فى رحلة عمل فى المستقبل غير البعيد، وبينما يجلس المسافر فى السيارة فى الطريق إلى المطار، يدق ساعى البريد جرس الباب فى المنزل.
ليست مشكلة، طالما تم توصيل السيارة الذكية بالمنزل الذكى. بعد محادثة فيديو مع ساعى البريد، يعطى المسافر أمرا بلمسة زر لفتح الباب الأمامى للمنزل ثم يغلقه بعد أن ينتهى ساعى البريد من تسليم البضائع. المحطة التالية هى موقف السيارات بالمطار والسيارة تبحث تلقائيا على بقعة خالية فى حين يعبر المسافر من البوابات الأمنية.
بعد أن تهبط الطائرة فى مطار الوصول، يُعلم الهاتف الذكى المسافر بأنه يوجد ازدحام على جميع طرق الوصول، ويقدم له بديل لسيارة الأجرة، وهو أن يأخذ القطار إلى محطة معينة، حيث يمكن الحصول على سيارة كهربائية تم تخصيصها للفترة المتبقية من الرحلة. هذه رؤية لرحلة عمل فى عصر التنقل المتصل، والتى قدمها فولكمار ديننير رئيس مجلس إدارة شركة Robert Bosch، خلال مشاركته بمؤتمر أوتوموبيل فى برلين، حيث كان الرئيس التنفيذى لشركة بوش يناقش اتجاه صناعة السيارات العالمية نحو خدمات التنقل. فى الفترة بين 2017 و2022 فقط، يتوقع ديننير أن ينمو قطاع التواصل فى سوق صناعة السيارات بنحو 25% سنويا.
وبعد بضع سنوات فقط من الآن، ستكون السيارات من الجزء النشط مما يطلق عليه إنترنت الأشياء أو Internet of Things، وقادرة على التواصل مع وسائل أخرى داخل قطاع الانتقال، وحتى خارجه مثل التواصل مع المنزل الذكى. وقال ديننير فى حديثه: «إن السيارة كما نعرفها ستصبح مجرد تاريخ قريبا، اليوم إذا كنت تستخدم شبكة الانترنت لحجز غرفة فى فندق. فى المستقبل سوف تقوم بترتيب الانتقال الخاص بك على الانترنت كذلك.
للقيام بذلك، على السيارات الخاصة أن تكون جزءً من حل متكامل سيجمع شمل وسائل النقل العام والبنى التحتية الحضرية بأكملها. فى غضون سنوات قليلة، الانتقال سيكون مرتبط بوسائل أكثر سلاسة. الناس اليوم يفكرون فقط من وجهة نظر السيارات الفردية الخاصة، إلا أن السنوات القليلة القادمة ستشهد تحول التركيز نحو أنسب طريقة للوصول إلى وجهتهم».
طبقا لديننير، فإن هناك ثلاث مراحل لتحقيق ذلك، المرحلة الأولى أن يبدأ التواصل من وراء عجلة القيادة، والذى بدأنا نراه بالفعل اليوم، تقريبا كل السيارات الجديدة التى يتم بيعها فى ألمانيا اليوم متصلة بالفعل بشبكة الإنترنت. وتوفر بيانات عن حركة المرور، وخدمة الاتصال الهاتفى أثناء الطوارئ، وتشغيل الموسيقى، وهى خدمات تتطلب الوصول إلى الإنترنت. سيارة المستقبل سوف تكون قادرة على القيام أكثر بكثير من تشغيل الموسيقى فبوش تعمل الآن على تقنيات من شانها أن تجعل السيارة تصبح مساعد شخصى السائق.
المرحلة الثانية هى أن يتم ربط خدمات الانتقال بشكل سلس فيما وراء السيارة، بأن تمتد الخدمات إلى ما هو أبعد من السيارة ذاتها، مثل شبكة خدمات النقل العام والسيارات المشتركة. أما المرحلة الثالثة والأخيرة أن يجمع إنترنت الأشياء بين خدمات الانتقال والمنازل الذكية، والمدن الذكية وأن تمتد الخدمات أبعد من مجرد الربط بين السيارة والمنزل، وأن تحقق هدفا أسمى وهو توفير الوقت للمستخدم من خلال جعل كل شيء أكثر ترابطا بسلاسة أكبر.
ومن خلال عملية الربط السلس تلك، يمكن لبوش أن تغير وجه العالم وتجعل ذلك الترابط هو نمط الحياة المعتاد ويدمج الانتقال داخل أوجه الحياة المختلفة مثل العمل أو المرح أو حتى الأشياء البسيطة مثل استلام البريد دون الحاجة للتواجد بالمنزل، ليبدأ الناس فى التفكير بعيدا عن النمط السائد الآن وهو كما ذكرنا يركز على الانقال الفردى بالسيارات الشخصية.