المحظور التواجد بها، والتى يستخدمها المهربون فى أعمال التهريب. وقال إن من ضمن مهام عمله «المراقبة والاستطلاع ومكافحة الإرهاب والقبض على المتسللين ورصد تحركات مهربى المواد المخدرة والأسلحة والمواد غير خالصة الجمارك التى تهرب».

وأكد الرائد مقاتل محمود حلمى، قائد نقطة المرور، أن هناك مجموعات عمل ترابض على الحدود الدولية، على مدار 24 ساعة، وإذا تم رصد أى اختراق أو تحرك غير قانونى يتم إبلاغ جميع نقاط الربط للتنسيق واتخاذ اللازم، وأن مواجهة العناصر الإجرامية وعمليات التسلل والتهريب ومكافحة الإرهاب- تمثل أهم مهام النقاط والتمركزات الثابتة على خط الحدود الغربى، إلى جانب تأمين الأفواج السياحية.

وقال: «نرتقى بالمقاتل الذى يجب رفع لياقته البدنية، للوصول بها إلى معدلات أداء قوية، ولا بد أن يتحلى مقاتل حرس الحدود بالصبر والجلد، والتدريب الجيد على البقاء داخل الصحراء لمدة أسابيع، حتى إنه يطلق عليهم أحياناً أسماء مثل (عيون الصحراء)، ويتم تعليمهم الاعتماد على أنفسهم فى تجهيز كل مستلزمات معيشتهم والحفاظ عليها». وشدد على أنه يجب على الجندى أن يثق فى إمكانياته، ويحافظ على سلاحه، ولذلك يتم رفع روحه المعنوية بشكل كاف ويشعر أن جميع مشاكله محلولة.

وقال إن كل فرد فى موقعه أثناء العلميات يعتبر صاحب قرار، ويتخذ ما يلزم من إجراءات فى أسرع وقت ممكن، وفقا لما تدرب عليه فى مواجهة التحديات المختلفة والمتنوعة، التى تختلف من منطقة إلى أخرى، ومن ظرف إلى آخر»، وشدد على أن الروح المعنوية هى الشىء الأساسى لنجاح مقاتل حرس الحدود.

وأكد الملازم أول مقاتل سعيد العزب أن مهام عمله تتمثل فى تلقى البلاغات والتعامل معها بأسرع شكل ممكن وإبلاغ القيادة لاتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع الموقف، بالإضافة إلى تأمين عملية الاتصالات بين النقاط والدوريات المختلفة التى تؤمن الاتجاه الغربى مع ليبيا.

وقال إن هناك تنسيقا دوريا بين جميع النقاط والدوريات التى تغطى الحدود الغربية بالكامل، وذلك باستخدام أحدث المعدات ووسائل الاتصال المتطورة التى تستخدمها أفضل قوات حرس الحدود على مستوى العالم.

ويعد الفرد المقاتل هو الركيزة الأساسية والرئيسية فى منظومة القوات المسلحة، حيث تقوم القيادة العامة للقوات المسلحة بتوفير جميع السبل المعيشية والإدارية لبناء فرد مقاتل، قادر على تنفيذ أى مهمة تكلف له لحماية الأمن القومى، وشهدت قوات حرس الحدود عمليات تطوير كبيرة، خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف أن عملية تطوير الفرد المقاتل سواء كانت تدريبية أو معيشية أو إدارية، لا تتوقف عند مستوى معين، فتوفير حياة ملائمة للعمل هدف رئيسى لجميع القيادات، لكى يتم الاستفادة من الفرد المقاتل، لتنفيذ المهام التى توكل إليه، لذا يحرص قادة قوات حرس الحدود على تأهيل المقاتل بشكل علمى وبدنى وتثقيفى وتدريبى بشكل جيد.

ويتعلم جندى قوات حرس الحدود الانضباط والاعتماد على النفس، والاستفادة بجميع إمكانيات البيئة المتاحة، للوصول إلى الأداء النموذجى، الذى يكون قدوة لكل من حوله.

جدير بالذكر أن مصر واجهت عددا من التحديات خلال الفترة الماضية، من ضمنها تهريب الأسلحة والتجارة غير المشروعة، خاصة فى ظل الصراعات الحالية فى ليبيا، التى تقع على الحدود الغربية، وسط عدم سيطرة المؤسسات الشرعية على مقاليد الأمن فى البلاد بصورة كاملة.

وتبنت القيادة العامة للقوات المسلحة خطة للقضاء على ظاهرة التهريب، وتشهد الحدود الاستراتيجية لمصر حالياً أعلى جاهزية للمراقبة ورصد أية محاولات للتسلل أو التهريب ومنع الهجرة غير الشرعية.

وانضمت أحدث المعدات، التى تساعد قوات الأمن فى كشف عمليات التهريب والتسلل التى تتم على الحدود المختلفة، إلى القوات، التى تمتلك أجهزة عالية التقنية «رادارية» و«حرارية» وأجهزة رؤية ليلية، من أجل ضبط الحدود الغربية.

وحققت قوات حرس الحدود العديد من الإنجازات فى مجال القضاء على البؤر الإرهابية، وهدم الأنفاق، وضبط المواد المخدرة والبضائع المهربة التى تضر بأمن واستقرار البلاد، خلال الفترة من نوفمبر الماضى حتى الآن.

وفى مجال القضاء على البؤر الإرهابية، تمكنت قوات حرس الحدود من القضاء على عدد من البؤر والعناصر الإرهابية، خلال تنفيذ مهام تأمين الحدود، بالتعاون مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية